مدارات عالمية

إعلاميون إماراتيون يعددون لـ«عاجل» فوائد تحرك أبوظبي لوقف ضم الأراضي الفلسطينية والاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية

ثمَّنوا قوة الدبلوماسية والخطوات العملية

رشيد السويلم

علَّق إعلاميون إماراتيون على اتفاق الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد العامّ للقوات المسلحة الإماراتية، مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية، باعتباره خطوة جريئة تهدف لوقف الصراع العربي الإسرائيلي.

كما وصفت وكالة الأنباء الإمارتية الاتفاق على مباشرة العلاقات الثنائية الكاملة بين إسرائيل والإمارات العربية المتحدة، بإنجاز دبلوماسيّ تاريخيّ من شأنه تعزيز السلام في الشرق الأوسط بوصفه شهادة على الدبلوماسية الجريئة والرؤية التي تحلّى بها القادة الثلاثة وعلى شجاعة الإمارات وإسرائيل لرسم مسار جديد يفتح المجال أمام إمكانيات كبيرة في المنطقة.

وأوضح رئيس تحرير صحيفة الاتحاد الإمارتية حمد الكعبي لـ«عاجل»، أن المكالمة الثلاثية بين قيادة الإمارات وأمريكا وإسرائيل نتيجة طبيعية لجميع الجهود التي قامت بها الإمارات، منذ أن أطلق رئيس وزراء إسرائيل خطته المثيرة للجدل لبسط السيادة على الأراضي الفلسطينية الذي قوبل بمعارضة وغضب على مستوى المجتمع العربي والدولي.

وأضاف الكعبي: أن دولة الإمارات سجلت مواقفها الواضحة والصريحة إزاء هذه الخطة بتصريح الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومقال يوسف العتيبة سفيرها بواشنطن، حيث أعربت الإمارات عن بالغ قلقها ورفضها لما تضمنه برنامج الحكومة الإسرائيلية الجديدة من خطط وإجراءات لضمّ أراضٍ فلسطينية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها.

دور كبير

وأكد الكعبي على الدور الكبير للشيخ محمد بن زايد على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي كزعيم عربي ذي رؤية له مكانة خاصة وثقة لدى الدول العظمى والشقيقة والصديقة يلجؤون له في كبار الأمور وصعابها، وفي عديد من قضايا المنطقة والعالم، التي لعب فيها دورًا محوريًّا في رأب الصدع ولم الشمل وتقريب وجهات النظر لأجل أمن واستقرار المنطقة.

وتابع الكعبي، إن العديد من الدول الشقيقة والصديقة طلبت دورًا لدولة الإمارات للتدخل لإيجاد حل لقرار ضم الأراضي الفلسطينية وتداعيات تطبيقه على أمن واستقرار المنطقة؛ لقناعة راسخة في حكمة الشيخ محمد بن زايد وبُعد النظر والشجاعة في اتخاذ القرارات الصعبة في منطقة مشتعلة بالأحداث وغير مستقرة منذ عقود.

حرص على حماية الحقوق
وألمح إلى أن دور الإمارات في وقف قرار الضم دليل واضح على الحكمة الدبلوماسية والشواهد التاريخية على ذلك كثيرة، وهي حصيلة قراءة متأنية للواقع الجيوسياسي، وجاءت بعد دراسة عميقة لمعادلات ومعايير داعمة تجاه قضايا المنطقة وما حدث اليوم يشكّل تجسيدًا لمبادئ التسامح والتعايش الإماراتية ونشر ثقافة السلام والمحبة بين شعوب العالم، مؤكدًا أن دولة الإمارات داعمة وملتزمة بحق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وهي لا تبحث عن دور إقليميّ مستقلّ إلا أنها تحرص على حماية الحقوق العربية والعمل المشترك ضمن مبادرة السلام العربي.

وأردف الكعبي، إن مبادرة وقف قرار الضم مبادرة إماراتية عظيمة نابعة من الثوابت العربية والإسلامية الأصيلة التي أسسها الشيخ زايد بن سلطان تجاه الأشقاء أصحاب القضية الفلسطينية، كما أن نجاح الشيخ محمد بن زايد في وقف قرار الضم، يُعد رسالة رئيسية بأنه لا خيار سوى حل الدولتين لإنهاء الصراع العربيّ الإسرائيليّ ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه لوضع حد لهذا الصراع الذي طال أمده وتفاقمت تداعياته بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية والعلاقات الدولية بين شعوب الأرض.

العلاقات الاستراتيجية
ووصف الكعبي قرار دولة الإمارات بمباشرة العلاقات الثنائية مع إسرائيل، بأنها ليست سابقة جديدة في التاريخ العربي الحديث، حيث سبقتنا فيها عديد من الدول العربية والإسلامية في المنطقة.

