تواجه الدول الفقيرة أزمة كبيرة جراء التغير المناخي وتبعاته التي تزيد من معاناة شعوب تلك الدول، بجانب الفقر المدقع سوف يجدون أنفسهم في مواجهة واحدة من أكثر القضايا إلحاحا خلال الفترة الحالية والمقبلة، وتبعاتها الجسيمة.
وأجرى فريق من الباحثين الدوليين في جامعات "إكستير" البريطانية و"فاجينينجين" الهولندية و"مونبلييه" الفرنسية، دراسة عن التبعات التي ستتكبدها الدول الفقيرة جراء الاستخفاف بقضية التغير المناخي، حيث ستعاني من تقلبات كبيرة في درجات الحرارة.
وبحسب الدراسة، التي نشرت في دورية "ساينس أدفانسيز"، فإن تقلبات درجة الحرارة في المناطق الاستوائية تؤثر على الأنظمة البيولوجية، ومن شأنها أن تهدد الأمن الغذائي، وكذلك تمثل خطورةً على كلٍّ من الزراعة والبشر والاقتصاد.
كما أشارت الدراسة إلى أن التغير المناخي من شأنه أن يهدد العديد من الأنواع الحيوانية والنباتية في جميع أنحاء العالم بالانقراض.
بالطبع تقلُّبات درجة الحرارة القصوى المتوقعة تشمل تجفيف التربة الاستوائية بسبب زيادة التبخر مع ارتفاع درجات الحرارة، ولا يمكن بأي حال من الأحوال فصل ما تجنيه تلك التقلبات وتوابعها الاقتصادية والبيئية عن وقوع حالة من عدم الاستقرار السياسي.
مناطق ساخنة
وبحسب الدراسة، يتوقع الباحثون أن تشهد مناطق بعينها تحولا كبيرا في درجات الحرارة وتتحول إلى نقاط ساخنة على وجه الكرة الأرضية وتضم تلك النقاط كلا من: (منطقة غابات الأمازون المطيرة والهند وجنوب شرق آسيا وأستراليا).
وسوف تشهد تلك المناطق ارتفاعا متباينا في درجات الحرارة بنسبة تتراوح ما بين 10% - 15%، وهو ما يحولها إلى مناطق ساخنة تهدد حياة البشر والحيوانات والتربة الزراعية وما يترتب عليه من مضاعفات.
وخلصت الدراسة إلى أن التنبؤ بتغيرات مفرطة في المناخ مثل الموجات الحرارية ونزعات البرودة، والتي من المحتمل أن تتغير في مناخ كوكب الأرض في المستقبل، وهو ما يعني إن البلدان الإفريقية، على وجه الخصوص، ستواجه تحدي الاختلافات الكبيرة في درجات الحرارة، خاصة في جنوب إفريقيا خلال موسم الصيف.
كما أن معظم التقلبات المتزايدة في درجات الحرارة في المناطق الاستوائية ترتبط بموجات الجفاف، وهو تهديد إضافي لإمدادات الغذاء والمياه".
وتمثل التأثيرات المحتملة لتغيُّر المناخ تهديدًا للإنتاجية الزراعية، والتي تمثل الزراعة فيها الجانب الأكبر من اقتصاداتها.
عواقب جسيمة
كما حذر تقرير أعده البنك الدولي، من تبعات التغيرات المناخية والتي تصل إلى غرق نحو 100 مليون شخص في براثن الفقر بحلول عام 2030، وهو ما دفع البنك الدولي على التشديد على ضرورة اتباع سياسات صارمة لحماية أشد الفئات ضعفًا في العالم من فشل المحاصيل والكوارث الطبيعية والأمراض التي تنقلها المياه والآثار الأخرى المترتبة على تغيُّر المناخ.
ووفقا لتقرير البنك الدولي، فإن ارتفاع درجات الحرارة يمكن أن يؤدي إلى فشل 5٪ من إنتاجية المحاصيل بحلول عام 2030، وفي إفريقيا قد يصل هذا المستوى إلى 12%.
وبحسب التقرير، فإن ارتفاع درجات الحرارة الناتجة عن التغير المناخي، من شأنه أن يهدد 150 مليون شخص ويضعهم في دائرة الإصابة بالملاريا، ودخول 45 مليون شخص إلى دائرة الفقر بحلول عام 2030.
كما ستشهد بعض البلدان الإفريقية نوبات جفاف وحر شديد بحلول 2030 وهو ما سيؤدي بالتبعية إلى عدم صلاحية 40% من الأراضي المُستخدمة الآن في زراعة الذرة، وبحلول 2050 من المتوقع أن تزيد نسبة السكان الذين يعانون نقص التغذية بنسب تتراوح بين 25 و90%.