مدارات عالمية

الانتهازية التركية في سوريا تحرم سكان إدلب من المساعدات الألمانية

برلين قررت وقفها بسبب سيطرة النصرة

فريق التحرير

كشف قرار مفاجئ اتخذته الحكومة الألمانية بوقف مساعدات إنسانية مقدمة منها إلى سكان محافظة إدلب السورية؛ عن فضيحة جديدة للنظام التركي.

وأشارت مصادرُ سياسيةٌ ودبلوماسيةٌ لصحيفة "بيلد" الألمانية، إلى أن أنقرة سمحت لجبهة تحرير الشام(النصرة سابقًا) -وهي واجهة تنظيم القاعدة في سوريا- باقتناص السلطة في معظم أجزاء المحافظة وعدد من المناطق المجاورة لها في حلب واللاذقية وحماة؛ الأمر الذي أصبح من المستحيل معه أن تواصل برلين تقديم مساعداتها المالية، فضلًا عن الدعم اللوجيستي المقدم منها للسكان.

وتبلغ قيمة المساعدات الألمانية التي تقرر تعليقها لأجل غير مسمى 15.1 مليون يورو لعام 2019.

وأشارت الصحيفة -في تقرير لها ترجمته "عاجل"- إلى أن القرار الألماني بإيقاف الإسهامات الإنسانية للمحافظة المنكوبة؛ سيؤثر سلبًا على مرتبات مئات الأطباء والممرضات في 41 مستشفى ومركزًا صحيًّا، علاوة على إيقاف دعم المدارس بالمواد التعليمية اللازمة، ناهيك عن أن عمليات توفير المعدات والمركبات الزراعية، وكذا برامج التدريب الإداري؛ ستصبح جميعها في مهب الريح.

وتقدم ألمانيا مساعداتها المالية والفنية لإدلب عبر ميزانية وزارة الخارجية، فضلًا عن نظيرتها الاتحادية المختصة بالتعاون الاقتصادي والتنمية.

وأنفقت  ألمانيا بين عامي 2017 و2018، أكثر من 54 مليون يورو في صورة مساعدات لتنمية البنية التحتية لإدلب، منها ما يزيد قليلًا عن عشرة ملايين يورو في برنامج المساعدات الممتد منذ ثلاث سنوات لـ"دعم عملية الاستقرار والانتقال السياسي في سوريا".

من جانبه، رأى  النائب عن حزب الخضر عضو لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الألماني "البوندستاج" أوميد نوريبور؛ أن وقف مساعدات البنية التحتية المقدمة من جانب برلين لإدلب، إنما "يشكل ضربة قاسية لملايين المحتاجين في المنطقة، غير أن المسؤولية في ذلك تقع على عاتق تركيا التي طالما كانت تعتبر نفسها قوة حماية للمدينة".

وتابع نوريبور -في تصريحات خاصة لـ"بيلد"- أنه على الرغم من وجود اثني عشر مركزًا عسكريًّا لتركيا في إدلب (بجانب عشارات الفصائل الموالية)؛ فقد تمكن المتطرفون في هيئة تحرير الشام من السيطرة عليها دون عائق. ومن ثم فإن الكرة تقع في ملعب أنقرة. ويجب على رجب طيب أردوغان أن يضمن فقدان هيئة تحرير الشام السيطرة مرة أخرى، وهي الحالة الوحيدة التي يمكن بعدها أن تستأنف ألمانيا مساعداتها".

يأتي ذلك في ظل تقارير إعلامية وأمنية تتحدث عن "انتهازية" أنقرة التي تحالفت مع هيئة تحرير الشام ومنحتها إدلب مقابل أن تساعدها في سحق الأكراد السوريين.

مرر للأسفل للمزيد