قالت معلومات، اليوم الجمعة، إن أستراليا ستحقق أهداف اتفاق باريس حول المناخ، قبل خمسة أعوام من الموعد المتوقع لذلك، بحسب دراسة جديدة أجرتها الجامعة الوطنية الأسترالية، أفادت بأن البلاد تقوم بإنشاء وسائل للطاقة المتجددة كل عام أسرع من أي دولة أخرى، بما في ذلك الصين واليابان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وتعاني أستراليا من ظاهرة الاحتباس الحراري، التى انعكست على الأحوال المناخية، بعدما سجلت البلاد، في يناير الماضي، أعلى معدل لارتفاع درجة حرارة الجو منذ بدء التسجيلات، حسبما أفاد مكتب الأرصاد الجوية، موضحًا أن بداية عام 2019 شهدت متوسطًا لدرجة الحرارة في أنحاء البلاد، تجاوز 30 درجة مئوية للمرة الأولى.
ومن شأن هذا الاتجاه (الذى أعلنته الدراسة) أن يساعد أستراليا في الوفاء بأهدافها فيما يتعلق بخفض الانبعاثات الكربونية بموجب معاهدة باريس، في عام 2025، وليس 2030 كما تنص المعاهدة، وقال البروفيسور أندرو بليكرز (الباحث الرئيسي للدراسة): «ازدادت منشآت الطاقة المتجددة في أستراليا العام الماضي مقارنة بالاقتصادات الرئيسية الأخرى، ونتوقع استمرار هذا الاتجاه خلال العام الجاري وما بعده...».
وأضاف: «أستراليا تسير على الطريق الصحيح؛ لتصل إلى 50% من الطاقة المتجددة في عام 2024 و100% بحلول عام 2032.. تجربة الطاقة المتجددة في أستراليا تقدم أملًا حقيقيًّا في تخفيض الانبعاثات العالمية بسرعة للحفاظ على الكوكب...».
هذا وقد سجل سقوط الأمطار معدلات أقل من المتوسط في معظم البلاد خلال يناير الماضي، وكانت درجة الحرارة في الشهر نفسه أعلى من أي متوسط تم تسجيله في أي شهر آخر، ويأتي ذلك بعد ثالث أكثر الأعوام ارتفاعًا في درجة الحرارة تم تسجيله في 2018، وشهدت خلاله البلاد جفافًا واسعًا.
ومنذ بداية الصيف الأسترالي في شهر ديسمبر، شهدت البلاد درجات حرارة عالية، وحرائق غابات هائلة في مناطق واسعة من القارة، وبدأ الأسفلت في الانصهار، مع استمرار موجة الحر؛ حيث كسرت درجات الحرارة المرتفعة الأرقام القياسية.
وقالت صحيفة «أرجوس» المحلية: «إنه في منطقة «ووشوب»، على بُعْد 373 كيلومترًا شمال سيدني، بدأ الأسفلت في الانصهار على الطريق السريعة الرئيسية، ودفع ذلك عمال الطرق إلى رشّ المياه لتبريده؛ حتى لا يلصق بإطارات السيارات».
وفيما حطمت الأرقام القياسية لدرجات الحرارة المرتفعة في أنحاء شرقي أستراليا، فقد ارتفعت درجات الحرارة فوق 40 درجة، وذكرت هيئة الأرصاد الجوية أنّ منتصف يناير الماضي، كانت لياليه الأشد سخونة على الإطلاق التي يتم تسجيلها في أستراليا، منذ عام 1939.
إلى ذلك تسببت فيضانات في شمال شرق أستراليا، الأسبوع الماضي، في إصدار أوامر إخلاء بمدينة تاونزفيل الساحلية بالقرب من الحاجز المرجاني العظيم، وطلبت السلطات من سكان بولاية كوينزلاند مغادرة منازلهم، في ظل تحذيرات من الطقس السيئ للغاية في الولاية.
وأعلنت سلطات الولاية، مدينة تاونزفيل منطقة كوارث، وأمرت رئيسة وزراء كوينزلاند، أناستاسيا بالاسكزوك، بإغلاق المدارس المحلية ومراكز رعاية الأطفال، وسيُجرى إغلاق محاكم محلية، كما جرى تعليق خدمة نقل الحافلات في معظم أنحاء المدينة.
وفيما اقتصرت الخدمة فقط على بعض الضواحي، فقد قالت الشرطة إنها أجْلَت سكانًا من عدة شوارع، بينما تسبب هطول الأمطار خلال الليل في انهيارين أرضيين على الأقل في تاونزفيل، ولم ترد تقارير حتى الآن عن وقوع إصابات.