كشفت مجلة «فوربس» الأمريكية عن أن تركيا وإيران وإسرائيل طوروا سلسلة من الذخائر المقاتلة معروفة بكونها «انتحارية»، أو «كاميكازي»، وبينها طائرات مسيرة بدون طيار، محذّرة من أن هذا من شأنه تغيير خارطة الحروب في المنطقة ونقلها إلى مستوى أكثر خطورة.
وتحدثت المجلة، في تقرير نشرته اليوم الاثنين «ترجمته عاجل»، عن المستوى المثير للقلق من مدى انتشار استخدام الطائرات المسيرة بدون طيار في الشرق الأوسط على مدار العقد الماضي؛ حيث تستخدمها العديد من دول المنطقة أبرزهم الإمارات والعراق والأردن، ويتم استخدامها على نطاق واسع في العمليات القتالية.
والأخطر في الأمر، حسب المجلة، هو أن إيران وتركيا وإسرائيل تقوم بتصميم وتصنيع الطائرات المسيرة الخاصة بهم، وتطويرها إلى أنواع أكثر تعقيدًا، كما «أحرزت الدول الثلاث تقدم ملحوظ في بناء الذخيرة المتسكعة، والطائرات المسيرة من هذا النوع»، ما سيغير طريقة إدارة الحروب في المنطقة.
و«الطائرات المسيرة المتسكعة» هي من أخطر أنواع الطائرات التي تستخدمها إيران في عملياتها غير القانونية، وسميت بهذا الاسم لأنها تقوم بالدوران لفترة حول المنطقة المستهدفة واختيار الأهداف أولًا قبل الاصطدام بها.
ويخطط الجيش التركي للانضمام إلى هذا السباق، حسب المجلة، وينوي شراء 500 قطعة من طراز «Kargu-2»، وهي مروحيات تزن 15 رطلًا تقريبًا يمكنها أن تعمل في أسراب من 20، ومهاجمة أهدافها والتهرب من أنظمة المراقبة والدفاع، وتفجير الرؤوس الحربية التي تحملها، والتي تزن حوالي ثلاثة أرطال.
ويمكن لطراز «Kargu-2» حمل ثلاثة أنواع مختلفة من الرؤوس الحربية، كل منها مصمم لإحداث أكبر ضرر ممكن بالهدف، وهي ذاتية العمل، ما يعني أنها تقوم ذاتيًا بالبحث عن الهدف وتدميره باستخدام خوارزميات الكمبيوتر، بدلًا من الاعتماد بشكل كامل على توجيه خارجي.
وعند تحديد الهدف، يمكن للطائرة من هذا الطراز زيادة سرعتها إلى 90 ميلًا في الساعة، كما أنها تتمتع بتكنولوجيا التعرّف على الأوجه، ما يعني قدرتها على البحث عن الأهداف البشرية وتحديدها واغتيالها إذا تطلب الأمر.
وقالت «فوربس» إن هذه التقنية على وجه التحديد ستكون ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى تركيا، لكونها «تتعمد اغتيال الأعضاء البارزين في حزب العمال التركي، بضربات جوية خلال العامين الماضيين».
كذلك، تستخدم إيران هذا النوع من الذخائر المتسكعة، وقامت بنقله إلى بعض الأطراف المسحلة في المنطقة، أبرزهم جماعة الحوثي في اليمن، وحزب «الله» في لبنان.
واستخدمت ميليشيا «الحوثي» الانقلابية في اليمن ذخائر «قاصف1» الإيرانية لاستهداف نظام «باترويت» الدفاعي في المملكة العربية السعودية، والذي تعتمد عليه المملكة لاعتراض الصواريخ الباليستية، كما تشير المجلة الأمريكية إلى أن الذخائر نفسها استخدمها الحوثي في استهداف منشأة نفطية جنوب المملكة، في الثالث عشر من يوليو.
وتقول «فوربس» إن طائرات «الرائد85» المسيرة الإيرانية يمكن أن تعمل في مدى 80 ميلًا، وتصل سرعتها القصوى إلى 250 ميلًا في الساعة، وهي مصممة لاستهداف أهداف كبيرة بدقة عالية، على عكس طراز «Kargu-2».
اقرأ أيضًا:
المعلمي: نتوقع من مجلس الأمن تمديد قرار حظر الأسلحة على إيران
بومبيو يوثق اعتراض القوات الأمريكية لشحنات أسلحة إيرانية قبل دخولها اليمن