أكد خبراء بفريق العلماء الدولي التابع لمنظمة الصحة العالمية المعني بالتحقيق في منشأ فيروس «كوفيد19» أن التحقيقات تعثرت، بعد إصرار السلطات الصينية مجددًا على حجب المعلومات الأولية.
وحذر الخبراء، في مقال نشرته مجلة «ناتشر» العلمية، الأربعاء، من أن النافذة المتاحة لحل هذا اللغز تنغلق بسرعة كبيرة، وأضافوا أن التحقيق «يمر بمنعطف حرج، يتطلب تعاون دولي عاجل، لكنه توقف عوضًا عن ذلك».
وأشاروا كذلك إلى إصرار المسؤولين الصينيين على رفض مشاركة البيانات الأولية، متحدثين عن مخاوف بشأن سرية المرضى.
وفي تلك الأثناء، لم يستطع التحقيق الذي أجرته وكالات المخابرات الأمريكية حول منشأ الفيروس حسم الجدل الدائر، والجزم ما إذا كان الفيروس قد انتقل من مصدر حيواني إلى الإنسان في عملية طبيعية أو تسرب من مختبر بمدينة ووهان الصينية، حسب وكالة «أسوشيتد برس».
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أرسلت، بداية العام الجاري، فريقًا من الخبراء إلى مدينة ووهان الصينية، حيث كان الظهور الأول لحالات الإصابة بفيروس «كوفيد19»، للتحقيق في منشأ الفيروس، الذي قتل أكثر من 4.5 مليون شخص حول العالم.
ونشر الفريق، مارس الماضي، استنتاجاتهم الأولية بأن الفيروس ربما انتقل إلى الإنسان من مصدر حيواني، معتبرين أن احتمالية تسربه من محتبر أبحاث «أمر غير مرجح بدرجة كبيرة».
لكن، في مقالهم الأخير بمجلة «ناتشر»، أكد الخبراء أن تقييم مارس كان مجرد «خطوة أولى وليست استنتاج نهائي»، وأضافوا أن «الفرصة المتاحة لإجراء بحث حيوي تتلاشى سريعًا، والتأخير سيجعل بعض الدراسات مستحيلة بيولوجيًا».
وأوضحوا أن «على سبيل المثال، الأجسام المضادة تضعف، لهذا فإن جمع العينات واختبار الأفراد الذي تعرضوا للإصابة قبل ديسمبر العام 2019 سيكون أصعب».
وأدرجت ماريون كوبمانز وزملاؤها المعينون من منظمة الصحة العالمية عددًا من الأولويات للبحث، بينها إجراء مسوحات أوسع للأجسام المضادة التي قد تحدد الأماكن التي ينتشر فيها الفيروس دون أن يتم اكتشافها، في الصين وخارجها، واختبار الخفافيش البرية والحيوانات التي تربى في المزارع كمصدر محتمل ومستودعات للفيروس، والتحقيق في أي خيوط جديدة ذات مصداقية.
ويخشى علماء آخرون من أن الفرص الأمثل لجمع عينات بغرض تحليلها قد ولت بالفعل خلال الأسابيع القليلة الأولى بعد اكتشاف الإصابات البشرية المبكرة التي ظهرت في ووهان وارتبطت بالأسواق المحلية هناك.
ومن جهتها، قالت الصين، الأربعاء، إنه على المسؤولين «التركيز بشكل أكبر على نوافذ محتملة أخرى من شأنها المساعدة في تعقب منشأ فيروس كورونا»، متحدثة عن ضرورة إجراء دراسات في بلدان أخرى كذلك.
واتهم المدير العام لإدارة السيطرة على الأسلحة التابعة لوزارة الخارجية الصينية، فو كونغ، الولايات المتحدة بدعم نظرية تسرب الفيروس من مختبر أبحاث، ومحاولة إلقاء اللوم على الصين، مضيفًا أن فيروس «كورونا» ربما يرتبط بمختبر أبحاث أمريكي سري، داعيًا منظمة الصحة العالمية للتحقيق في بعض المنشآت الأمريكية.
وتزعم الصين أن باحثيها قد جمعوا مئات العينات البيئية فور اكتشاف الفيروس، لكن من غير الواضح عدد الأشخاص الذين خضعوا للاختبارات، أو العينات الحيوانات المجموعة.
إقرأ أيضًا: