مع تزايد المخاوف بشأن احتمالات تباطؤ الطلب على النفط الخام، من الصين، أكبر مستورد للنفط في العالم، واصلت أسعار النفط الخام، خسائرها للجلسة الثالثة على التوالي، وذلك بعد صدور بيانات اقتصادية أضعف من المتوقع.
وتأثرت أسعار الخام سلباً بالتقدم الإيجابي البطيء في شأن الاتفاق على سقف الديون الأمريكية، بينما يترقب المتعاملون تصويتاً متوقعاً حول سقف الدين البالغ 31.4 تريليون دولار، والذي من شأنه أن يحمي الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط عالمياً من التعثر. جاء ذلك وفقًا لما نشر في الإندبنديت العربية.
وتتجه عقود خام برنت القياسي التي انتهى أجلها أمس الأربعاء، إضافة إلى الخام الأمريكي، نحو تحقيق انخفاضات شهرية بأكثر من 97 في المئة على التوالي.
فيما هبطت أسعار الخام بنسبة 13 في المئة، هذا العام، وسط تباطؤ تعافي الاقتصاد الصيني من سياسة صفر «كوفيد» من ناحية، ومن ناحية أخرى من مخاوف تتعلق بتقشف عنيف في السياسة النقدية في الولايات المتحدة.
وأظهرت البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاءات الوطنية في الصين، أن القطاعين التصنيعي، وغير التصنيعي في البلاد، تباطآ بشكل فاق التوقعات خلال شهر مايو المنتهي، بسبب ضعف الطلب، بعدما كانا شهدا انتعاشاً أعلى من المتوقع على مدى الثلاثة أشهر الماضية، ما زاد الضغط على صانعي السياسات لدعم الانتعاش الاقتصادي غير المتكافئ.
ووفقاً للبيانات، سجلت الصين، انكماشاً في مؤشر مديري المشتريات للقطاع التصنيعي الرسمي إلى 48.8 نقطة خلال مايو، وهو أسوأ من التوقعات التي أشارت إلى انكماشه لـ49.5 نقطة فقط، كما أنه أدنى من القراءة السابقة، التي سجلت انكماشاً عند 49.2 نقطة فقط بنهاية أبريل الماضي.
أما عن سقف الدين الأمريكي، فقد تحسنت معنويات المتداولين بصورة طفيفة في الولايات المتحدة، وذلك بعد اتفاق الرئيس جو بايدن، ورئيس مجلس النواب كيفن مكارثي، على رفع سقف الدين الأمريكي، البالغ 31.4 تريليون دولار، وتحقيق مخافض جديدة في الإنفاق الفيدرالي.
أما فيما يخص اجتماع «أوبك»، تتجه جميع الأنظار إلى الاجتماع المقبل، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، والحلفاء من بينهم روسيا، حيث يواجه التحالف هبوطاً حاداً لأسعار النفط خلال اجتماع المنظمة في الرابع من يونيو، في فيينا، وسط حال من عدم اليقين في شأن ما إذا كان التحالف سيوسع مخافض الإنتاج أو لا، بما يلقي بأثر قوي في أسعار النفط الخام بالسوق.
وكان الأسبوع الماضي، حذر وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، البائعين على المكشوف الذين يراهنون على انخفاض أسعار النفط، ما فسره بعضهم بأنه تلميح لإمكان الاتفاق على خفض إضافي في الإنتاج من جانب أوبك.
المتخصص في الشؤون النفطية كامل الحرمي، قال إن تراجع أسعار النفط الخام، جاء بسبب زيادة المخاوف في شأن احتمالات تباطؤ الطلب على الخام من الصين، مع صدور بيانات اقتصادية أضعف مما كان متوقعاً، إضافة إلى التقدم الإيجابي البطيء في شأن الاتفاق على سقف الديون الأمريكية.
وأضاف: هناك حالة من الترقب الشديد لاجتماع تحالف أوبك، الذي يفترض أن يدرس اتخاذ إجراءات إضافية في شأن الإنتاج، لا سيما بعد التحذير السعودي الأخير للمضاربين، مشيراً إلى أن التحالف كان يهدف من خلال بعض قراراته المفاجئة إلى معاقبة المضاربين وردعهم عن القيام بمراهنات غير مبررة على أسعار الخام.
أما عن مخزونات الخام الأمريكية، تترقب الأسواق أيضاً صدور بيانات الصناعة عن مخزونات النفط الخام الأميركية، التي ستصدر في وقت لاحق، إذ قدر عددا من المتخصصين، وفق استطلاع لرويترز، عن آراءهم، بشأن مخزونات الخام التي تراجعت بنحو 1.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في الـ 26 من مايو الجاري.