صدر عن المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة)، «تقدير موقف» حول حادثة الاستهداف الخاطئ لزورق إيراني بصاروخ انطلق مِن فرقاطة حربية أيضًا إيرانية الأحد الماضي 10 مايو الجاري أثناء مناورة عسكرية قرب ميناء «جاسك» المطل على بحر عُمان.
وتناول المعهد الحادث ارتكازًا على 5 محاور، أولها هل الحادث لعيب تقني أم حرب إلكترونية، والثاني بشأن القِطَع البحرية المتسببة في الحادث، والثالث عن الصاروخ «نور» المستخدم، والرابع حول التسميات المُبالَغ فيها لتغطية القصور، والخامس بشأن دلالات وأبعاد الحادث.
ورصد المحور الأول اعتراف السلطات الإيرانية بخطأ تحديد الأهداف في الحادث؛ ما أسفر عن مقتل 19 وإصابة 15 من طاقم «كنارك». ثم أوضح الجيش في بيان لاحق، أنّ سبب وقوع الحادث عيب تقنيّ في الصاروخ، أو التعرُّض لحرب إلكترونية، وكلا الأمرين له تبعاته وانعكاساته على تقييم حجم وقدرة القوّة الصاروخية الإيرانية.
وتناول المحور الثاني الفرقاطة «جماران» التي ذكرت البحْرية الإيرانية أنّها محلّية الصُّنع، واعتبرتها من أهمّ إنجازاتها البحرية، وبمثابة قفزة نوعيّة وتكنولوجيّة لصناعاتها. ورغم الدعاية الإيرانية لهذه الفرقاطة، إلاّ أنّ سُفن البحْرية الإيرانية يعود تاريخ صناعتها إلى فترة ما قبل ثورة ظهران المزعومة، إذ تعاقدت حكومة شاه إيران مع الحكومة البريطانية في ستينيات القرن الماضي على شراء أربع سُفن، ثمّ أجرت إيران بعد الثورة كثيرًا من التعديلات وعمليات الصيانة على هذه السفن، ومنها ما سُمِّي بالفرقاطة «جماران».
وسلط المحور الثالث، الضوء على الصاروخ « نور»، وهو صاروخ «كروز» إيرانيّ طوّاف مضادّ للسفن، عبارة عن نسخة معدَّلة من الصينيَّين. وفي المحور الرابع الخاصّ بالتسميات المُبالَغ فيها لتغطية القصور في الحادث، تمّ التأكيد على إستراتيجية «المبالغة» الإيرانية لتضخيم قدراتها، كمبدأ راسخ في عقيدتها العسكرية.
واختتم «رصانة» تقريره بدلالات وأبعاد الحادث؛ حيث يُظهِر أنّ بالمؤسَّسة العسكرية الإيرانية خلل ببات يتسبَّب في كوارث متتالية، مؤخَّرًا، مثل حادث إسقاط طائرة الركّاب الأوكرانية بصاروخ إيرانيّ أطلقته عليها قوّات الحرس الثوري. وعدَّد المعهد أربعة استنتاجات، من تكرار مثل هذه الحوادث العسكرية.