خلافات وصراعات على الأموال والوظائف والجنسيات، تشتعل بين عناصر وقيادات جماعة الإخوان في تركيا؛ حيث تفاقمت حدة الصراع حتى وصل لساحات القضاء، فيما بدأت أجهزة الأمن والاستخبارات التركية التي تدير هذا الملف تعبر عن تململها من تصرفات كوادر الجماعة، وبدأت في خلق كيانات جديدة لرعاية شؤون عناصر الإخوان بعيدًا عن قيادات الجماعة، بينما يسعى ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لحل تلك الخلافات واحتوائها.
وقالت «العربية» إن اجتماعًا عُقد بين عدد من قيادات جماعة الإخوان ومسؤولين كبار بوزارة الداخلية التركية، للاتفاق على ملف الإقامات الدائمة، ومنح الجنسية لعدد من عناصر وقيادات الجماعة، المقيمين في تركيا، وشارك في الاجتماع كل من حمزة زوبع، رئيس رابطة الإعلاميين الإخوان في إسطنبول، والقيادي بجماعة الإخوان، ومختار العشري القيادي بالجماعة، وأحمد عادل راشد نجل عادل راشد القيادي بالجماعة، وعضو مجلس الشعب الأسبق بعهد الإخوان، وأحمد الشناف مدير فضائية «مكملين» التابعة للجماعة، وأيمن نور صاحب فضائية «الشرق» التي تبث من إسطنبول.
وخلال ذلك اللقاء، تم الاتفاق على بعض القواعد الخاصة لمنح عناصر الجماعة الجنسية التركية، ومن لهم حق الأولوية، كما تم الاتفاق على جدول زمني لإنهاء الإقامات الدائمة، لكن حدثت مشكلة تطورت لمشادة بين مختار العشري وحمزة زوبع بسبب اختيار من يتحدث باسم الوفد، وكان ذلك أمام المسؤولين الأتراك وبحضور والي إسطنبول الذي عبّر عن امتعاضه مما جرى.
وعقب اللقاء، تكشفت تفاصيل أخرى أثارت خنق عناصر الجماعة؛ حيث سادت المجاملات والمحسوبيات في اختيار العناصر التي ستحصل على الجنسية التركية، وتبين أن عناصر تقيم خارج تركيا حصلت على الجنسية وعناصر أخرى داخل تركيا تم رفض منحها الجنسية، ووصلت الواقعة للمسؤولين الأتراك الذين عبّروا عن غضبهم من تصرفات وممارسات الإخوان، وأعلنوا صراحة لياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي، أنهم «عناصر الإخوان» أصبحوا عبئًا على النظام وتركيا، وأنهم وراء تدهور العلاقات مع عدد كبير من الدول العربية بسبب استضافتهم وإيواء عناصرهم.
خلافات أخرى دبت بين إعلاميين محسوبين على الجماعة ويعملون بفضائياتها وصلت المحاكم التركية، ويحاول حمزة زوبع، القيادي الإخواني، رئيس رابطة الإعلاميين التنظيميين، حلها دون جدوى، كما زادت حدة النزاع بسبب صراع على الوظائف داخل تلك الفضائيات. ومنها النزاع الدائر حاليًّا في أروقة المحاكم بين أيمن نور صاحب فضائية «الشرق» والإعلامي الهارب سامي كمال الدين، وقيام نور بفصل سامي من العمل بالفضائية، ثم رفعه لدعوى قضائية يطالب فيها بحذف قناته على «يوتيوب»، ما دفع سامي للطلب من زوبع التدخل لاحتواء الأمر مهددًا بكشف فضائح أيمن أنور ومخالفاته، وكذلك فضائح الإعلامي معتز مطر الذي كان وراء تصاعد الخلافات بينهما بسبب الغيرة والصراع على التمويل.
وإزاء كل ذلك، بدأت الحكومة التركية البحث عن كيانات جديدة لحل مشكلات عناصر الجماعة والمصريين الفاريّن إلى تركيا بعيدا عن الجماعة وكياناتها.
ويقول عمرو عبدالمنعم، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إن عمر قرقماز، أحد القيادات الفاعلة في حزب «الحرية والعدالة» التركي، طالب مؤخرا حكومة بلاده بالتخلي عن الإخوان، مؤكدا أنهم صاروا عبئًا على الدولة التركية والنظام الحاكم.
اقرأ أيضًا: