مدارات عالمية

تمويلات قطر وتركيا تدعم مخططات الإخوان لاختراق أوروبا

رهان فاشل للهيمنة على السلطة في الغرب

فريق التحرير

كشف الموقع الإلكتروني الإخباري والبحثي النمساوي «مينا ووتش» عن الهدف الرئيسي لاستراتيجية الإخوان المسلمين في الغرب خلال الوقت الراهن، التي تعتمد على التسلل الناعم في أروقة صنع القرار في عدد من الدول الأوروبية؛ وذلك بدعم عدد من الأنظمة الحاكمة في الشرق الأوسط، على رأسها تركيا وقطر.

ونقل تقرير للموقع النمساوي، ما اعتبره خلاصة أبحاث استقصائية وتحريات استخبارية وأمنية حول نشاط الإخوان في الغرب، مشيرًا إلى أن الهدف الأساسي للجماعة حاليًّا يتمثل في محاولة انتزاع اعتراف رسمي من الحكومات الغربية باعتبارها الممثل الوحيد للجماعات الإسلامية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية.

وجاء أول أعضاء جماعة الإخوان إلى أوروبا وأمريكا الشمالية في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي؛ حيث أعادوا إنشاء بعض الهياكل الموجودة في العالم العربي هناك. ولا تزال تلك المنظمات موجودة اليوم وتعمل بشكل أساسي مثل تلك الموجودة في الشرق الأوسط.

ويتعمَّد الإخوان الاحتفاظ بكياناتهم في الغرب في إطار من الكتمان والسرية والمراوغة، ويُفضِّلون تقديم أنفسهم في شكل منظمات عامة لا تشير أسماؤها بأي حال من الأحوال إلى الجماعة. وبدلًا من ذلك، تسعى إلى تصدير انطباع بأنها تمثل المجتمع المسلم بأكمله.

وليس خافيًا على أحد أن لفروع الإخوان في الغرب صلات تاريخية وتنظيمية وشخصية ومالية بالجماعة الأم الكبرى في العالم العربي، حتى تحوَّلت الأخيرة إلى عائلة كبيرة متعددة الجنسيات لها قنوات في أوروبا وأمريكا؛ حيث تعمل هناك من أجل هدفين أساسيين، يتمثلان في تأمين موارد مالية وفيرة، ومن ثم القدرة على التأثير على الآراء الدينية والسياسية للمسلمين الذين يعيشون في الغرب، وكذلك أن تصبح تلك الأفرع نقطة الاتصال المفضلة للحكومات الغربية، وكحارس معترف به رسميًّا للمجتمع المسلم يُعهد إليه بإدارة جميع جوانب الحياة الإسلامية من أجل التمكن من التأثير في السياسة.

ويستشهد الموقع الإلكتروني النمساوي، برأي مهم للباحث الأمريكي الشهير المختص بشؤون الإخوان والجماعات المتطرفة لورنزو فيدينو، كان قد أدلى بها مؤخرًا لصحيفة «يونجه وورلد» الأسبوعية الألمانية، مفاده أن «الربيع العربي» تسبب في اضطرابات جيوسياسية كبيرة للإخوان، وأهمها نهاية الدعم المالي القادم من بعض دول الخليج، ومع ذلك لا يزال بإمكان الجماعة الاعتماد على بعض الأثرياء المؤيدين هناك، وعلى رأسهم الذين يمثلون النظام في الدوحة.

وعلى مدى العقد الماضي، زادت تركيا دعمها المالي والسياسي للإخوان، الذي يمكن القول إنه أصبح أكثر أهميةً الآن. وتدفع حكومة رجب طيب أردوغان تنظيماتها وجمعياتها النافذة في ألمانيا، مثل مللي جروش، وديتيب، إلى العمل والتعاون التام معًا في بلد المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خاصةً أن ألمانيا تعد تاريخيًّا –وتحديدًا ميونخ– هي المكان الذي ظهرت فيه واحدة من أولى شبكات الإخوان المسلمين في الغرب.

ووفق الباحث الأمريكي، يجب على الحكومات الغربية اتباع سياسة لا توفر منبرًا للإخوان، وألا تجتمع بهم إلا عند الضرورة، مع تجنب أي عمل يُمكِّنهم أو يضفي الشرعية عليهم.

ويستبعد الباحث أي قدرة لدى الإخوان على الاستيلاء على السلطة في الغرب، مشددًا على أن خطورتهم الكبرى في قدرتهم على التغلغل بحيث يصبحون ممثلين للإسلام والمسلمين لدى الدول الغربية؛ ما يجعل لهم كلمة مسموعة لدى صناع القرار.

وأشار إلى أنه في بعض البلدان الغربية، قد تنجح الجماعة في التأثير على المجتمع المسلم المحلي ولو لم يكن لها تأثير مباشر على صناع القرار. وفي حالات أخرى يمكن أن يحدث العكس.

ولا شك في أن جماعة الإخوان قد وجدت تربة خصبة في بعض البلدان الغربية، خاصةً التي تتبنى تفسيرات متطرفة للتعددية الثقافية، في حين أن أفضل مثال على ذلك هو السويد التي تتمتع فيها الجماعة بمستوى عالٍ من الدعم من قبل معظم القوى السياسية. وقد شغل العديد من الإخوان مناصب سياسية مهمة هناك على المستوى الوطني، كما يتلقون تمويلات سخية من مختلف الجهات الحكومية، وهي أمور تسمح للتنظيم بزيادة نفوذهم داخل المجتمع المسلم في البلاد.

من ناحية أخرى، فقد الإخوان نفوذهم في دولتين كانتا قويتين للغاية فيهما؛ هما: النمسا، وبريطانيا العظمى؛ ففي كلا البلدين، أدرك صانعو السياسة تدريجيًّا التأثير السلبي للجماعة على التماسك الاجتماعي؛ ما دفع الحكومات إلى اتخاذ تدابير مختلفة للحد من سلطة التنظيم.

مرر للأسفل للمزيد