أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، فصل البنوك الروسية الأساسية عن نظام «سويفت» العالمي، مشيرة إلى أن الفصل سيؤثر بشكل كبير على الدائرة الضيقة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وقالت الخارجية الأمريكية في تصريحات نقلتها العربية: «فصلنا البنوك الأساسية في روسيا عن نظام سويفت، والعقوبات ستؤثر بشكل كبير على دائرة بوتين الضيقة».
كما دعت وزارة الخارجية الأمريكية دول المنطقة لتسهيل عبور اللاجئين من أوكرانيا، مضيفة: «نؤكد تضامننا مع الحكومة الأوكرانية وسنواصل تقديم المساعدات الإنسانية لشعبها».
كما أشارت خارجية الولايات المتحدة، إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، يتواصل مع قادة العالم لزيادة عزلة روسيا.
«سويفت SWIFT» هي كلمة اختصار للتّسمية: Society for worldwide interbank financial telecommunication.
وسويفت عبارة عن شركة دولية مقرها يقع في Hulpe بالقرب من بروكسل في بلجيكا، ويتألف مجلس إدارة سويفت من 25 عضوا كلهم من مجتمع مصرفي دولي، وكل واحد منهم حامل لصوت غير مباشر لبلده.
هذه الشركة هدفها لا يتمثل في تحقيق الأرباح بل في تأمين عمل سير شبكة دولية للاتصالات الإلكترونية ما بين ممثلي الأسواق المالية، وتوفير وسيلة مضمونة آليا لتسوية المدفوعات، وذلك بإدخال مقاييس موحدة في العلاقات المصرفية الدولية.
وتشكلت سويفت في عام 1973 بواسطة 239 بنكا موزعة على ١٥ بلدا، ثم أسست هذه الشركة شبكة للتحويلات المالية تحت الاسم ذاته «سويفت» عام ١٩٧٧ واستخدمت تقنيات حديثة في التحويلات المصرفية عوضا عن التلكس الذي لم يكن آمنا وحتى عام ٢٠١٠ كان يستخدم الشبكة نحو ٩ آلاف بنك في ٢٠٨ دول، وارتفع هذا الرقم بعد ذلك.
تعد أول مهمة لـ«سويفت» هي ضمان عدم نكران معاملة التبادل، بمعنى أنه لا أحد من المتعاملين يستطيع نفي وجود صفقة قد تمت، فسويفت بمثابة فعل توثيقي في مجموع المعاملات المنجزة مهما كان المبلغ، وهذا لحماية المساهمين، فإن قام بنك بدفع مبلغ لبنك آخر فالبنك الدافع يطالب بضمان استلام لهذا الّدفع.
وجاءت فكرة سويفت آنذاك من برنامج تعاملت به شركات الطيران الكبيرة من أجل تحسين ظروف التعامل مع زبائنها، لتمكنهم من حجز أماكنهم على متن الطائرة.
تشّجعت بعض البنوك الأمريكية الكبرى على تطوير هذه الفكرة وانتهى الأمر بتوحيدها في مؤسسة ببلجيكا.
في عام 2006 كشفت الولايات المتحدة الأمريكية أنها بمساعدة سويفت تجسست بشكل غير قانوني على التّعاملات المالية الّدولية بهدف تعقّب الأشخاص المشتبه في صلتهم بتبييض الأموال، في إطار المكافحة ضّد هذه الأعمال منذ هجمات ١١ سبتمبر وزودت سويفت سريا على مدار سنوات وكالة المخابرات الأمريكية بمعلومات عن ملايين الصفقات، وبالرغم من الجدل الذي أحدثه هذا الأمر فحتى يومنا هذا تعد سويفت SWIFT الأداة الأكبر والأكثر كفاءة لتحويل الأموال الدولية.
تكشف أرقام سويفت عن إجراء 42 مليون رسالة يوميا في عام 2021، وفي 2020 استحوذت روسيا على نحو 1.5% من الحركات المالية عبر سويفت، وبعد الغزو الروسي لأوكرانيا تفكر الولايات المتحدة ودول غربية أخرى في إبعاد روسيا من هذا النظام. وأيدت فرنسا وأستراليا إبعاد روسيا من نظام سويفت.
سيصبح من المستحيل للمؤسسات المالية إرسال الأموال إلى داخل أو إلى خارج روسيا، ما يجعل الشركات الروسية الكبرى في حالة صدمة، لكن هناك معاناة إنسانية ستترتب على هذا الأمر، وهو أنه لا يمكن تنفيذ الحوالات المالية بين الروس في الخارج وأقاربهم في الداخل أو العكس، فالأمر لا يقتصر على الحوالات التجارية فقط.
وفي سابقة دولية، تم عزل إيران عن نظام سويفت في 2012 بعد أن فرضت عليها عقوبات بسبب برنامجها النووي، وخسرت طهران ما يقرب من نصف عائدات تصدير النفط، وتضررت 30% من حركة تجارتها الخارجية.