مدارات عالمية

ترامب هدد بتصنيفها تنظيمًا إرهابيًا.. ما هي حركة أنتيفا وعلاقتها بالمظاهرات الأمريكية

تشكلت لمناهضة النازية بعد الحرب العالمية الأولى

فريق التحرير

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنَّ حكومة الولايات المتحدة ستقوم بتصنيف حركة «أنتيفا» منظمة إرهابية، لاستغلالها المظاهرات المناهضة للعنصرية، المستمرة لليوم السادس على التوالي في أكثر من 20 مدينة بأنحاء أمريكا، في نشر العنف والتخريب بالبلاد.

وانضم عشرات الآلاف بمختلف المدن الأمريكية للمظاهرات المناهضة للعنصرية التي اندلعت في 26 من شهر مايو الماضي بعد يومٍ من مقتل الأمريكي من أصول إفريقية جورج فلويد على يد الشرطي الأبيض، ديريك شوفين، تحولت بعد ذلك لأعمال عنف وتخريب وتعدٍّ على ممتلكات عامة وخاصة، وكان أعضاء حركة «أنتيفا» من بين المشاركين في التظاهرات.

ما هي حركة «أنتيفا»؟

«أنتيفا»  هي حركة مناهضة للفاشية وأفكار النازيين الجدد والعنصريين البيض ويناهض أعضاؤها جميع أشكال العنصرية والتمييز الجنسي، كما يعارضون ما يصفونه بالسياسات القومية التي تستهدف المهاجرين والمسلمين التي سنّها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وينظر إلى حركة «أنتيفا» على أنها مرتبطة بالفوضويين أكثر من ارتباطها بالتيارات اليسارية السائدة، وذاع صيتها بعد مشاركتها في مسيرة حاشدة في فرجينيا عام 2017.

وكان أعضاء حركة «أنتيفا» أول المنضمين لصفوف المحتجين في المظاهرات المناهضة للعنصرية التي انطلقت بعد يوم من مقتل الأمريكي جورج فلويد التي أشعلت الغضب مجددًا ضدّ معاملة الشرطة الأمريكية للمواطنين من أصول إفريقية بعد سنوات من آخر تظاهرات مماثلة شهدتها أمريكا في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.

وظهرت حركة «أنتيفا» أول ما ظهرت في إيطاليا إبان الحرب العالمية الأولى والسنوات التي تلتها، باسم «Antifa» وتعني «ضد الفاشية»، وخلال ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي انتشرت الحركة في أوروبا على نطاق واسع، وكانت تركز على محاربة التوجهات النازية والفاشية بشكل عام، إلا أنها بدأت في التراجع بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، وإن كانت قد حافظت على مستوى من الحضور.

فوضى وتخريب في مظاهرات فلويد

وجاء إعلان الرئيس الأمريكي، بعدما أشار وزير العدل ويليام بار في وقت سابق، مساء أمس الأحد، بأصابع الاتهام إلى المنظمين المناهضين للفاشية وحملهم مسؤولية الفوضى التي أعقبت وفاة الأمريكي الأسود جورج فلويد، الاثنين الماضي، خلال اعتقاله في مينيابوليس بولاية مينيسوتا.

من جهته، نقلت شبكة الأخبار الأمريكية التلفزيونية «سي إن إن»، عن مستشار الأمن القومي، روبرت أوبرايان، قوله:« إن ما يحدث تقوده حركة «أنتيفا». مضيفًا: «فعلوها في سياتل.  فعلوها في بورتلند.؟ قاموا بذلك في بيركلي.. هذه قوة راديكالية مدمرة، لا أعلم إن كان يمكننا أن نسميهم يساريين. مهما كانوا، إنهم مسلحون يأتون ويحرقون مدننا، وسنصل إلى الحقيقة». ودعا مكتب التحقيقات الفدرالي إلى مراقبة حركة «أنتيفا» وملاحقة أعضائها.

وأوضحت صحيفة نيويورك تايمز، أنه من المستحيل معرفة عدد الأفراد الذين يعتبرون أنفسهم من أعضاء حركة «أنتيفا»، ويعترف أتباعها بأنها حركة سرية ليس لديها زعماء رسميون أو أدوار لأتباعها أو هيكل مركزي محدد، وتنشط عبر خلايا محلية مستقلة.

وتعد حركة «أنتيفا»واحدة من الحركات الناشطة التي اجتمعت في السنوات الأخيرة لمعارضة اليمين المتطرف، وتنشط حملات أعضاء حركة «أنتيفا»ضد كل التصرفات التي يعتبرونها استبدادية أو عنصرية ويعمل أعضاؤها أحيانًا مع شبكات ناشطة محلية أخرى تتقاطع مواقفهم معها بخصوص بعض القضايا مثل حركة «حياة السود مهمة»  (Black Lives Matter).

اقرأ أيضًا:

مرر للأسفل للمزيد