كشف مقال نشرته جريدة «أوبزرفر» البريطانية عزوف نسبة كبيرة من المسلمين عن التصويت للرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، إمانويل ماكرون، رغم كون ماري لوبان، المرشحة اليمينية «سيئة».
وأشارت كاتبة المقال، صفية خان، إلى أن المسلمات في فرنسا أصبحن الحديث المركزي للسياسة الفرنسية، مع استعداد الشعب للتصويت في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة الفرنسية، التي انطلقت في وقت مبكر من اليوم الأحد.
ولفتت إلى مقالها إلى تصريحات الرئيس ماكرون بشأن الحجاب، الأسبوع الماضي، حيث قال: «بالنسبة لي فإن موضوع الحجاب لا يمثل هوسا»، مشيرا إلى أنه سعيد بالوضع الحالي، حيث لا يُسمح بارتداء الحجاب في المدارس، ولكنه اعتبر خطط منافسته، ماري لوبان، لحظره بالكامل «تتخطى الحدود».
وبالنسبة إلى مرشحة اليمين المتطرف، ماري لوبان، فترى الكاتبة أنه «رغم نجاحها في تحسين صورتها، تبقى زعيمة استبدادية لحزب التجمع الوطني اليميني المتطرف، المناهض للهجرة والمعاد للسامية والمسلمين». وسبق وقالت لوبان إن «الحجاب لا يُمكن أن يُرى كعلامة على المعتقد الديني لشخص ما، بل هو زي إسلامي».
ورغم ذلك، تشير الكاتب إلى أن «عديد من المسلمين في فرنسا يشعرون أنهم خُدعوا من قبل ماكرون، الذي روج في الانتخابات السابقة لقيم تقدمية اجتماعيا، ولكنه نكص عنها من أجل احتواء اليمين المتطرف»، مضيفة أنه «في ظل حكم ماكرون قٌدم في عهده قانون يمنح السلطات الحق في مراقبة المنظمات الإسلامية على وجه التحديد».
وبحسب بحث أجرته منظمة «أمل وليس كراهية»، تسببت لوبان في الانقسام خلال انتخابات العام 2022، ولم يعد يُنظر لحزبها على أنه «ذو تأثير ضار» كما كانت النظرة في السابق.
ويتراوح عدد المسلمين في فرنسا بين 5 – 6 مليون مسلم، وصوت غالبيتهم لمرشح اليسار، جون لو ميلنشون، في الجولة الأولى. مع هذا فإن العديد منهم لم يحدد موقفه، أو قرر أن يقاطع الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، رغم دعوة عدد من الأئمة للمصلين بأن يصوتوا لصالح ماكرون لقطع الطريق على لوبان.