شككت دوائر سياسية وأمنية ألمانية، اليوم الاثنين، في قدرة طهران على إنجاز سلاح نووي قبل منتصف عام 2020، فيما حذر خبراء من ضرورة إيجاد حل سياسي لأزمة الملف النووي الإيراني قبل أن تصبح الأمور خارج السيطرة، حسب صحيفة «بيلد» الألمانية.
يأتي هذا فيما دعت طهران الدول الأوروبية -على هامش اجتماع عدد من وزراء خارجيتها في بروكسل- إلى بذل مزيد من الجهد والفاعلية لإنقاذ الاتفاق النووي.
ووقعت طهران في عام 2015 اتفاقًا نوويًّا مع الغرب يقضي بوقف أي برامج تسليحية لديها في هذا الشأن، غير أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قرر -وبشكل أحادي- الانسحاب من الاتفاق في مايو من عام 2018، قبل أن يعلن حزمة مغلظة من العقوبات ضد طهران، التي ردت بدورها برفع معدلات تخصيب اليورانيوم لتفوق الحدود المسموح بها.
وفي هذا الشأن، أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، أن طهران عادت لتسير على خطة امتلاك السلاح النووي، لكنه يرى أن الطريق لا يزال طويلًا أمامها، وأنها قد تحتاج إلى عام كامل لتحقيق ذلك الهدف، قبل أن يقطع بصعوبة إنقاذ الاتفاق النووي مع دولة الملالي.
وكان بيان مشترك لرؤساء دول وحكومات فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة، حصلت «عاجل» على نسخة منه، قد عبَّر بوضوح عن القلق من الخطر المرتبط بعدم تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة من جراء عقوبات الولايات المتحدة ومواصلة طهران تخصيب اليورانيوم بمعدلات غير مسموح بها، ثم تخزينه.
وقال البيان إن الأمر يسير بسرعة رهيبة نحو تفكيك الاتفاق النووي الذي تم إنجازه بعد سنوات من المفاوضات الشاقة.
ونوه البيان أن أول انعكاسات احتمالية انهيار الاتفاق النووي تمثل في الاعتداءات غير المقبولة على ناقلات النفط في الخليج العربي، مشددًا على أن الوقت حرج، وأن الأوروبيين يرون أنه قد حان الوقت للعمل الجاد المسؤول والبحث عن وسيلة لوضع نهاية لتصاعد التوترات واستئناف الحوار، وخاصةً أن المخاطر تكمن في أن مختلف الأطراف المعنية مُطالَبةٌ بأن تتراجع خطوة إلى الوراء، وأن تتروى لحساب العواقب المحتملة للتصعيد.
ويرى الأوروبيون أن ترشيد الولايات المتحدة عقوباتها، وعودتها إلى المفاوضات مع التزام إيران بخطط العمل المشترك؛ قد تبدو طرقًا صالحة لاستعادة الاتفاق وإتمامه مجددًا في المستقبل.