مدارات عالمية

بوتفليقة.. من المنفى في الصغر والكبر لأكثر رئيس حكم الجزائر

فريق التحرير

أعلن التليفزيون الحكومي الجزائري، وفاة الرئيس السابق للبلاد عبدالعزيز بوتفليقة، عن عمر ناهز 84 عامًا.

وكان بوتفليقة الرئيس السابع للبلاد منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1962، وتولى رئاسة الجزائر سنة 1999.

مولد بوتفليقة ونشأته

ولد عبدالعزيز بوتفليقة في الثاني من شهر مارس 1937 في وجدة بالمغرب، في أسرة تنحدر من تلمسان بشمال غرب الجزائر، وليس لديه أطفال.

تفوق علمي

عرف بوتفليقة بالتفوق في الدراسة وإتقان العربية والفرنسية، فضلًا عن تمكّنه من الكتابة، وهذه الميزات دفعته إلى أن يقدم طلبًا، وهو في الـ19 من عمره، للانضمام إلى الشرطة البلدية، في مدينة وجدة. لكن طلبه رُفِض بسبب «قصر قامته»، إذ كانت تنقصه ثلاثة سنتيمترات ليقبل في صفوفها، وذلك رغم محاولات والده. لكن هذه السنتيمترات لم تمنع عبدالعزيز من أن يصبح رئيسًا للجزائر، وأن يقول يومًا: «لن أترك الرئاسة إلا للانتقال من القصر إلى القبر».

الالتحاق بجيش التحرير الوطني

انضم بوتفليقة حين كان عمره 19 عامًا إلى جيش التحرير الوطني الذي كان يكافح الاستعمار الفرنسي، بعد اندلاع الثورة الجزائرية في الأول من نوفمبر عام 1954، وذلك رغم معارضة والده الشديدة، إلا أنه أصر على الانضمام لجيش التحرير رغم رفض طلبه في البداية.

الاسم الحركي لبوتفليقة وحكايته مع بومدين

في بداية عام 1957، أصبح بوتفليقة عضوًا في «الجيش» في «الولاية الخامسة»، واختار «عبدالقادر» اسمًا حركيًا له. وفي هذه المرحلة، تعرف الشاب «عبدالقادر» على هواري بومدين الذي كان له بالغ الأثر في حياته وصعوده السياسي. ففي سن الـ21، أصبح بوتفليقة، الذي رُقّي إلى رتبة ضابط، السكرتير الشخصي لبومدين.

بوتفليقة أصغر وزير

وعند استقلال الجزائر في 1962، وكان عمره حينها فقط 25 عامًا، تولى بوتفليقة منصب وزير الرياضة والسياحة قبل أن يتولى وزارة الخارجية حتى 1979.

وفي عام 1965، أيد حركة هواري بومدين الذي كان وزيرًا للدفاع ومقربًا منه، حين أطاح بالرئيس أحمد بن بيلا.

معاناة بوتفليقة مع «بن جديد»

بعد وفاة الرئيس هواري بومدين سنة 1978، وتولي الشاذلي بن جديد رئاسة الجمهورية، بدأت متاعب بوتفليقة مع الحكم في الجزائر.

وفي سنة 1979، سحبت منه حقيبة الخارجية، وعين وزيرا للدولة دون حقيبة. في سنة 1981، طرد من اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني، كما طرد هو وعائلته من الفيلا، التابعة للدولة، التي كان يشغلها في أعالي العاصمة الجزائرية. في نفس السنة، غادر عبدالعزيز بوتفليقة الجزائر، ولم يعد إليها إلا بعد ست سنوات.

عودة بوتفليقة

في عام 1989، أُعيد بوتفليقة إلى اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير لتنتهي بذلك فترة إبعاده وعزلته. لكن ما كان ينتظره بوتفليقة ظهرت بوادره في 1992، عند استقالة الرئيس الشاذلي بن جديد، إذ سارع للقاء وزير الدفاع، الجنرال خالد نزار، ليطلب منه دعمه لتولي منصب سفير الجزائر لدى الأمم المتحدة.

رئاسة بوتفليقة

تولى رئاسة الجزائر سنة 1999 بعد قرابة عقدين قضاهما بعيدا عن الحكم في بلاده.

وفي أبريل 2004، فاز بوتفليقة بولاية ثانية بعد حملة انتخابية شرسة واجه خلالها رئيس الحكومة السابق علي بن فليس؛ حيث حصل على 84.99 في المئة من أصوات الناخبين بينما لم يحصل بن فليس إلا على 6.42 في المئة.

وفي أبريل 2009، أعيد انتخاب عبدالعزيز بوتفليقة لولاية ثالثة بأغلبية 90.24 في المئة، وجاء ذلك بعد تعديل دستوري سنة 2008 ألغى حصر الرئاسة في ولايتين فقط، ما لقي انتقادات واسعة، واعتبره معارضوه مؤشرًا على نيته البقاء رئيسًا مدى الحياة، وعلى تراجعه عن الإصلاح الديمقراطي.

وفاز بوتفليقة بعهدة رئاسية رابعة في الانتخابات الرئاسية الجزائرية في أبريل 2014؛ حيث كشفت نتائج الانتخابات تفوقه بنسبة تصويت بلغت 81.53 بالمائة.

واستقال بوتفليقة في 2 أبريل 2019 بعد أشهر من احتجاجات واسعة على توليه فترة رئاسية خامسة.

وببقائه في السلطة ما يقارب 20 عامًا، من 1999 حتى 2019، يعتبر بوتفليقة الرئيس الأطول حكمًا للجزائر.

مرر للأسفل للمزيد