أكد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، أن البيت الأبيض سيطرح رؤيته للسلام في الشرق الأوسط (الأزمة الفلسطينية-الإسرائيلية) الصيف القادم، معربًا عن أمله أن «توفر مستقبلًا أفضل للفلسطينيين».
وقال بومبيو، في كلمة على هامش احتفال إسرائيل بما يسمى «عيد الاستقلال»: «لدى البيت الأبيض رؤية للسلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وسنكشف عنها هذا الصيف. إنها فرصة، رغم أنه لا توجد ضمانات نأمل منها أن توفر مستقبلًا أفضل للفلسطينيين».
وبشَّر مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر، مطلع الشهر الجاري، بأن خطة السلام في الشرق الأوسط التي يعكف على وضعها «ستكون نقطة بداية جيدة لمعالجة الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني.. أعمل على إعداد خطة السلام منذ نحو عامين».
وأوضح كوشنر (لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى) أنه «تم تكليفي بمحاولة إيجاد حل بين الجانبين. وأعتقد أن ما سنطرحه هو إطار عمل أعتقد أنه واقعي.. أنه قابل للتنفيذ، وهو أمر أعتقد بشدة أنه سيقود الجانبين إلى حياة أفضل كثيرًا».
وقال: «ما سنتمكن من إعداده هو حل نعتقد أنه سيكون نقطة بداية جيدة للقضايا السياسية، وإطارًا لما يمكن القيام به لمساعدة الطرفين على بدء حياة أفضل.. آمل أن يفكر الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني جيدًا في خطة السلام قبل اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب».
وتتألف الخطة (التي جرى تأجيل الإعلان عنها لعدة أسباب خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية) من شقين رئيسيين؛ أحدهما سياسي يتعلق بالقضايا الجوهرية (مثل وضع القدس، واللاجئين، والمياه، والمستوطنات)، والآخر اقتصادي يهدف إلى مساعدة الفلسطينيين على تعزيز اقتصادهم.
ويقول كوشنر (الذي يعد الخطة مع المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط جيسون جرينبلات) إن «الخطة ليست محاولة لفرض الإرادة الأمريكية على المنطقة»، لكنه لم يقل ما إذا كانت الخطة ستدعو إلى حل الدولتين الذي كان أحد أهداف جهود السلام السابقة، فيما يعبر الفلسطينيون عن تشككهم في الجهود التي يقودها كوشنر.
وفيما يقول جرينبلات إن «المفاوضين الأمريكيين يتوقعون اعتراض الإسرائيليين والفلسطينيين على بعض أجزاء الخطة»؛ يعتقد مسؤولون ومحللون عرب أنه من المرجح أن تأتي الخطة في صالح إسرائيل؛ نظرًا إلى أن إدارة ترامب تتخذ نهجًا متشددًا تجاه الفلسطينيين؛ حيث قطعت عنهم المساعدات، وأمرت بإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن.
وكشفت معلومات جديدة (منتصف أبريل الماضي) عن ملامح مقترح «صفقة القرن» الأمريكية الخاصة بحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. وقال تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» إن «الحل الذي تعمل عليه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لن يتضمن دولة كاملة السيادة».
وأوضح التقرير أن ما يجري العمل عليه حاليًّا في العاصمة واشنطن «يتضمن تحسين ظروف حياة الفلسطينيين فقط»، وأن «من المتوقع أن يطرح البيت الأبيض حزمة السلام التي طال انتظارها خلال الربيع أو بداية الخريف المقبل، بعد جهود قام بها جاريد كوشنر مستشار ترامب وصهره».
وقال ترامب لمقربين منه (وفق واشنطن بوست) إنه يرغب في «قلب الافتراضات التقليدية بشأن حل الصراع»؛ وذلك على عكس دبلوماسيته الشخصية التقليدية مع كوريا الشمالية؛ حيث أوكل الملف الفلسطيني-الإسرائيلي بدرجة كبيرة إلى صهره، غير أن معظم المحللين يرون أن «فرصة نجاح كوشنر ضئيلة للغاية».