مدارات عالمية

محلِّلون يحدِّدون مصير «داعش» بعد البغدادي.. وأجنبي وحيد عرف بـ«ساعة الصفر»

«فورين بوليسى»: أجهزة أمن تعاونت 5 أشهر في جمع المعلومات..

فريق التحرير

كشف خبراء ومتخصصون عن مصير تنظيم داعش الإرهابي، بعد إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عن مصرع زعيم التنظيم، ويشير محلّل شؤون الشرق الأوسط والسياسة الخارجية الأمريكي، دانيال ديبتريس، إلى أنَّ «تنظيم داعش كان بالفعل في حالة سيئة حتى قبل أن تقضِي واشنطن على زعيمه.. القضاء على البغدادي ضربة شديدة للتنظيم».

وتابع «ديبتريس»، وفق مجلة «ناشونال انتريست»، الأمريكية: «القضاء على البغدادي لم يكن أمرًا سهلًا؛ لكثرة مراوغته رغم مقتل الآلاف من رجاله.. زعيم الإرهابيين نفسه كان يخطِّط لموته قبل قتله.. هذه طبيعة الأمور.. طالما كان المرء على رأس جماعة مثل جماعته، فلابدَّ أن يُقتل إن عاجلًا أو آجلًا في هجوم جوي أو على الأرض».

ويقدر البنتاجون، وفق وكالة الأنباء الألمانية، عدد مسلحي داعش الذين مازالوا يمارسون نشاطهم في العراق وسوريا بما يتراوح بين 14 ألفًا و18 ألف شخص، ومع ذلك، فإنَّ مقتل البغدادي لا يعنى مطلقًا النهاية الوشيكة للتنظيم، كون قتل القائد الأعلى لجماعة لا يقتل الجماعة نفسها، وأن هناك جهودًا من التنظيم للاتفاق على بديل للبغدادي.. من الممكن أن يستغرق ذلك أيامًا، أو أسابيع، أو شهورًا، لكن في نهاية الأمر سوف تعلن داعش عن بديل للبغدادي.

ونقلت مجلة فورين بوليسي عن مسؤولين وخبراء أن «داعش مازال يمثل تهديدًا في سوريا، لا سيما منذ هروب المئات من مقاتليه وأفراد عائلاتهم من أماكن احتجازهم؛ بسبب توغل القوات التركية في شمال شرق البلاد»، وقالت المسؤولة السابقة في البنتاجون، دانا ستراول، الباحثة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: «من الغريب أن عملية التخلص من البغدادي نجحت رغم كل محاولات إدارة ترامب لجعلها أمرا أكثر صعوبة».

وأضافت: «مقتل بن لادن لم يؤدِّ إلى القضاء على القاعدة، أتوقع أن التخلص من البغدادي لن يكون نهاية داعش». فيما قال مسؤول كبير بالإدارة الأمريكية لـ«فورين بوليسي»، إنه تمَّ تنفيذ الهجوم بعد عملية جمع معلومات معقدة قامت بها وكالة المخابرات المركزية بمساعدة القوات الكردية السورية، وغيرها من شركاء الولايات المتحدة في المنطقة، من بينهم حكومة إقليم كردستان العراق.

وأوضحت «ستراول»: «رفض ترامب تقديرات أجهزة المخابرات ولم يلقِ بالًا لمعلومات سرية، وعرقل عملياتنا العسكرية بقرارته غير المخططة، مثل قراره الخاص بالانسحاب من سوريا، وعامل العراق مرارًا وتكرارًا بلامبالاة، وبدا مستعدًا لإنهاء العلاقة مع قوات سورية الديمقراطية قبل أسابيع قليلة، ومع ذلك فإن هذه العملية اعتمدت على المخابرات الأمريكية، وقواتنا في سوريا والعراق، والنجاحات المخابراتية للحكومة العراقية، وشبكة مخابرات قامت قوات سورية الديمقراطية بزرعها بناء على طلب الولايات المتحدة».

ويعتبر مقتل البغدادي انتصارًا لترامب وفريق الأمن القومي الذي قضى سنوات في مطاردة أكثر إرهابي مطلوب في العالم، لكن المسؤولين والخبراء قالوا إنَّ هذا الانتصار لن يمحو الضرر الذي نجم عن قرار ترامب في مطلع هذا الشهر بسحب القوات الأمريكية من منطقة على الحدود التركية السورية؛ حيث مازال الآلاف من مقاتلي داعش وأفراد عائلاتهم في أنحاء المنطقة، تحت حراسة قوات سورية الديمقراطية.

وذكر مسؤولون أكراد وأمريكيون أن قوات سورية الديمقراطية قضت خمسة شهور في تعاون مع الحكومة الأمريكية؛ لجمع معلومات عن أماكن تواجد البغدادي، وقال قائد عام قوات سورية الديمقراطية، الجنرال مظلوم عبدي، لمجلة فورين بوليسى، إنه «الأجنبي الوحيد الذي كان على علم بالهدف.. النشاط العسكري التركي على الحدود، وما أعقبه من دخول إلى شمال شرق سوريا، أدى إلى تأخير العملية شهرًا كاملًا».

مرر للأسفل للمزيد