أفحمت امرأة سورية، عناصر الجيش التركي، الذين حاولوا منعها من التصوير في إحدى مناطق شمال سوريا، وأظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، صحفية سورية ترد على جندي تركي طلب منها عدم تصوير المنطقة التى يقف فيها، فقالت له بكل ثقة: «هذه أرضنا، وليست بلدكم...».
وخلال الفيديو، الذي نشرته «العربية»، تظهر مراسلة إحدى القنوات العربية في شمال سوريا، وهي تتلاسن مع جندي تركي حاولت تصويره في معرض تغطيتها للعمليات الدائرة في تلك المنطقة، وقالت للجندي التركي الذي طلب منها الابتعاد 100 متر عنه: «هذه أرض سورية.. هذه أرضنا»، في مشهد يعيد التذكير بما يحدث بين المدنيين الفلسطينيين وعناصر الجيش الإسرائيلي.
وخلال الفيديو، الذي لم يتضح مكان وتاريخ تصويره، قالت المرأة السورية بحسم للجندي التركي: «سيكون لكم الحق في منع فريق العمل الصحفي من التصوير لو كنا دخل الأراضي التركية»، فيما يبدو أنها إشارة إلى حملة القمع واسعة النطاق التى تقوم بها أجهزة الأمن التركية ضد المعارضة لاسيما الصحفيين والسياسيين.
إلى ذلك، زج الرئيس التركي رجب أردوغان بجيشه في المشهد السياسي الدولي، بعدما أجبر وزارة الدفاع على إصدار بيان يدين مجلس النواب الأمريكي، الذي اعترف بالإبادة التركية لآلاف الأرمن، كما تضمن البيان نفسه إدانة لموقف الجمعية الوطنية الفرنسية التي وصفت الأكراد بـ«الحلفاء».
وفيما عبر مراقبون عن دهشتهم من الزج بالجيش التركي في المعترك السياسي، كون مثل هذه البيانات يفترض أنها تصدر عن وزارة الخارجية أو حتى الرئاسة التركية، فقد نقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الوزارة ما زعمت أنه «تهديدات خطيرة من داعش، ووحدات حماية الشعب الكردية».
وقال بيان وزارة الدفاع التركية إن «قرار مجلس النواب الأمريكي فرض عقوبات على تركيا ردًا على عملية نبع السلام، يتعارض مع روح الاتفاق المبرم في 17 أكتوبر الماضي والتحالف والشراكة الاستراتيجية بين البلدين».
وأورد بيان الوزارة تهديدًا غير مباشر لدول الاتحاد الأوروبي التى تعارض العملية العسكرية الدموية التى تسبب من خلالها الجيش التركي في نزوح عشرات الآلاف في منطقة الشمال السوري؛ حيث قال بيان الجيش التركي: نحن العائق الأخير بين أوروبا والإرهاب.
وزعم البيان أن «عملية نبع السلام متوافقة مع القوانين الدولية التي تمنح تركيا حق الدفاع المشروع عن نفسها»، وأن العملية العسكرية «تهدف لتوفير الأمن للشعب التركي وجميع الشعوب والشرائح الاجتماعية في المنطقة»!.
وفي التاسع من أكتوبر الماضي، أطلق الرئيس التركي عملية «نبع السلام»، لغزو منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، وتطهيرها من المدنيين الأكراد، وإنشاء منطقة عازلة بزعم إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
وفي سياق آخر، قدَّم وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، الشكر لأمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، خلال لقائهما في الدوحة، وذلك نظير مبادرة قطر بتمويل العملية العسكرية التركية «نبع السلام»، الدموية، في شمال سوريا.
جاء ذلك على هامش زيارة تشاووش أوغلو، للدوحة، في إطار التحضير للاجتماع الخامس للجنة الاستراتيجية العليا بين البلدين، وقال وزير الخارجية، عبر حسابه بـ«تويتر»: «خلال لقائنا مع أمير قطر الشقيقة، في الدوحة، بلغنا تحيات الرئيس أردوغان، ونشكر قطر على دعمها لعملية نبع السلام».