أعلن البيت الأبيض، اليوم الجمعة، تعليق دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى واشنطن على نتائج محادثات أنقرة.
وحذَّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في وقت سابق اليوم، أردوغان من «التوغُّل في شمال سوريا»، وكشف مضمون رسالة خاصة، أوردت وكالة «رويترز»، مقتطفات منها، أنَّ الرئيس الأمريكي قال لأردوغان: «لا تكن أحمق...».
ونشر البيت الأبيض مضمون الرسالة التي بعث بها ترامب إلى أردوغان في التاسع من أكتوبر الجاري، وسط محاولات من واشنطن لاحتواء الخسائر السياسية التي أعقبت قرار ترامب بسحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وتمهيد الطريق أمام الغزو التركي.
وقال ترامب في رسالته لأردوغان: «لا يجب أن تكون مسؤولًا عن ذبح آلاف الأشخاص.. وأنا لا أريد أن أكون مسؤولًا عن تدمير الاقتصاد التركي.. سأفعل ذلك»، وهي الرسالة التي نشرها ترامب لدعم موقفه، وتأكيد أنّه لم يمنح تركيا الضوء الأخضر لغزو سوريا.
وعاير ترامب أردوغان خلال الرسالة بقولة: «عملت جاهدًا على حل بعض مشكلاتك.. سينظر إليك إلى الأبد على أنك شيطان.. لا تكن أحمق».
وبدوره، قال الرئيس الأمريكي: إنه لم يعطِ الضوء الأخضر لرجب أردوغان للتوغل في شمال شرق سوريا، وإنّ «أردوغان كان يخطط بالفعل لهذا التحرك منذ فترة طويلة، وإنه لم يرد تعريض القوات الأمريكية للخطر».
وقال ترامب: «الولايات المتحدة ستحاول تسوية الأمر مع تركيا فيما يخص الهجوم، لكن العقوبات ستكون مدمرة إذا لم تمض المباحثات مع أنقرة بشكل جيد»؛ حيث يصل نائب الرئيس مايك بنس، ووزير الخارجية مايك بومبيو إلى أنقرة، اليوم، لإجراء محادثات بشأن الوضع في سوريا.
وشدد ترامب على أنه «إذا لم يحدث ذلك فإن العقوبات والرسوم والأمور الأخرى التي نفرضها وسنفرضها على تركيا، ستكون مدمرة للاقتصاد التركي»، بالتزامن مع تعبير مجلس الأمن الدولي عن قلقه من مخاطر تدهور الوضع الإنساني في شمال شرق سوريا وهروب مقاتلي تنظيم «داعش».
إلى ذلك، أيد مجلس النواب الأمريكي بأغلبية ساحقة، أمس الأربعاء، مشروع قرار يندد بقرار الرئيس دونالد ترامب سحب القوات الأمريكية من شمال شرق سوريا؛ ما مهد الطريق أمام الهجوم التركي على الأكراد؛ حيث صوت 354 نائبًا لصالح مشروع القرار وعارضه 60.
وانضم العشرات من رفاق ترامب الجمهوريين إلى الأغلبية الديمقراطية المؤيدة للمشروع. ويسلط التصويت الضوء على الاستياء الشديد في الكونجرس من تخلي الإدارة الأمريكية عن الأكراد الذين كانوا يقاتلون بجانب الأمريكيين لهزيمة مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.
وقال الرئيس الديمقراطي للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب إليوت إنجيل، الذي رعى مشروع القرار: «كان قرار الانسحاب خيانة لشركائنا.. كان هدية لروسيا وإيران ولتنظيم داعش الإرهابي»، فيما قالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، إن «ترامب انفجر غضبًا».