مدارات عالمية

باحث صيني بارز: التعاون بين السعودية والصين شهد نموًا في الثقة منذ تفشي كورونا

أكد أن المملكة من أوائل الداعمين لهم سياسيًا وماديًا..

فريق التحرير

أحدثت الالتزامات التي تعهدت بها الصين، والمملكة العربية السَّعُودية للتعاون في تنفيذ «مبادرة الحزام والطريق» والشراكة الاستراتيجية الشاملة زخمًا جديدًا لتنمية العلاقات الثنائية. حقق هذا التعاون أيضًا تقدمًا كبيرًا خلال العامين الماضيين. حسبما رأى «جين ليانغ شيانغ»، نائب مدير مركز غرب آسيا وإفريقيا بمعهد الدراسات الدولية في شانغهاي.

وأوضح الباحث الصيني البارز في مقاله الذي نشره موقع «تشينا دوت أورج»، الصيني، وترجمته «عاجل» أنَّ الجانبين تعهدا بموائمة «مُبادرة الحزام والطريق» مع رؤية 2030 السَّعُودية، مشيرًا إلى أنَّه خلال زيارة قام بها إلى المملكة العربية السَّعُودية وفد صيني رفيع المستوى في أغسطس 2017م، اتفق الجانبان على بناء حديقة صناعية صينية في منطقة جازان الحدودية الجنوبية للمملكة العربية السَّعودية، ودفع مشروع تحلية مياه البحر إلى الأمام، ودعم بناء محطة توليد الكهرباء في مُحافظة «رابغ» السَّعُودية الساحلية الغربية.

وقال نائب مدير مركز غرب آسيا وإفريقيا: «صادف يوم الـ 21 يوليو 2020م الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين الصين والمملكة العربية السَّعُودية، العلاقات بين البلدين تمضي قُدُمًا بشكل مطّرد في جميع المجالات على مدى العقود الثلاثة الماضية، أسباب هذا التقدم عديدة؛ إلَّا أنَّ الأهم هو الاحترام المتبادل لقيم الطرف الآخر».

أفاد الباحث الصيني، أنَّه لم تُقم الصين والمملكة العربية السَّعُودية رسميًا حتى عام 1990م بتأسيس علاقات دبلوماسية؛ إذ كانت المملكة من آخر الدول العربية التي قامت بذلك مع الصين. وكان قرار إقامة علاقات دبلوماسية مهمًا على الصعيد السياسي لكلا الجانبين، بالنسبة للصين، كانت علامة على اختتام الجهود؛ لإضفاء الطابع الرسمي على العلاقات مع جميع الدول العربية؛ ومن ثمَّة وقدرتها على العمل الدبلوماسي مع العالم العربي ككل، أمَّا بالنسبة للمملكة العربية السَّعُودية، كانت الخطوة تعني أنَّها أقامت علاقات دبلوماسية مع جميع الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي.

وأكد على، أنَّ التاريخ أثبت أنَّ هذا القرار هو الأفضل؛ إذ تتطور العلاقات بين البلدين بطريقة شاملة، فعلى سبيل المثال، أصبحت الصين والمملكة العربية السَّعُودية شريكين اقتصاديين مهمين للغاية، وفي عام 2019م، صدَّرت المملكة العربية السَّعودية نحو 1.67 مليون برميل من النفط يوميًا إلى الصين، مُسجلة زيادة بنسبة 47٪ على أساس سنوي؛ لتصبح أكبر مورّد للصين للنفط، إضافة إلى أن الصين تعتبر السَّعُودية وجهة أكثر أهمية لاستثماراتها في السلع الأساسية والبنية التحتية.

ورأى الباحث، أنَّه مُنذ بدء تفشي جائحة فيروس كُورونا المُستجد المسببة لمرض «كوفيد-19»، شهد التعاون بين البلدين في مكافحة الوباء نموًا في الثقة، كانت المملكة العربية السَّعودية من أوائل الدول التي قدمت الدعم السياسي، والمادي للصين حينما واجهت الصين انتقادات غير معقولة، وفي المقابل، زودت الصين السَّعُودية بالمستلزمات الطبية والخبرة المشتركة حينما شهدت المملكة العربية السَّعُودية تفشي المرض بشكل خطير. 

وشهدت العلاقات الصينية- السَّعُودية تطورًا قويًا على مدى الثلاثين عامًا الماضية في المجالات كافة تقريبًا. يمكن أن يُعزى هذا التطور القوي للعلاقات الثنائية إلى أسباب عدة، أحدها هو الاتجاه الصاعد للعولمة، الذي سمح لتجارة الطاقة بتشكيل حجر الزاوية في العلاقات بين البلدين، إلَّا أنَّ السبب الأهم هو الاحترام المتبادل لحضارة وثقافة الطرف الآخر، لطالما التزمت الصين بمبدأ احترام تنوع الحضارات والثقافات، من حيث العلاقات الصينية- السَّعُودية، أبدت الصين احترامًا ليس فقط لثقافة المملكة العربية السَّعُودية؛ لكن أيضًا لمسارها التنموي الشامل. بفضل هذا الاحترام المُتبادل، ستُعزز العلاقات بين البلدين بدرجة أكبر، مما يساهم بشكل رئيسي في السلام والاستقرار الإقليميين والعالميين، وكذلك التنمية والازدهار.

مرر للأسفل للمزيد