مدارات عالمية

تركيا تتقرب من بايدن بـ«بيع حماس» وتعزيز العلاقات مع إسرائيل

في إطار مراجعة سياستها في الشرق الأوسط..

فريق التحرير

أجبر انتخاب جو بايدن رئيسًا للولايات المتحدة تركيا على مراجعة سياستها في الشرق الأوسط، لكن هناك نقطة نزاع رئيسية واحدة بين أنقرة وواشنطن في عهدها الأخير، وهي إسرائيل.

واعتبارًا من مايو 2018، لم يَعُد هناك تمثيل دبلوماسي على مستوى السفراء بين إسرائيل وتركيا، لكن يبدو أن الأخيرة ستتراجع ومن ثم ستهرول نحو استعادة العلاقات مع تل أبيب في مغازلة واضحة للرئيس الأمريكي المستقبلي، حتى ولو ملفها ذلك بيع حليفتها الصغيرة حركة حماس.

ومباشرة بعد انتخاب بايدن، أجرى رئيس المخابرات التركية وصديق أردوغان المقرَّب هاكان فيدان أول اتصالات مع إسرائيل، نوفمبر الماضي وكان الهدف هو تبادل السفراء.

وفي غضون ذلك، أكد مسؤولون أتراك أن الاتصالات التي ظلت سرية في البداية، فيما تم تبرير الأمر بأنه من المهم لكلا البلدين العمل من أجل «السلام والأمن في المنطقة»، كما أكَّد أردوغان المحادثات، وقال للصحفيين يوم الجمعة الماضي: «إذا لم تكن لدينا مشاكل على أعلى مستوى، فقد تكون العلاقة مختلفة للغاية».

كلمات أردوغان حملت إشارة مستترة إلى العلاقة الشخصية غير الجيدة بين الرئيس التركي ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فحسب صحيفة فرانكفورتر روندشاو الألمانية، لم يتردد المسؤولان في توجيه الإهانات والاتهامات لبعضهما البعض خلال السنوات الماضية.

ولطالما كانت إسرائيل وتركيا حليفين عسكريين مقربين في التسعينيات، لكن منذ تنصيب أردوغان في عام 2003، تدهورت العلاقات بشكل مطرد بين الحين والآخر.

بينما التقارب مع إسرائيل هو جزءٌ من تصحيح مسار السياسة الخارجية بالنسبة لتركيا، حيث يحاول أردوغان جمع النقاط في واشنطن وتجنب المزيد من العقوبات التي قد تواجهها تركيا بسبب صفقات الأسلحة مع روسيا بعد تولي بايدن منصبه،  كما يأمل في التغلب على العزلة المتزايدة التي وقعت فيها بلاده مع تطبيع المزيد والمزيد من دول المنطقة لعلاقاتها مع إسرائيل.

ولدى إسرائيل وتركيا أيضًا بعض المصالح المشتركة، وهذا يشمل الحد من نفوذ إيران المتنامي في المنطقة، ويمكن أن تصبح إسرائيل أيضًا أكثر أهمية لتركيا كمورد للأسلحة، هذا لا يفتح فقط فرص تصدير جديدة لشركات الأسلحة الإسرائيلية، فالأمر مفيد كذلك ومثير للاهتمام لتركيا التي تتراجع الآن في بناء صناعتها الدفاعية بسبب العقوبات الأمريكية.

مجال آخر ممكن للتعاون هو سياسة الطاقة، فقد دأبت تركيا منذ سنوات على الترويج لبناء خط أنابيب في إسرائيل ينقل الغاز الطبيعي من مناطق الإنتاج الإسرائيلية في شرق البحر المتوسط إلى الساحل التركي، هناك يمكن إدخال الغاز في شبكة خطوط الأنابيب الحالية وضخه إلى أوروبا الغربية، من وجهة النظر الإسرائيلية سيكون هذا أكثر طرق التصدير المباشرة وبالتالي ستعزز تركيا دورها كمركز للطاقة.

فيما يشكل دور أردوغان كراعٍ للحركات الراديكالية مثل جماعة الإخوان وفرعها حركة حماس المصنفة كمنظمة إرهابية من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى صراعا آخر، كما قامت أنقرة بتجنيس العديد من قادة حماس العام الماضي، تشير تقديرات إلى أن أردوغان قد يتخلى عن الحركة مقابل كسب ود تل أبيب.

اقرأ أيضا:

مرر للأسفل للمزيد