مدارات عالمية

في تسجيل مسرب.. ظريف يكشف حجم نفوذ الحرس الثوري في السياسات الإيرانية

أكدت الخارجية الإيرانية صحة التسجيل...

فريق التحرير

كشف وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، عن الحجم الحقيقي للحرس الثوري الإيراني في وضع سياسات البلاد، قائلًا إن الحرس من يأخذ القرارات الحيوية متخطيًا قرارات الحكومة في طهران، ومتجاهلًا أي نصيحة. 

وخص ظريف بالذكر، في تسجيل صوتي مسرب من مقابلة أُجريت معه مارس الماضي، ظهر بعض تفاصيلها مساء الأحد، قائد فليق القدس الراحل، قاسم سليماني، متجنبًا استخدام لجهة التبجيل الرسمية لطهران، وقال إن سليماني كان عقبة أمامه في عديد من المناسبات، وعمل مع روسيا لتهديد الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الدولية، كما تبنى سياسات أحادية الجانب في الحرب السورية تسببت في تدمير مصالح طهران هناك.  

وقال ظريف، في حوار مسجل مدته ثلاث ساعات، إن «الجيش هو من يحكم في إيران. ضحيت بالدبلوماسية من أجل المجال العسكري بدلًا من أن يخدم الجيش العمل الدبلوماسي». وهذه المقابلة جزء من مشروع تاريخي شفهي يوثق عمل الحكومة الإيرانية الحالية، ولم تكن معدة للنشر. 

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن التسجيل الصوتي يوفر لمحة على صراع السلطة الدائر خلف الكواليس بين القادة الإيرانيين والحرس الثوري لوضع السياسات العامة للبلاد. 

وتأتي التسريبات في لحظة محورية بالنسبة إلى إيران، وتتزامن مع المباحثات غير المباشرة الجارية مع الولايات المتحدة في فيينا لإحياء الاتفاق النووي وعودة الطرفين إلى الالتزام بشروطه وتخفيف العقوبات الأمريكية. ومن غير الواضح مدى تأثير هذه التسريبات على سير مباحثات فيينا، أو على موقف ظريف نفسه. 

وأكد التسجيل الصوتي أن ظريف، ممثل طهران على الساحة الدولية، كان مقيد، وأن القرارات الحيوية كانت تُملى من القائد الأعلى، آية الله خامنئي، والحرس الثوري وقياداته. ولم تنفي الخارجية الإيرانية صحة التسجيل الصوتي لكنها تسائلت عن الدافع وراء تسريبه، مؤكدة أن بعض التصريحات اُقتطعت خارج سياقها. 

وتطرق ظريف خلال اللقاء إلى اغتيال سليماني في العراق على يد الولايات المتحدة، مؤكدًا أن اغتياله كان بمثابة ضربة كبيرة إلى إيران، و«أكثر ضررًا من لو أنها دمرت مدينة إيرانية بأكلمها في هجوم»، على حد تعبيره.

لكنه كشف في الوقت نفسه أن سليماني ألحق أضرارًا بمصالح طهران، مثل تحركاته ضد الاتفاق النووي لعام 2015، مضيفًا أن «روسيا لم تكن تريد للاتفاق أن ينجح ووضعت ثقلها لخلق عراقيل أمام الاتفاق، لأنه لم ينكن من مصلحه موسكو أن تطبع طهران علاقاتها مع الغرب. ولتحقيق هذا الهدف، سافر سليماني إلى روسيا لتدمير ما أنجزناه»، في إشارة إلى الاتفاق النووي.

وفي إشارة إلى تفرد سليماني بقرارات مصيرية في السياسة الخارجية لإيران، كشف ظريف أن قائد فيلق القدس السابق قرر نقل عتاد عسكري وجنود إلى سوريا على متن خطوط طيران وطنية دون معرفة حكومة طهران، ونشر قوات أرضية هناك، وانتقد كذلك قراره السماح للطائرات العسكرية الروسية الطيران فوق إيران لضرب سوريا. 

وفيما يتعلق بالمفاوضات، أقر ظريف أنه «ملزم ليس فقط بتوجيهات القائد الأعلى، لكن أيضًا بتوجيهات الحرس الثوري»، وقال إن خامنئي «وبخه بشدة مؤخرًا لابتعاده عن الخط الرسمي حينما صرح بأن إيران مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة لترتيب العودة إلى اتفاق العام 2015».  

وفي دليل آخر على استبعاده داخليًا لصالح الحرس الثوري، قال ظريف إنه «في اللية التي قررت فيها إيران الانتقام لمقتل قاسم سليماني، توجه اثنين من قادة فليق القدس للقاء رئيس الوزراء العراقي لإخباره بقرار مهاجمة قاعدة أمريكية هناك. علم الأمريكيون عن الضربة قبل أن أعرفها أنا». 

وأشار أيضًا إلى التستر على إسقاط الحرس الثوري للطائرة الأوكرانية بعد أن هاجمت إيران القاعدة الأمريكية، قائلًا: «علم الحرس على الفور أن صواريخهم أسقطت الطائرة، لكنهم لم يعترفوا سوى بعد ثلاثة أيام.. حاولت استيضاح الأمر، وقلت: إذا كان صاروخ أسقطها أخبرونا كي نحل الأمر فالعالم يريد تفسير، لكنهم هاجموني كما لو أنني أنكرت وجود الله». 

وأثارت التسريبات حالة واسعة من الجدل داخل إيران، مع ظهور أصوات مطالبة ظريف بالاستقالة، معتبرين أنه هدد الأمن القومي لإيران بالكشف عن السياسات الداخلية للبلاد. 

كما أعرب داعموا ظريف عن تخوفهم من تأثير التسريبات على الانتخابات الرئاسية المقبلة، المقررة في يونيو، والإضرار بموقف المرشحين من تيار الإصلاح، الذين ينتمي اليهم وزير الخارجية. 

إقرأ أيضًا: 

مرر للأسفل للمزيد