تكشفت تفاصيل جديدة حول أسرة البغدادي التي تمَّ اعتقالها منذ يومين شمال سوريا، وشملت زوجته وأخته وزوجها، وذلك بعد أيام من مقتله في عملية نوعية نفذتها القوات الخاصة الأمريكية في محافظة إدلب قرب الحدود التركية، في الوقت الذي ثارت فيه شكوك مخابراتية حول علاقة أنقرة بالبغدادي، خاصة أنَّه قتل في مناطق تخضع لسيطرة القوات التركية أو عناصر مسلحة موالية لها.
وذكرت مصادر، أنَّ زوجة البغدادي ادَّعت عند القبض عليها أنَّ اسمها «رانيا محمود» في محاولة منها للتمويه حول شخصيتها، لكن اتضح لاحقًا أنَّ اسمها الحقيقي هو «أسماء فوزي محمد الكبيسي»، وفقًا لما ذكرته «رويترز».
أما شقيقة زعيم تنظيم داعش الإرهابي، فتُدْعَى «رسمة عواد» وتبلغ من العمر 56 عامًا، وكانت تعيش مع زوجها وأبنائها الـ5 قرب مدينة «أعزاز» على الحدود التركية، بينما لم يتم الكشف بعد عن اسم زوجها.
وكشفت مصادر مما يُدعى «الجيش السوري الحر» الذي تموله تركيا، أنَّ أخت البغدادي وأسرتها قدمت منذ حوالي 6 أشهر إلى مدينة أعزاز الحدودية مع تركيا، وادّعوا أنهم لاجئون وكانوا يحملون وثائق مزورة بأسماء وهمية.
وأعلنت تركيا في وقت سابق أنها ألقت القبض على زوجة وأخت وصهر أبوبكر البغدادي، وذلك بعد أيام من قتل زعيم التنظيم الإرهابي في منطقة خاضعة لسيطرة أنقرة، وبدا إعلان القبض على أسرة البغدادي كمحاولة من السلطات التركية الادعاء بمكافحتها للإرهاب.
ووفقًا لتقرير نشرته «بلومبرج» تساءل خبراء استخبارات أمريكيون عما إذا كانت تركيا على علم بمكان اختباء زعيم داعش أبو بكر البغدادي والمتحدث باسمه أبي الحسن المهاجر، قبل مقتلهما مؤخرًا في غارتين منفصلتين للقوات الأمريكية، وفقًا لموقع «الحرة».
وأوضح التقرير أنَّ خبراء الاستخبارات الأمريكية يتساءلون حول كيف استطاع البغدادي والمهاجر تأمين ملاذ آمن لهما في مناطق خاضعة لسيطرة أنقرة وأذرعها السورية بالمنطقة.
وأضاف التقرير، أنَّ محافظة إدلب التي قُتِل بها البغدادي توجد بها العديد من نقاط التفتيش التركية، أما مدينة جرابلس التي تقع في محافظة حلب وقتل فيها المهاجر، فتتواجد بها دوريات تركية.
وذكر التقرير أنَّ أحد المهام الرئيسية للفريق الذي يفحص الوثائق التي تمَّ أخذها من مكان مقتل البغدادي والمهاجر، لتحديد العلاقة بين جهاز المخابرات التركي وتنظيم داعش الإرهابي.
وكانت الاستخبارات الأمريكية اكتشفت في وقت سابق، تواجد وزير مالية تنظيم داعش حرًا طليقًا في الأراضي التركية، والتي فرَّ إليها في أغسطس 2017 قادمًا من العراق، وهو ما أثار التساؤل حول علاقة أنقرة بالتنظيم الإرهابي، خاصةً وأنَّ المقاتلين الأجانب الذين انضمُّوا له في البداية، عبروا بكل سهولة الحدود التركية إلى داخل الأراضي السورية.