على مدار 82 يوما على التوالي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، ليحصد عشرات الآلاف من الشهداء والمصابين، جراء الاعتداءات الوحشية، لتتحول غزة إلى مكان هو الأخطر في العالم.
وفي آخر حديث لمسؤول أممي، قال المتحدث باسم اليونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا سليم عويس، اليوم، إن الوضع الإنساني في غزة مروع، ولا مكان آمنا، مشيرا إلى أن معدل القتلى والجرحى بين الأطفال مخيف.
وأكد أن هناك نحو مليون طفل هجروا قسراً من منازلهم، وتم دفعهم إلى الجنوب أكثر فأكثر، ولمناطق ضيقة ومكتظة دون ماء أو طعام أو حماية أو أي من الضروريات اللازمة للبقاء على قيد الحياة، مما يعرضهم لخطر متزايد للإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي والأمراض المعدية بسبب البيئة الملوثة"، علاوة على الجفاف وسوء التغذية والمرض، كما أن الأطفال النازحين حديثاً في جنوب القطاع يعانون نقصا حادا في إمدادات المياه، إضافة إلى أن هناك أطفال فقدوا القدرة على المشي وآخرون سيعانون مدى الحياة بسبب إصاباتهم.
أما عن الأطفال الذين فقدوا ذويهم أو المنفصلين عنهم، أوضح «عويس» أنه من الصعب الحصول على أرقام دقيقة، لكن من خبرتنا في النزاعات والطوارئ الأخرى حول العالم، يمكن الترجيح بأن حوالي 1% من الأطفال النازحين، انفصلوا عن ذويهم.
على الجانب الآخر، تصر الاحتلال إسرائيلي على المضي في عدوانه على الرغم من النداءات العالمية لوقف إطلاق النار في الحرب المستمرة، منذ السابع من أكتوبر الماضي، وسط مخاوف من احتمال توسع نطاق الصراع، جراء الهجمات المتبادلة بين القوات الأمريكية، وإيران.
فيما قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، خلال الساعات الأخيرة الماضية إن الحرب في غزة ستستمر على الأرجح لعدة أشهر، مشيرا إلى أن قواته العسكرية سنستخدم أساليب مختلفة لـ"الحفاظ على إنجازاتنا لفترة طويلة".
على الجانب الآخر من الحلول المطروحة، تأتي المبادرة المصرية، التي تتضمن 3 مراحل، الأولى منه، بدء هدنة إنسانية لمدة أسبوعين قابلة للتمديد لأسبوعين أو ثلاثة، تطلق خلالها حماس سراح 40 من المحتجزين الإسرائيليين.
أما المرحلة الثانية، تتمثل في إقامة حوار وطني فلسطيني برعاية مصرية بهدف «إنهاء الانقسام»، وتشكيل حكومة تكنوقراط (مستقلين) تتولى الإشراف على قضايا الإغاثة الإنسانية، وملف إعادة إعمار قطاع غزة، والتمهيد لانتخابات عامة ورئاسية فلسطينية.
فيما تتمثل المرحلة الثالثة والأخيرة، في الوقف الكلي وشامل لإطلاق النار، وصفقة شاملة لتبادل الأسرى تشمل كافة العسكريين من جانب جيش الاحتلال الإسرائيلي لدى حماس وحركة "الجهاد"، وفصائل أخرى يتم خلالها الاتفاق على عدد الأسرى الفلسطينيين الذين ستطلق سراحهم إسرائيل.
وعن حصيلة الشهداء، أفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 20915 شهيدًا، و54918 جريحاً. وقال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، إن قوات الاحتلال ارتكبت 18 مجزرة بحق عوائل بكاملها راح ضحيتها 241 شهيدًا و382 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. جاء ذلك وفق ما نشر في وكالة وفا الفلسطينية، والعربية.