قوات روسية حول العاصمة كييف 
مدارات عالمية

الأزمة الأوكرانية.. روسيا تقلص العمليات حول كييف ومفاوضات أنقرة تنتهي دون نتائج

فريق التحرير

انتهت جولة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا التي تستضيفها العاصمة التركية إسطنبول، مساء الثلاثاء، دون إعلان عن التوصل إلى نتائج ملموسة، في الوقت الذي أعلنت فيه روسيا تقليص العمليات العسكرية حول العاصمة كييف أمام تشكك غربي.

ويقول مسؤولون غربيون أن روسيا تواصل البناء العسكري في شرق أوكرانيا، وما زال من المبكر التأكد من مزاعم روسيا بأنها تعمل على تقليص العمليات العسكرية حول العاصمة، كما نقلت وكالة «أسوشيتد برس».

وقال مسؤولون مطلعون على صور استخباراتية، الثلاثاء، إن موسكو تعمل على تعزيز قواتها في مدينة دونباس في محاولة لتطويق القوات الأوكرانية جيدة التمرين والإعداد المتمركزة في الإقليم الشرقي. وتقول موسكو إن السيطرة على دونباس أحد أهم أهدافها العسكرية في أوكرانيا.

تقليص البناء العسكري الروسي

وقال نائب وزير الدفاع، ألكسندر فومين، إن «التغيير في ساحة المعركة يهدف إلى زيادة الثقة في المحادثات بعد أن فشلت عدة جولات من المفاوضات في وقف ما تحول إلى حملة استنزاف دموية».

وفيما تعتبر موسكو هذا القرار «بادرة حسن نية على جديتها في المفاوضات الدبلوماسية»، إلا أن قواتها على الأرض مُنيت بخسائر كبيرة في محاولتها للسيطرة على العاصمة كييف وغيرها من المدن الرئيسية.

ومن جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، إنه لم يشهد أي مؤشر على إحراز تقدم في المباحثات السياسية بين الطرفين، معتبرا إعلان موسكو تقليص الحشد العسكري حول كييف «محاولة من قبل الكرملين للخداع».

تشكك أوروبي

وفي السياق ذاته، قال مسؤول غربي، تحدث شريطة عدم ذكر اسمه، إنه من الواضح أن روسيا تعمل على تغيير تكتيكاتها واستراتيجيتها في الحرب، لكن من غير الواضح إلى أي مدى.

ومن جهتها، شككت الحكومة البريطانية حيال مزاعم روسيا تقليص التواجد العسكري في العاصمة وكذلك التزامها بإنهاء الحرب عبر المفاوضات السياسية.

وبدوره قال الجيش الأوكراني إنه لاحظ انسحاب بعض القوات الروسية حول كييف وتشيرنيهيف، فيما شكك الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاغون» في صحة هذه المزاعم.

مفاوضات إسطنبول

وفيما اجتمعت وفود موسكو وكييف في العاصمة التركية اسطنبول لعقد جولة جديدة من المباحثات السياسية، قصفت القوات الروسية مستودعا للنفط في غرب أوكرانيا، في وقت متأخر من مساء الاثنين، مع استمرار القصف المكثف في مدن عدة.

وأعلنت السفارة الأوكرانيا في تركيا انتهاء جولة المفاوضات التي استمرت نحو 4 ساعات، وأشارت إلى موافقة كييف على وضع الحياد بشرط وجود ضمانات أمنية.

وتأتي المفاوضات الدبلوماسية في اسطنبول في وقت شديد الصعوبة في الأزمة بين روسيا وأوكرانيا. وتطلب كييف انسحاب فوري لكافة القوات الروسية وضمانات أمنية، فيما تطالب موسكو بحيادية أوكرانيا كمنطقة مستقلة والاعتراف بسيادتها على شبه جزيرة القرم وضمان عدم انضمامها إلى حلف شمال الأطلسي «ناتو».

وتعد مفاوضات تركيا هي الأولى بين وفود البلدين منذ أسبوعين تقريبا. ولم تحرز المفاوضات السابقة المنعقدة في بيلاروسيا أي تقدم صوب إنهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من شهرين وأسفرت عن مقتل الآلاف ونزوح أكثر من أربعة ملايين أوكراني.

الأهداف العسكرية الروسية

وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو، أن أهداف المرحلة الأولى من العمليات العسكرية في أوكرانيا قد اكتملت، مشيرا إلى أن الهدف القادم هو التركيز على دونباس، شرقي البلاد.

وخلال اجتماع مع قيادات عسكرية روسية، قال شويجو: «فيما يتعلق بمسار العملية العسكرية الخاصة للقوات المسلحة الروسية على أراضي أوكرانيا، بوجه عام، تم الانتهاء من المهام الرئيسة للمرحلة الأولى من العملية، حيث جرى خفض الإمكانات القتالية للقوات المسلحة الأوكرانية بشكل كبير، ما يسمح لنا بتركيز الاهتمام والجهود لتحقيق الهدف الرئيس وهو تحرير دونباس».

كما أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيجور كوناشينكوف، أن روسيا ستواصل هجماتها في أوكرانيا رغم انعقاد مفاوضات السلام المنطلقة في تركيا.

مرر للأسفل للمزيد