مدارات عالمية

أول تعقيب أوروبي على اتجاه بوتين إلى نشر صواريخ نووية متقدمة

المنظومة الجديدة تفوق سرعة الصوت 5 مرات..

فريق التحرير

في أول تعليق أوروبي على توجُّه روسيا نحو نشر صواريخ نووية، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن بلاده ستعارض بقوة أي تحرك لنشر صواريخ نووية جديدة متوسطة المدى في أوروبا، إذا ألغيت معاهدة رئيسية للحد من التسلح تعود لفترة الحرب الباردة.

وأضاف ماس، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية، اليوم الخميس: "يجب ألا تصبح أوروبا تحت أي ظرف ساحة نقاش عن إعادة التسلح، وسيلقى نشر صواريخ جديدة متوسطة المدى مقاومة واسعة في ألمانيا".

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الأربعاء، بأن بلاده قد تنشر أول مجموعة من الصواريخ ذات القدرات النووية التي تفوق سرعتها سرعة الصوت بخمس مرات أو أكثر في العام المقبل، موضحًا أن الخطوة تعني أن بلاده أصبح لديها الآن نوع جديد من الأسلحة الاستراتيجية.

وكان بوتين يتحدث بعد إشرافه على ما وصفه "الكرملين" بأنه اختبار ما قبل النشر لنظام صاروخي جديد باسم أفانجارد.

وقال بوتين، في اجتماع مع الحكومة: "الاختبار الذي انتهى لتوه استُكمل بنجاح تام.. اعتبارًا من العام المقبل 2019، ستحصل القوات المسلحة الروسية على النظام الاستراتيجي الجديد العابر للقارات أفانجارد.. إنها لحظة مهمة في تاريخ القوات المسلحة وفي تاريخ البلاد".

وأشارت موسكو إلى أن النظام الصاروخي الجديد -وهو واحد من عدة أسلحة أعلن بوتين عنها في مارس الماضي- قادرٌ على المناورة بدرجة كبيرة؛ ما يمكنه بسهولة من تجنب أنظمة الدفاع الصاروخية.

وشاهد بوتين الاختبار عن بُعد، أمس، من مبنى وزارة الدفاع في موسكو. وقال الكرملين -في بيان- إنّ صاروخ أفانجارد الذي أطلق من موقع في جنوب غرب روسيا، أصاب بنجاح هدفًا في أقصى شرق البلاد.

وكانت الولايات المتحدة قد هددت بالانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى التي أبرمت في ثمانينيات القرن الماضي، وتحظر على موسكو وواشنطن نشر صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى على البر في أوروبا.

ومعاهدة القوى النووية المتوسطة المدى هي اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وُقعت في العاصمة واشنطن من قِبل الرئيس رونالد ريجان والأمين العام ميخائيل جورباتشوف في 8 ديسمبر 1987، وصادق عليها مجلس الشيوخ في الولايات المتحدة في 27 مايو 1988 ودخلت حيز النفاذ في 1 يونيو 1988.

وتلزم الاتفاقية كلا الطرفين بالتخلي عن جميع الصواريخ الباليستية التى يتم إطلاقها من قواعد أرضية والموجهة، والتي يُراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر. وفي الوقت ذاته تحظر المعاهدة على الطرفين إنتاج مثل هذه الأنظمة وتجربتها.

وتتهم الولايات المتحدة، روسيا منذ فترة بانتهاك المعاهدة من خلال تطوير نظام للصواريخ الموجهة تطلق عليه روسيا اسم "9 إم 729"، ويعرف لدى الناتو بالرمز الشفري "إس إس سي - 8"، غير أنّ روسيا تنفي ذلك ودأبت في المقابل على اتهام الولايات المتحدة بأنها هي التي تنتهك المعاهدة.

وهدّدت واشنطن في شهر أكتوبر الماضي، بالانسحاب من المعاهدة بسبب إطلاق روسيا صواريخ موجهة جديدة، وأمهلت موسكو 60 يومًا لإثبات تمسكها بالاتفاق، غير أنّ دولًا أعضاءً بحلف شمال الأطلسي "الناتو" مثل ألمانيا تخشى أن يكون ذلك إشارة كارثية تؤدي إلى عودة سباق التسلح؛ لذلك تسعى هذه الدول إلى استنفاد جميع الفرص المتاحة أولًا لإنقاذ المعاهدة.

وللمرة الأولى، وبشكل متكاتف، اتهمت الدول الأعضاء بحلف شمال الأطلسي "ناتو"؛ روسيا بانتهاك معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة المدى، خلال الشهر نفسه.

وقال ينز ستولتنبرج الأمين العام لـ"الناتو" إن الحلف يدعو روسيا إلى إعادة الثقة الكاملة وفورًا بالمعاهدة، موضحًا أنّه إذا لم تستجب روسيا فمن الممكن أن تعلن الولايات المتحدة، وبدعم سياسي من بقية الأعضاء بالحلف، انسحابها من المعاهدة.

مرر للأسفل للمزيد