قال ثلاثة مسؤولين أمريكيين إن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل إمدادات الدم إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين، مما يدعم تعليقات أمريكية بأن روسيا أصبح لها الآن "بوضوح" القدرات اللازمة للتحرك ضد جارتها.
وبحسب "سكاي نيوز"، يضيف الكشف عن إمدادات الدم من جانب هؤلاء المسؤولين، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، بعدا إلى المخاوف الأمريكية المتنامية من أن روسيا يمكن أن تكون تستعد لغزو جديد لأوكرانيا في الوقت الذي تحشد فيه أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدودها.
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن للصحفيين إن بوتين أصبح يملك القدرة العسكرية على التحرك ضد أوكرانيا، في الوقت، الذي تعزز فيه موسكو قواتها قرب الحدود بين البلدين.
وأضاف: "في حين أننا لا نعتقد أن الرئيس بوتين اتخذ قرارًا نهائيًا باستخدام هذه القوات ضد أوكرانيا، فقد بات من الواضح أنه يتمتع بهذه القدرة الآن".
وأوضح أوستن للصحفيين أن الولايات المتحدة ما زالت تركز على مواجهة التضليل الروسي، بما في ذلك أي شيء يمكن استخدامه ذريعة لشن هجمات على أوكرانيا.
ومضى قائلًا: إن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بأسلحة إضافية مضادة للدروع.
بدوره، قال الجنرال مارك ميلي، رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، إن هذا الانتشار الروسي هو الأكبر من حيث الحجم والنطاق منذ حقبة الحرب الباردة.
وفي وقت سابق أمس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لم يتجاوبا مع المطالب الأمنية الرئيسية لروسيا في المواجهة حول أوكرانيا، لكنه أبدى الاستعداد لمواصلة الحوار.
وبعد أسابيع من الصمت، جاء أول رد فعل من بوتن في مكالمة هاتفية مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في أعقاب استلام روسيا ردود الولايات المتحدة وحلف الأطلسي على مطالبها الأمنية.
ونقل الكرملين عن بوتين قوله لماكرون إنه سيدرس الردود المكتوبة، التي قدمتها واشنطن وحلف الأطلسي هذا الأسبوع قبل اتخاذ قرار بشأن الخطوات القادمة.
ويقول مسؤولون أميركيون حاليون وسابقون، إن مؤشرات مهمة، مثل إمدادات الدم، أساسية في تحديد ما إذا كانت موسكو مستعدة لتنفيذ غزو إذا قرر بوتن ذلك.
وقال مسؤول بالرئاسة الفرنسية إن بوتين أكد عدم رغبته في التصعيد مستخدما نفس اللهجة التصالحية، التي تحدث بها وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عندما قال إن موسكو لا تريد الحرب.
وقال الكرملين: "ينصب التركيز على الحقيقة الظاهرة في ردود الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بأنهما لم يأخذا مخاوف روسيا الرئيسية في الاعتبار".
وأشار الكرملين إلى بواعث القلق الروسي التي تبني عليها موسكو مطالبها المتمثلة في عدم توسع حلف الأطلسي، والامتناع عن نشر أسلحة هجومية قرب الحدود الروسية وإعادة "القدرات العسكرية والبنية التحتية" لحلف الأطلسي إلى ما كانت عليه قبل انضمام دول حلف وارسو السابقة في شرق أوروبا.
وقال: "تم تجاهل القضية الرئيسية. لا ينبغي لأحد أن يعزز أمنه على حساب أمن دولة أخرى".
وقالت الولايات المتحدة وحلف الأطلسي إن بعض مطالب روسيا غير منطقية تماما، لكنهما تركا الباب مفتوحا أيضا للحوار.