قال الخبير العسكري الأمريكي كريس أوزبورن، إن السنوات الأخيرة شهدت تنفيذ برنامج نشط للأسلحة النووية، شمل التقدم السريع في البرنامج الجديد للصواريخ الباليستية العابرة للقارات التي تعتبر الرادع الاستراتيجي الأرضي، واستمرار التحديثات لصواريخ مينتيمان 3 القديمة العابرة للقارات.
وتابع الخبير الأمريكي، بالإضافة إلى ذلك، تقوم المؤسسة العسكرية بالسعي لإنتاج رؤوس حربية نووية منخفضة القوة للصواريخ النووية طراز ترايدنت دي 5 التي تطلق من الغواصات، وكذلك إنتاج صواريخ كروز بعيدة المدى مسلحة نوويًا، وقنابل نووية جديدة مدمجة تقذف من الجو طراز بي- 61.
ووصلت كل هذه البرامج إلى مراحل متقدمة واكتسبت زخمًا كبيرًا في السنوات العديدة الماضية، وهي ديناميكية تمهد الطريق لترسانة أسلحة تتمتع بالثقة والمرونة والقدرة في الوقت الذي يتحرك فيه البنتاجون نحو السنوات المقبلة. ومنذ وقت طويل أكد كثير من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، وكذلك كبار قادة البنتاجون وغيرهم من مطوري الأسلحة على أن هناك حاجة للتجديد والتوسع بشكل كبير.
ويرى أوزبورن الذي عمل في وقت سابق في مكتب مساعد وزير الدفاع الأمريكي في تقرير نشرته مجلة ذا ناشونال إنتريست الأمريكية أنه ربما كانت هذه العوامل هي أحد أسباب اعتزام وزارة الدفاع ووزارة الطاقة في الولايات المتحدة مواصلة إنتاج المواد النووية مثل البلوتونيوم وحتى التوسع في ذلك.
وهذا أمر مهم بالنسبة لعدد من المجالات؛ حيث إنه يقدم دليلًا على التفكير الحالي بعيد المدى، الذي يبدو أنه يعتمد في جانب منه على الأقل، على مفهوم أنه من المحتمل أن يكون للأسلحة النووية الحديثة المميتة دور بارز في أي حالة ردع في السنوات المستقبلية.
وقد يوضح هذا أنه بغض النظر عن مدى النجاح المحتمل لمفاوضات خفض الأسلحة النووية أو تحديدها في السنوات المقبلة، من المتوقع أن تستمر الحاجة إلى رادع نووي قوي وحديث، وفعال للغاية وهناك أسباب كثيرة لذلك، وربما يبدو العديد منها واضحًا للغاية.
فمن المعروف تمامًا أن روسيا والصين تحققان قدرًا كبيرًا للغاية من التقدم السريع بالنسبة للتحديث النووي ليشمل إنتاج أسلحة جديدة، وعمليات تطوير للأسلحة، وعمليات توسع على نطاق كبير في عدد الأسلحة النووية لديهما. وما يعنيه هذا، من بين أمور أخرى، هو أنه بغض النظر عن أي تقدم محتمل بين القوى الكبرى على مائدة المفاوضات، سوف تستمر الحاجة إلى ترسانة أسلحة نووية أمريكية كبيرة.
ويحتمل أن يكون هناك متغير آخر مرتبط بهذا وهو مجرد إدراك احتمال استمرار انتشار القدرة النووية في أنحاء العالم بين دول أصغر حجمًا، وربما أكثر خطورة مثل إيران، أو كوريا الشمالية، أو غيرهما.
وأكد تقرير لوزارة الطاقة الأمريكية على ضرورة ضمان إمداد مستمر وموثوق به لمكونات الأسلحة النووية الاستراتيجية والمواد الرئيسية التي تستخدم في إنتاج هذه المكونات، ومن بينها البلوتونيوم، واليورانيوم، والليثيوم.
وذكرت رابطة الحد من الأسلحة - وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة تأسست عام 1971 بهدف زيادة استيعاب العامة لسياسات تحديد الأسلحة ومساندتها- في تقرير نشرته مؤخرًا على موقعها على الانترنت أن الولايات المتحدة وروسيا تنشر كل منهما حوالي 1350 رأسًا حربية على عدة مئات من القنابل والصواريخ، وأن الدولتين تقومان بتحديث أنظمتهما الخاصة بإيصال الأسلحة النووية.