مدارات عالمية

كاره لكل ماهو عربي.. برنارد ليفي يظهر في ليبيا لدعم مخططات أردوغان التخريبية

فرنسي تعود أصوله لليهودية

فريق التحرير

«الوضع بات سيئًا في ليبيا» كلمات تُقدم وصفًا تشريحيًا لما يحدث حاليًا على الأراضي الليبية بعد ظهور المفكر والصحفي الفرنسي برنارد ليفي بليبيا والذي يُطلق عليه لقب «عراب التقسيم وإشعال المنطقة العربية» لإضعافها لصالح إسرائيل.

ردود فعل غاضبة

وصاحبت زيارة برنارد ليفي، أمس السبت، ردود فعل غاضبة داخل الأوساط السياسية العربية والليبية، ورسم خيوط الغضب الخلفية عن هذا المفكر الصهيوني الذي ألف كتاب بعنوان «البربرية بوجه إنساني»، لدى المنطقة العربية منذ بدء ما سُمي بـ«الربيع العربي».

ويرافق برنارد ليفي عند حلوله بأي منطقة إثارة الفتن والقلاقل، وهذا ما تتحدث به سطور سيرته الذاتية، فهو أشبه بجنرال عسكري يُمهد الميدان للفتن والأزمات.

من هو عراب التقسيم بالمنطقة العربية؟

ولد برنارد ليفي عام 1948 لعائلة يهودية ثرية في مدينة (بني صاف) بالجزائر، هاجرت عائلته إلى فرنسا بعد ولادته ببضعة أشهر، فتعلم في المدارس الفرنسية اليهودية، ودرس الفلسفة في معاهد باريس.

ويصف ليفي نفسه بأنه الأب الروحي لمن يُسميهم بـ«الثوار العرب»، حيث يمتلك بصمات سوداء في العديد من الدول مثل العراق والسودان وسوريا وأوكرانيا، وقبل ذلك ليبيا.

كان له دور كبير في التدويل بإقليم البوسنة والهرسك عام 1995 مع وزير الخارجية الفرنسية السابق آلان جوبيه، ويؤمن  بنظرية البناء بالهدم، أيد الغزو الاسرائيلي لجنوب لبنان عام 1982، كما طالب الغرب في عام 1990 بالاعتراف بأصلان ماسخادوف رئيسًا للشيشان المستقل، وهو صاحب قرار استقلال كوسوفو عن صربيا بتواطؤ دولي.

تاريخ أسود في إثارة الأزمات بالمنطقة العربية

وبرز برنارد ليفي كأحد المؤيدين لتدمير أفغانستان واحتلال العراق على يد جورج بوش، ولعب دورًا كبيرًا في النزاع الجورجي الروسي 2008؛ حيث كان من مؤيدي الرئيس ميخائيل ساكاسفيلي.

وكان من أبرز المطالبين بالتدخل الدولي في دارفور شمال السودان، وأيضًا مدن الشرق الليبي؛ حيث أنزل العلم الأخضر الذي اعتمدته ليبيا ردًا على اتفاقية «كامب ديفيد» 1977 ورفع العلم الملكي، ووضع خريطة التقسيم الجاهزة المعالم لليبيا.

ولم يدع ليفي فرصة التحرك لتنفيذ مخططاته مع بدء ظهور ما سُمي بـ«الربيع العربي» في أواخر عام 2010؛ حيث شارك بشكل علني في التظاهرات التي اجتاحت شوارع تونس قبل سقوط زين العابدين بن علي، وبعد ذلك ظهوره بميدان التحرير في وسط العاصمة المصرية القاهرة.

كاره لكل ماهو عربي

يُعد برنارد ليفي أحد أبرز المدافعين عن إسرائيل، ومعروف عنه العداء الشديد لكل ماهو عربي، فهو من أوائل من دخلوا جنين بالضفة الغربية على ظهر دبابة صهيونية ليبدي إعجابه بتفوق الجيش الإسرائيلي في التطهير العرقي والإبادة الجماعية، وهو أحد أعمدة حملات تبييض وجه إسرائيل عالميًا،وهناك ادعاءات بأنه يؤدي دورًا مهمًا في التواصل بين سياسيين ومثقفين وأثرياء فرنسيين مع الموساد الإسرائيلي.

الوفاق تفشل في التنصل من زيارة ليفي

وبالعودة لزيارة ليفي إلى ليبيا، وظهوره المفاجئ بترهونة، حاولت حكومة الوفاق في البداية التنصل من هذا الأمر؛ لكن نشر برنارد ليفي صورته في  ترهونة وبصحبته حراسة خاصة تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق وميليشياتها.

كما خرجت تأكيدات رسمية بأن وصول ليفي للأراضي الليبية جاء بعد حصوله على تأشيرة من وزارة الخارجية التابعة لحكومة الوفاق، بل إن الطائرة التي أقلته من مالطا إلى مصراتة تابعة لوزير داخلية الوفاق فتحي باش أغا.

وفي محاولة لتجميل شكل حكومة الوفاق، أعلن وزير الداخلية فتحي باش أغا أن زيارة ليفي لليبيا فردية وليست لها أبعاد سياسية.

إزالة الستار عن الخلافات داخل حكومة الوفاق

وكشفت زيارة برنارد ليفي وجود خلافات وانشقاقات داخل معسكر حكومة الوفاق، بين السراج ووزير داخليته.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي داخل ليبيا حالة سخط وغضب عارمة تجاه زيارة ليفي؛ حيث أجمع النشطاء على تخوفهم من وجود المفكر الصهيوني داخل الأراضي الليبية في هذا التوقيت، مُسترجعين ما تركه في أذهان الليبيين من ذكرى سيئة؛ حيث مازال الشعب الليبي يدفع ثمن المخططات السابقة التي شارك فيها ودفعت بليبيا إلى الوضع الانقسامي الحالي.

ذراع أردوغان لاستكمال مخطط تدمير ليبيا          

وأبدى النشطاء الليبيون تخوفهم من أن يكون وجود برنارد ليفي هدفه المشاركة في رسم مستقبل المرحلة الليبية المقبلة، مُتهمين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وحليفه فائز السراج بالاستعانة ببرنارد ليفي من أجل استكمال مخطط تدمير ليبيا ونهب ثرواتها الذي بدأه عام 2011.

دعا للتدخل الدولي في ليبيا 2011

ويرتبط وجود برنارد ليفي في ليبيا بذكرى سيئة لدى الشعب الليبي؛ حيث ظهر من قبل عام 2011 وأشارت تقارير إلى أنه لعب دورًا كبيرًا من وراء الستار في ذلك الوقت، في إقناع فرنسا بالتدخل العسكري في ليبيا والترتيب لمرحلة ما بعد القذافي.

وبعد دعمه للمعارضة في عام 2011، تحول ليفي إلى شخصية غير مرغوب فيها لكثير من الليبيين، لا سيما بسبب دعوته إلى تدخل دولي في 2011، بقيادة فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة.

مرر للأسفل للمزيد