مدارات عالمية

لماذا اختار «قابوس» السلطان الجديد هيثم بن طارق خلفًا له؟

تعهد بسياسة خارجية هادئة وقابل وزير خارجية إيران

فريق التحرير

بين يوم وليلة، أصبح اسم سلطان عمان الجديد طارق بن هيثم الأبرز على الساحة الدولية، رغم تعهده باقتفاء أثر سلفه السلطان قابوس من خلال اتباع دبلوماسية هادئة ومتوازنة تساعده على لعب الدور الوسيط الذي تجيده عمان وسط منطقة الشرق الأوسط التي تعج بّالصراعات.

وفي أعقاب وفاة السلطان قابوس، أمس السبت، قررت العائلة المالكة، وفقًا للمادة السادسة من النظام الأساسي للدولة فتح وصية السلطان الراحل، والتي نصّت على تسمية هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد سلطانًا جديدًا لعمان.

تسمية هيثم بن طارق سلطانًا جديدًا مفاجأة للأوساط السياسية

اختيار السلطان الراحل قابوس ابن عمه هيثم بن طارق (65 عامًا) ليخلفه في الحكم، مثل مفاجأة لمن يتابع عن كثب السياسة العمانية، إذ برز في الآونة الأخيرة قبل وفاة «قابوس» اسم أسعد بن طارق الذي كان يشغل منصب الممثل الخاص للسلطان الراحل منذ عام 2002م.

وفي عام 2017، عيّنه السلطان قابوس نائبًا لرئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، واعتبر مراقبون هذه الخطوة بمثابة رسالة دعم من السلطان الذي لم ينجب أبناء، وفي نفس الوقت حرص على عدم تسمية أو تهيئة خليفة له علنًا، بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

كما أن أسعد بن طارق، الأخ غير الشقيق لهيثم بن طارق، كان قائدًا للمدرعات في الجيش العماني، وغالبًا ما كان يرأس وفودًا حكومية في مؤتمرات إقليمية ودولية، ويستقبل مسؤولين أجانب، ويشارك في مناسبات علنية نيابة عن السلطان الراحل قابوس.

هيثم بن طارق سلطان عمان الجديد المحب للثقافة والفنون

ومن المرجَّح أن يكون السلطان الراحل الجديد اختار «هيثم بن طارق»؛ بسبب تشابه ميوله مع السلطان الراحل قابوس، إذ يميل نحو الثقافة والفنون والرياضة فضلًا عن الدور الذي لعبه بمهارة في الحياة العامة على مدى سنوات طويلة، ما يجعله أكثر ميلًا لاتباع سياسة سلفه الهادئة في الشرق الأوسط والابتعاد عن الزج ببلاده في خضم الصراعات.

وتولى السلطان هيثم بن طارق العديد من المناصب في عُمان، إذ كان رئيسًا للجنة الرئيسية للرؤية المستقبلية «عمان 2040»، ثم وزيرا للتراث والثقافة منذ فبراير 2002، وشغل مناصب عدة في وزارة الخارجية منها الأمين العام ووكيل وزارة للشؤون السياسية ووزير مفوض.

وتولى «هيثم بن طارق» المولود في عام 1954م رئاسة الاتحاد العُماني لكرة القدم بين عامي 1983 و1986، وترأس اللجنة المنظمة لدورة الألعاب الأسيوية الشاطئية الثانية التي أقيمت في مسقط 2010.

هيثم بن طارق على خطى سلفة في انتهاج سياسة خارجية هادئة

في أعقاب تولّي السلطان هيثم بن طارق زمام السلطنة، حاول السلطان الجديد طمأنة المتنازعين في الشرق الأوسط على سياسة السلطنة الخارجية والمفاوضات الجارية فيما يعرف بـ«دبلوماسية الكواليس التي انتهجتها عمان في فترة حكم الراحل قابوس على مدى 50 عامًا».

وقال السلطان هيثم بن طارق في كلمته إنهم سوف يسيرون على خطى السلطان الراحل، مؤكدًا على ثوابت سياسة الخارجية القائمة على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الغير الداخلية، واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات.

وأضاف هيثم بن طارق أن سلطنة عُمان ستظل كما عهدها العالم تساهم بفاعلية في حل الخلافات بالطرق السلمية، وباذلين الجهد لإيجاد حلول مرضية لها بروح من الوفاق والتفاهم، مشيرًا إلى أنهم سيواصلون في دفع مسيرة التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي.

هيثم بن طارق يتعاون مع زعماء الدول العربية ويقابل وزير خارجية إيران

وأكد هيثم بن طارق أنهم سيستمرون في دعم جامعة الدول العربية والتعاون مع زعماء الدول العربية لتحقيق أهداف جامعة الدول العربية والرقي بحياة مواطنينا والنأي بهذه المنطقة عن الصراعات والخلافات والعمل على تحقيق تكامل اقتصادي يخدم تطلعات الشعوب العربية.

وأردف السلطان الجديد أن سلطنة عمان ستظل عضوًا فاعلًا في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين، موضحًا أن أساس علاقاتهم مع جميع دول العالم، الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات.

والتزمت سلطنة عمان بسياسة الحياد طوال الخمسين عامًا الماضية في ظل حكم السلطان الراحل قابوس بن سعيد، إذ لم يشترك في التحالف العربي في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية، ولم تنضم إلى محور مقاطعة قطر، ولعبت دورًا مهمًّا في تهيئة المفاوضات السرية لبرنامج النووي الإيراني بين الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2015م.

وفي هذا السياق، حرص وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، اليوم الأحد، على لقاء سلطان عمان الجديد هيثم بن طارق لتقديم واجب العزاء في وفاه ابن عمه السلطان الراحل قابوس وتهنئته أيضًا بالمنصب الجديد، بحسب وكالة أنباء الطلبة الإيرانية.

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد