في أعقاب الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مختلف المناطق في لبنان، يقف المتطوعون في الدفاع المدني اللبناني في الخطوط الأمامية، يعملون بأقل الإمكانيات وفي ظروف قاسية لإنقاذ الأرواح.
وسط الدمار والمخاطر، تروي المتطوعة الشابة آية وهبة (25 عامًا) تجربتها العصيبة بعد نداء استغاثة من حيها السكني إثر غارة إسرائيلية، حيث مرت لحظات طويلة كأنها دهر قبل أن ترد والدتها على اتصالها، مطمئنةً قلبها إلى أن عائلتها نجت من بين الضحايا، وفقا لـفرانس برس".
تطوّعت آية في الدفاع المدني منذ خمس سنوات، ولكنها اليوم تجد نفسها أمام معركة جديدة ومختلفة عن مهام الإنقاذ السابقة، حيث يصف وسام القبيسي، متطوع آخر في الدفاع المدني، الصعوبات التي يواجهونها قائلاً: "نعمل بأقل الإمكانيات، مع خوذ وأدوات قديمة، فيما تتعرض فرقنا لضربات إسرائيلية متواصلة".
يُظهر الواقع الصعب الذي يواجهه المتطوعون تحدياتهم اليومية في ظل ضعف الإمكانيات، مع نقص في المعدات والجرافات التي تسهم في تسريع عمليات الإنقاذ.
منذ بدء التصعيد العسكري في أواخر سبتمبر، ازدادت الغارات الإسرائيلية التي تستهدف المسعفين وعناصر الإنقاذ، حيث قتل أكثر من 120 مسعفًا وعنصر إغاثة، بحسب إحصاءات حديثة.
وتعرضت فرق الدفاع المدني لخسائر فادحة، بينها استشهاد خمسة من عناصرها في بلدة دردغيا، وعشرة آخرين في بلدة برعشيت.
وسط تلك الظروف، يعاني المتطوعون من ضغوط نفسية وجسدية متزايدة، كما يوضح يوسف ملاح، رئيس شعبة العمليات الخاصة، حيث أشار إلى أن العديد من الآليات تُستخدم لفترات طويلة بسبب عجز الدولة عن تعويضها.
وقال وسام القبيسي: "الحرب لا تشكل تحديًا جسديًا فحسب، بل نفسيًا أيضًا. نحن نصل الليل بالنهار، وفي وقت ما سنحتاج لعلاج نفسي بسبب ما نمر به".
ورغم تلك التحديات، يظل المتطوعون صامدين في وجه الخطر، يعملون بكل ما لديهم من إمكانيات لحماية شعبهم وإنقاذ الأرواح، في معركة يخوضونها ضد الوقت والدمار.
ورغم الجراح والإرهاق، يصر المتطوعون على الاستمرار في مواقعهم، حيث يؤكد أنيس عبلا، رئيس مركز الدفاع المدني في مرجعيون، أنهم باقون في مواقعهم رغم كل الصعوبات، مضيفًا: "نحن ندافع عن شعب لبنان من خلف آلياتنا، ولن نتراجع أمام الضربات المتواصلة".