مدارات عالمية

لماذا تبدو الصين الفائز الأكبر في الأزمة الأوكرانية؟

فريق التحرير

تتواصل العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا مع اقتراب القوات الروسية من العاصمة كييف، فيما يبدو أنه لا نهاية في الأفق لهذه الأزمة المشتعلة على حدود أوروبا الشرقية، لكن يبدو أن هناك نوع من التوافق داخل الدوائر السياسية الصينية أن هناك دولة واحدة ستخرج منتصرة من هذه الأزمة، وهي الصين.

وبعد ردها المرتبك في الأيام الأولى من العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، تقول صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، في تقرير نشرته، اليوم الإثنين، أن الصين وضعت حجر الأساس لاستراتيجية تحميها من أسوأ التداعيات الاقتصادية والدبلوماسية للأزمة، وستمكنها كذلك من الاستفاجة من التغيرات الجيوسياسية التي ستنتج عن الأزمة «فور أن ينقشع غبار المعركة».

تعمد الرئيس الصيني، شي شين بينج، تفادي توجيه انتقاد صريح ومباشر للرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لكنه أيضا حاول أيضا إبعاد بلاده عن الانتقاد الدولي لهذا الموقف. وفيما استنكرت حكومته العقوبات الغربية المفروضة بحق موسكو، إلا أنه ألمح إلى استعداد الشركات الصينية الالتزام بها، لحماية مصالح الصين الاقتصادية في الغرب.

ركيزة للاستقرار العالمي

وتواصل الرئيس شين بينج مع نظرائه في أوروبا، الأسبوع الماضي، مع عروض غامضة للمساعدة في مفاوضات التسوية. ويدعي المسؤولون في الولايات المتحدة، بدون تقديم دليل ملموس، أن موسكو طلبت مساعدات اقتصادية وعسكرية من بكين، وهو ما نفته الأخيرة، صباح اليوم الإثنين.

وفي المجمل، اختار القادة في الصين الارتقاء فوق ما تعتبره «صراعا بين قوتين متعبتين، وفضلت أن يُنظر اليها على أنها قطب ركيزة للاستقرار في عالم يزداد اضطرابا».

وفي هذا الصدد، قال زينج يونجنيان، الأستاذ بالجامعة الصينية بهونج كونج: «هذا يعني طالما لا نرتكب أخطاءا استراتيجية في النهاية، فلن يتم المساس بالصين، بل على العكس، سيكون لدى بكين قدرة وإرادة أكبر للعب دور أكثر أهمية في النظام العالمي الجديد».

معضلة بكين

ويقبع في قلب الاستراتيجية الصينية قناعة بأن الولايات المتحدة تضعف بسبب مغامراتها الخارجية غير المحسوبة، بما في ذلك إغراء الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، للدخول في الصراع في أوكرانيا، من وجهة نظر بكين.

لكن في الوقت نفسه، ترى «نيويورك تايمز» أن طريق الصين للمضي قدما ليس واضحا في كل الحالات. فالتقرب الشديد من روسيا يثير العداء تجاه الصين في أوروبا والولايات المتحدة، وهو احتمال يثير القلق داخل أروقة الطبقات الحاكمة في بكين.

وفي حال نجحت فرنسا وألمانيا والحلفاء في أوروبا في بناء الدفاعات العسكرية، كما وعدوا في الأيام الأخيرة، فإن الولايات المتحدة ستشعر أن لديها الحرية الكافية لتحويل مزيد من الموارد العسكرية لمواجهة الصين.

كما أن الموقف المرتبك للصين في الأيام الأولى من العمليات العسكرية الروسية أثارت مخاوف بشأن قدرة الرئيس الصيني على تجاوز الهزات الارتدادية لما بعد انتهاء الحرب.

مرر للأسفل للمزيد