قال تقرير أمريكي إن الأقلية الأيزيدية في العراق وسوريا تواجه اضطهادا ملحوظا على أيدي ميليشيات مدعومة من تركيا ضمن جهود أنقرة المناهضة للأكراد، وأوضح التقرير (نشرته مجلة ناشيونال إنتريست الأمريكية)، إنه تمت إعادة رفات 104 أيزيديين قُتلوا في شمالي العراق على يد تنظيم داعش في عام 2014 إلى ديارهم ودفنت الرفات في قرية كوجو بمنطقة سنجار في محافظة نينوى العراقية.
وقُتل هؤلاء الأيزيديون، حسب التقرير، قبل ست سنوات عندما هاجمت قوات داعش بشراسة سنجار شمالي البلاد، وحاصر مسلحو داعش الأيزيديين الذين حاولوا الفرار إلى سلسلة جبال قريبة وتعرضوا للتعذيب أو القتل.
ويوضح التقرير (أعدته مايا كارلين، المحللة بمركز السياسة الأمنية في واشنطن العاصمة)، أن ثمة تقديرات تفيد بأنه من بين 550 ألف أيزيدي كانوا يعيشون في العراق قبل حملة التطهير العرقي عام 2014، قتلت قوات داعش أكثر من ثلاثة آلاف رجل، واستعبدت أكثر من سبعة آلاف امرأة وطفل، وشردت أولئك الذين تمكنوا من الفرار أو طلب اللجوء.
ولا يزال حجم هذه الإبادة الجماعية التي تعترف بها الأمم المتحدة قيد الاكتشاف حتى اليوم، حيث تم العثور على أكثر من ثمانين مقبرة جماعية في سنجار وما زالت آلاف النساء والفتيات الأيزيديات في عداد المفقودات، ويمارس الأيزيديون الناطقون باللغة الكردية طقوسا دينية فريدة ترجع جذورها إلى الزرادشتية التي تضم بعضا من الطقوس اليهودية والمسيحية والإسلامية.
وعانى المجتمع الأيزيدي، من بين الجماعات العرقية والدينية الأخرى في العراق، من الاضطهاد طيلة تاريخه، ويُقدر أن الأيزيديين نجوا من أكثر من سبعين إبادة جماعية لأنهم رفضوا التخلي عن دينهم في مواجهة الاضطهاد في ظل الإمبراطورية العثمانية وفي العراق خلال القرن العشرين.
كما عانى الأيزيديون في سوريا، من بين الأقليات الأخرى، من مصير مماثل على أيدي الجماعات المتطرفة في المنطقة، بما في ذلك الميليشيات المدعومة من تركيا.. وفي وقت سابق شن الجيش السوري الحر (المدعوم من تركيا)، عملية عسكرية أطلق عليها اسم «عملية غصن الزيتون» في محافظة عفرين شمال غربي سورية. وتخضع هذه المنطقة لسيطرة جماعة سورية كردية متمردة مدعومة من الولايات المتحدة، وهي وحدات حماية الشعب.
قتل مئات المدنيين خلال عملية غصن الزيتون عام 2018، جراء قيام الميليشيات التركية بإلقاء القنابل وقصف قرى بأكملها بشكل عشوائي، خلال القصف حيث كان بعضهم من الأيزيديين والمسيحيين الذين نزحوا بسبب حملات داعش السابقة في العراق والذين فروا إلى عفرين بحثًا عن ملجأ.
وفي أعقاب هذه الحملة الوحشية، تم إجبار ما يقدر بنحو 100 ألف من بينهم ستة آلاف من الأيزيديين، على الفرار من عفرين إلى مخيمات اللاجئين في المدن المجاورة. وبررت أنقرة شن هذه العملية من منطلق أنها انتقام لـ700 هجوم تم شنها تحت قيادة «وحدات حماية الشعب الكردي»، وفقا لمتحدث باسم الرئاسة التركية، وكان هناك 15 هجوما في عفرين في العام السابق لعملية «غصن الزيتون»، حسب التقرير.