كما أوضح بأن العلاقات الإماراتية مع الولايات المتحدة استراتيجية وعلى درجة عالية من الأهمية على جميع الأصعدة واستقرار وازدهار كلا الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية سيحقق مكاسب عظيمة في المجالات الاقتصادية والمعرفية والطبية والأمنية والدفاعية، وبصفتنا من أكثر الاقتصادات تقدمًا وتنوعًا في المنطقة، لافتًا إلى أن مباشرة العلاقات الثنائية مع إسرائيل ستسهم في تسريع النمو والاستقرار في المنطقة.

واختتم: إنه ينبغي الفصل بين المواقف السياسية في الخلاف الإسرائيلي الفلسطيني وبين جوانب الحياة المختلفة تجاه الإنسانية، مثل التعاون الطبي لمكافحة كوفيد19، وعلوم الفضاء، والأمن الغذائي والتجارة والاستثمار وتعزيز مجالات التعاون الدفاعي.

ومن جهته، وصف رئيس تحرير صحيفة الرؤية محمد الحمادي لـ «عاجل» الخطوة الدبلوماسية الإماراتية بالشجاعة والجريئة منذ إعلان إسرائيل نيتها ضم أراضٍ فلسطينية جديدة إليها، والتي كان من شأنها ضياع 25 بالمئة من الأراضي الفلسطينية، فضلًا عن أنها ستعيد الوضع الفلسطينيّ إلى نقطة البداية، وتضع المنطقة على حافة الانفجار.

منطلقات أخلاقية

وأشار الحمادي إلى أن دولة الإمارات تحركت إيمانًا منها بمنطلقاتها الأخلاقية والعربية والإسلامية في دعم الحق الفلسطيني والشعب الفلسطيني، ونجاح مساعيها في جعل إسرائيل تتراجع عن الضم، يعتبر اختراقًا مهمًّا وإنجازًا للقضية الفلسطينية وللحق الفلسطيني الذي ضاع من سبعة عقود وآن الأوان أن يعود..

وأضاف الحمادي: العرب مطالبون بالاستمرار في العمل من أجل هذه القضية الأم، وهذا الحق العربي يجب أن يعود إلى أصحابه بكل الطرق العملية وليس فقط بالشعارات والبيانات وبالشجب والتنديد، فأهمية الخطوة الإماراتية تكمن في أنها تضيف مكاسب للقضية وتساعد على إيقاف التوسع الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وهذا الأمر لم يكن ليتحقق لولا التفاهمات التي تمت قبل خطوة التقارب.

تأكيد يتجدد بشأن الحقوق

وأكد أن إصرار الشيخ محمد بن زايد على الوقوف إلى جانب الحق الفلسطيني ودعمه للسلام والاستقرار في المنطقة، هو ما دفع إسرائيل لتغيير موقفها.. مشددًا على أن ما يميز سياسة الإمارات أنها واضحة وشفافة، وتسعى دائمًا على أن تكون مع الإجماع العربي وعلى الصعيد السياسي، منوهًا بأن موقف الإمارات منسجم مع موقف العرب في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، لافتًا إلى أن ما تعرضت له الإمارات بالأمس من انتقادات من بعض الأطراف الإعلامية، متوقعة من دول تنسج علاقات سرية مع إسرائيل منذ سنوات طويلة، دون أن يكون لتلك العلاقات أي مردود فعليّ على القضية الفلسطينية وكأنها تقدم هدايا مجانية لإسرائيل على حساب القضية الفلسطينية.

وأشار الحمادي إلى أن التقارب الذي تم الاتفاق عليه بالأمس في المجالات المختلفة سيخدم الإمارات في المجالات المتعلقة بالعلوم والتكنولوجيا والزراعة والطب...، وغيرها من المجالات السلمية والمفيدة للبشر.

وواصل قائلًا: إن الإمارات أكدت وتوكد دائمًا أنها مع السلام وتعمل من أجل السلام والوئام بين دول العالم، وأكثر من يستحق السلام هو الشعب الفلسطيني الذي يعاني من عقود، وفشلت كل الاتفاقيات والمعاهدات والتفاهمات في تحقيق إنجاز حقيقي للفلسطينيين، لكن الإمارات نجحت في تحقيق إنجاز للقضية الفلسطينية بإيقاف التوسع الإسرائيلي قبل أن تقدّم الإمارات أي شيء لإسرائيل، وهذا ما لم يحدث من قبل.

واختتم: نتمنى أن يفهم الأشقاء في فلسطين والعرب بشكل عامّ هذه الرسالة الإماراتية هدفها المصلحة الفلسطينية وإيجاد قنوات عربية جديدة لدعم القضية ومساعدة الشعب الفلسطيني في الوصول إلى السلام، بعد أن كادت خطوة ضم الأراضي أن تفجر الوضع في فلسطين والمنطقة.

مرر للأسفل للمزيد