مدارات عالمية

الإدارة الأمريكية تهدد خليفة «قاسم سليماني»: سنقتلك لو فعلتها

برايان هوك استشهد بتصريح حاسم للرئيس ترامب

فريق التحرير

هدد المبعوث الأمريكي الخاص بإيران برايان هوك، الجنرال الإيراني «إسماعيل قاآني» خليفة قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني؛ بالقتل إذا «سلك نهج سليماني في قتل أمريكيين».

وشدد «هوك» -في تصريحات صحفية- على أنه «إذا سلك إسماعيل قاآني مسار قتل الأمريكيين، فسوف يواجه مصير سليماني»، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نبَّه منذ فترة إلى أن أي هجوم على أمريكيين أو مصالح أمريكية سيواجه برد حاسم.

وأجرت إيران، الاثنين الماضي، مراسم تنصيب إسماعيل قاآني قائدًا لفيلق القدس (الذراع الخارجية للحرس الثوري)، ونائبه الجديد محمد حجازي، بحضور قادة الحرس والجيش والأركان ومسؤولي مكتب المرشد علي خامنئي، وبنات قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أمريكية في الثالث من يناير الجاري بنطاق مطار بغداد الدولي، بطائرة بدون طيار.

وكان قاآني يشغل منصب نائب قائد فيلق القدس الذي يعد الذارع الخارجية للحرس الثوري الإيراني، كما كان السبب في تلويح وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف بالاستقالة، بعدما فوجئ بزيارة بشار الأسد إلى طهران، وهي الزيارة التي التقى فيها علي خامنئي وحسن روحاني وقاسم سليماني؛ ما أزعج جواد ظريف وجعله يقول: «لم يعد لوزير خارجية إيران أهمية أمام العالم»، لكنه تراجع لاحقًا عن الاستقالة بدعم من روحاني.

واعترفت برقية للمرشد الإيراني علي خامنئي بتدخل قاآني في شؤون دول الجوار، بالقول إنه «كان بجانب سليماني في المنطقة».

وقالت مصادر دبلوماسية وسياسية إن القرار الذي اتخذه مرشد الثورة الإيرانية بتعيين العميد إسماعيل قاآني قائدًا لفيلق القدس التابع لحرس الثورة الإيراني؛ لن يملأ الفراغ الذي خلَّفه «سليماني»، بحكم شبكة علاقاته المعقَّدة، وهيمنته على عملية صنع القرار في كل ما يتعلق بعمليات «فيلق القدس»، حتى مع التأكيدات الرسمية الإيرانية أن «الخطط هي المعتمدة في عهد سليماني، وأن جميع الكوادر في فيلق القدس ستتعاون مع القائد قاآني».

وتكشف التحركات الإيرانية المشبوهة العلاقة العضوية التي تربط «فيلق القدس» بعشرات الميليشيات المسلحة في الجوار العربي، وتؤكد في الوقت نفسه أن مَنْ يوجدون في المنطقة من قوات «الحرس الثوري»، ليسوا مجرد «مستشارين لنقل التجارب والخبرات الدفاعية»، كما تزعم طهران في خطابها السياسي والإعلامي.

وفي ظل الدور المشبوه الذي تلعبه إيران في العراق وسوريا ولبنان، والأهم في اليمن (جماعة الحوثي الانقلابية)، تتبدَّى رغبة طهران التوسعية التي تتم بالتنسيق (المباشر، وغير المباشر)، مع أطراف أخرى (قطر، وتركيا) وكل من تتلاقى مصالحهم الضيقة معها، وهي التحركات التي كانت تنتهي جميعها إلى جعبة قاسم سليماني.

وتعتمد استراتيجية إيران التي كان ينفِّذها رجلها القوي في إدارة العمليات الخارجية (العسكرية والأمنية والاستخبارية) قاسم سليماني، على الاستعانة بحلفاء إقليميين، ينتمون إلى بيئتهم الجغرافية والثقافية، حتى تكون لديهم القدرة على تنفيذ ما يُطلب منهم من عمليات إجرامية؛ حيث كان سليماني يكلِّف الميليشيات التابعة في المنطقة المستهدفة بأعمال «عسكرية - أمنية» في مناطق وجودهم بعد تلقي الخبرات التدريبية والدعم (المالي - التسليحي)؛ لتهديد استقرار الدول المستهدفة، والضغط على القوى الدولية للحصول على مكتسبات.

وكان سليماني يتولى (بأمر مباشر من علي خامنئي)، مسؤوليةَ تنسيق الدور الإيراني في «لبنان، والعراق، وأفغانستان، وفلسطين، واليمن، وليبيا، والسودان»، كما أُوكلت له منذ منتصف عام 2010 مسؤولية التنسيق المباشر وغير المباشر (عبر منظمات وحركات فلسطينية)، مع عناصر تكفيرية في شمال سيناء.

ورغم أنه كان يتعاون مع صديقه المقرب حسين حمداني (نائب القائد السابق لقوات الباسيج خبير إدارة عمليات الميليشيات والمنظمات) الجنرال «يد الله جفاني» في التخطيط والتوجيه وتحديد حجم الدعم للميليشيات التابعة، فإن الجزء الأكبر من أسرار العمليات كان مقتصرًا على سليماني «نفسه».

ويتبع «فيلق القدس» -الذي كان يتولاه قاسم سليماني- قوات الحرس الثوري الإيراني (الباسداران)، وهي الميليشيا الدينية التي تضم أيضًا قوات التعبئة العامة (الباسيج) المجهزة بقوات برية وبحرية وسلاح جو واستخبارات الخاصة به، علاوة على ذلك هناك القوات الخاصة التابعة للحرس الثوري الإيراني (90 ألف عنصر مقاتل، ونحو 300 ألف جندي احتياط)، معظم عناصره يستخدمون واجهة مدنية لتحركاتهم داخل وخارج إيران، عبر أنشطة مدنية وتجارية.

ويوجِّه «فيلق القدس» موازنته الضخمة إلى دعم العمليات والأنشطة الضخمة لإيران في المنطقة وخارجها، وسط معارضة (تقمعها إيران) ضد تدخلات الحرس الثوري في الجوار؛ لكونه يكبِّد الاقتصاد الإيراني شهريًّا أكثر من مليار دولار. ويُعَدُّ فيلق القدس بمنزلة الميليشيا وجهاز الاستخبارات الأهم داخل منظومة الحرس الثوري، وفيما يرفع شعار «تحرير فلسطين»، فإن له دورًا مشبوهًا يقوم به منذ سنوات، لا سيما الفترة التي تزامنت مع موجة ما يسمى «الربيع العربي».

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد