مدارات عالمية

لغز إسبانيا.. الدولة الأكثر قيودًا في أوروبا والأكبر تضررًا من كورونا

أعلنت حالة الإنذار لمدة 15 يومًا

فريق التحرير

تتزايد إصابات فيروس كورونا في أوروبا خلال الأسبوع الماضي، وتعد إسبانيا أكثر البلدان تضررًا من الموجة الثانية للوباء؛ حيث أعلنت الحكومة، أمس الجمعة، حالة الإنذار لمدة 15 يومًا في مدريد وعدد من الأقاليم المجاورة.

وقال موقع «إنفوبي» الإسباني، إنه مع وجود 88.381 حالة إصابة بفيروس كورونا و32688 حالة وفاة، تعد إسبانيا الدولة الأوروبية الأكثر تعقيدًا في مواجهة الموجة الثانية من الفيروس، ولم تتجاوزها سوى إيطاليا في عدد الوفيات بـ 36111 حالة.

واعترفت منظمة الصحة العالمية، بأنها لا تعرف السبب في جعل إسبانيا الدولة التي توجد بها أعلى نسب إصابات بفيروس كورونا في القارة العجوز.

وأقرَّت مديرة إدارة الصحة العامة والبيئة ماريا نيرا، بأنه رغم قضاء أسابيع في تحليل الوضع في إسبانيا والأسباب التي تجعلها الدولة الأوروبية التي بها أعلى معدل إصابة بكوفيد 19، فإنهم لا يزالون يجهلون مكمن الفشل.

كما أوضحت المسؤولة أن إسبانيا حاليًّا هي الدولة التي تطبق «أكثر الإجراءات تقييدًا» على استخدام الأقنعة، مقارنةً بالدول الأخرى التي كانت القواعد فيها «أكثر مرونةً» وكان وضعها أفضل بالنسبة إلى الإصابات.

في الوقت نفسه، حللت نيرا سلوك المجتمع الإسباني أثناء الوباء، مؤكدةً أن لا انتقال الفيروس داخل الأسرة ولا سلوك الشباب يبرر ارتفاع معدل الإصابة بفيروس كورونا في ذلك البلد.

وأضافت نيرا: «صحيح أنه كان هناك عدم تقيد بين الشباب في الحفلات، لكن هذا لا يبرر الوضع برمته الذي تعيشه البلاد حاليًّا؛ حيث أقام الشباب في إيطاليا أيضًا حفلات، وفي فرنسا أو حتى في سويسرا».

بالنسبة إلى المختص بالطب الوقائي والصحة العامة خوان كارلس مارش، فإن هناك أسبابًا تبرر ارتفاع عدد الإصابات في البلاد، بعد إغلاق صارم كان له نتائج جيدة للغاية، أهمها رغبة حكومات الأقاليم المستقلة في الحصول على كامل السلطة في أقاليمها، وتوقف الحكومة المركزية عن ممارسة القيادة المنفردة؛ ما زاد عدم التنسيق، يُضاف إلى ذلك أنه عندما تم تمرير عملية «الوضع الجديد»، لم يتم العمل على جوانب مثل تتبع معايير التدابير المتخذة، ولم يضعوا على الطاولة بروتوكولًا لاجتماعات الأسرة أو الأصدقاء.. لم يتم العمل على مسألة المساحات المغلقة بطريقة صحيحة؛ ما ساعد على زيادة عدد الحالات.

بدورها، سلَّطت الطبيبة وعضو منظمة أطباء من أجل الحقيقة الإسبانية ناتاليا بريجو كانسيلو، الضوء في حوار مع موقع إنفوبي، على أن «ذروة الوفيات استمرت 9 أسابيع، من 9 مارس إلى 10 مايو».

وأشارت إلى أنه «حتى 10 مايو كانت معدلات الوفيات تقريبًا كما في عام 2019. وحتى 13 سبتمبر، كان هناك معدل وفيات زائد بـ8697 شخصًا، وهو ما يمثل 0.018% من السكان الإسبان».

ويمكن تبرير الأسباب على المستوى الطبي من خلال الاستخدام المستمر للأقنعة، حتى مع درجات الحرارة المحيطة المرتفعة جدًّا في جنوب إسبانيا؛ حيث سجَّلت 40 درجة مئوية، تم استخدام الأقنعة من قبل الأطفال والشباب والكبار في العمل.

وتكمن المشكلة في أن هذه الوفيات المرتفعة لم تتم دراستها؛ لأنه لا يوجد تشريح للجثث في إسبانيا. ومن ثم فإن السجلات الطبية لا تشخص الكمامة على أنها أحد المسببات أو من من أسباب الوفاة غير معروفة.

وبحسب تحليل ناتاليا فإن هناك «حالات انتحار، وحالات أمراض مزمنة أدت إلى الوفاة بسبب إهمال المراكز الصحية المغلقة عمليًّا»، كما لم تستبعد الطبيبة «الذعر والخوف المعمم بين السكان، الذي يدمر جهاز المناعة في البلاد بأكملها».

بشكل غير مباشر، يتسبب كوفيد 19 في ارتفاع حالات الوفيات، بسبب الحمل الزائد الذي ينتجه على المنظومة الصحية.

هناك الكثير من الذين يموتون دون أن يتم إجراء فحص لهم؛ لعدم توافر إمكانية العلاج في المستشفى، بالإضافة إلى الكشف عن الأورام في مراحل متقدمة أو النوبات القلبية.

مرر للأسفل للمزيد