مدارات عالمية

«الذئاب الرمادية» تُثير سخط الألمان ضد سياسات تركيا وأردوغان

صنفوها بأنها الخطر الأكبر في البلاد..

فريق التحرير

تصاعدت مطالبات سياسية وحزبية وحقوقية عدة في ألمانيا للمطالبة بإقالة موظفة تحمل الجنسية التركية عيّنها وزير الخارجية، هايكو ماس، الخميس، كممثلة للمسلمين وموظفة في قسم الدين والسياسة بوزارة الخارجية الاتحادية، والأخطر، كمستشارة للأخيرة في كل القضايا التي تتعلق بالإسلام والمسلمين.

وعلى مدار اليومين الفائتين تعرّض ماس لسلسلة غير مسبوقة من الانتقادات؛ بسبب الخلفية الإيديولوجية والسياسية للموظفة الجديدة، وهي تُدعى نورهان سويكان، وتشغل في الوقت ذاته منصب سكرتير المركز الإسلامي المركزي في ألمانيا، المسيطر عليه من قبل رجال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية، ناهيك بصلاته بتنظيم الإخوان العالمي.

لكن عضوية سويكان البارزة في المنظمة التركية الفاشية، الذئاب الرمادية «عبر واجهتها المشهورة اتحاد المنظمات الثقافية التركية/ أتيب»، تعد الخلفية الأخطر للموظفة الجديدة بوزارة الخارجية الألمانية، وبخاصة أن ذلك الكيان اليميني المتطرف نشط للغاية في بلد المستشارة أنجيلا ميركل، وتصنفه دوائر أمنية وسياسية غربية باعتباره جماعة إرهابية تمارس العنف نصرة للقومية التركية القديمة «العثمانية» منذ ستينيات القرن الماضي، وبخاصة ضد الأكراد والأرمن واليساريين.

وتحالف تنظيم الذئاب الرمادية، وخاصة في نسخته الألمانية التي تضم نحو 18 ألف عضو، مع أردوغان وحاشيته منذ الانقلاب الفاشل على الأخير صيف العام 2016. ومنذ ذلك الحين تتجاور رايات الكيان المتطرف وشعارات حزب العدالة والتنمية في مختلف الفاعليات التركية الرسمية في غالبية المدن الألمانية. في حين يجزم العديد من المراقبين أن تلك الجماعة اليمينية التركية صارت يد أنقرة النافذة لإثارة الفوضى والترهيب في أوروبا.

وتشير تقديرات برلمانية ألمانية، إلى أن أردوغان يستعين بتنظيمات قومية تركية متطرفة مثل الذئاب الرمادية وجماعة ميللي جروش وأنصار حزب الحركة القومية، لاختراق الجالية التركية الضخمة في ألمانيا والبالغ تعدادها نحو 5 ملايين نسمة.

وتصنف دوائر حزبية ألمانية الذئاب الرمادية التركية بأنها الخطر اليميني المتطرف الأكبر في البلاد، وخاصة أنها تمتلك في عضويتها ما يفوق بنحو ضعف عدد المنضوين تحت لواء أكبر جماعة نازية جديدة في البلاد.

وإلى جانب التاريخ الدموي للذئاب الرمادية في ألمانيا، وتحديدًا في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي؛ حيث أدار التنظيم سلسلة اغتيالات سياسية لصالح القوميين الأتراك، فإن خطر تلك الجماعة يعود في طبعته الجديدة الحالية، من بوابة داعش؛ حيث تقطع معلومات أمنية موثقة في برلين بانضمان نحو 24 عنصرًا تابعًا لها من المقيمين في المانيا، في صفوف التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي بات يمثل تهديدًا كبيرًا بعد انهيار خلافة الدولة الإسلامية المزعومة، وعودة الكثير من مقاتليها إلى الديار.

من جانبه طالب كمال جوسيري المرشح للانتخابات البلدية عن الحزب اليساري وزير الخارجية هيكو ماس «إعادة التفكير في قراره».. و«إقالة الموظفة في أقرب وقت ممكن». وتابع في تصريحات نقلتها عنه السبت صحيفة «ألتساير تسايتونج» المحلية الألمانية: «نحن نرفض أي شعارات فاشية قومية لأنها غير إنسانية ولا تستحق البقاء في ظل دولة دستورية ديمقراطية. نحن ندعو إلى مجتمع ديمقراطي يقوم على سيادة القانون؛ حيث يمكن للجميع العيش بأمان وعلى قدم المساواة بغض النظر عن المعتقد والأصل. وبالتالي فالمواقف الفاشية القومية والدينية المسيئة ليس لها مكان هناك».

وكان كريستوف دي فريس، مقرر الجماعات الدينية في الكتلة البرلمانية للاتحاد المسيحي الحاكم «حزب ميركل» قال لمجلة «سيتسيرو» الألمانية بعد دقائق من إعلان تعيين الموظفة التركية: «إن المنظمة (يقصد الذئاب الرمادية) التي تتسامح مع القوى المناهضة للدستور لا يمكن أن تكون شريكة في دولتنا، ولا يمكن لكبار مسؤوليها خدمة دولتنا»..

مرر للأسفل للمزيد