دور سعودي راسخ وضع على عاتقه حماية مصالح الأشقاء العرب، وتقديم الدعم والمساندة السياسية بشأن مختلف القضايا، وتعزيز العمل الجماعي وحماية المصالح المشتركة.
ومن منطلق هذا الدور، جاءت القمة العربية بمشاركة المملكة ومصر والعراق والأردن امتدادًا لتلك الشراكة التاريخية وتعميق التعاون المشترك في مختلف المجالات: السياسية والاقتصادية والثقافية والإعلامية.
ويقوم الدور السعودي بشأن القضايا العربية وتعزيز العلاقات مع الأشقاء على إدراك سياسي مستنير لدى الرياض لمعطيات الأحداث التي تطرحها العلاقات الدولية الحالية التي باتت تقوم على سياسة الأحلاف المشتركة والتكتلات الاقتصادية الفاعلة.
وتدعم معادلة الاستقرار التي تؤمن بها المملكة قيام شراكات مع الأشقاء من خلال بناء العديد من المشروعات المشتركة التي تثمر تنمية مستدامة لشعوب المنطقة بما يدعم المزيد من الاستقرار وفق مفهوم عملي للأمن الاجتماعي بين شعوب دول المنطقة بتوفير فرص العمل ورفع مستوى جودة الحياة.
كما تهيئ المملكة إجراءات المواجهة الجماعية لمختلف التحديات البيئية، وخصوصًا تلك التي تتعلق بقضايا التغير المناخي، وقد سبق للرياض أن طرحت مبادرتي السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر حيث أعلنهما سمو ولي العهد في إطار الجهود المتواصلة لتطوير مصادر متجددة للطاقة، والإشادة باتفاقيات الربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون والعراق.
وتقوم منهجية دور المملكة اتساقًا مع التحديات المفروضة على الأشقاء على تهيئة المزيد من الحلول العملية القابلة للتنفيذ وفق التجارب السعودية الفاعلة في التصدي لمختلف الأزمات، خصوصًا وقد قدمت المملكة داخليًّا على المستوى الاقتصادي تجربة فريدة في تنويع مصادر الاقتصاد والدخل، ونجحت في تهيئة سوق العمل لتوطين الوظائف وتوفير المزيد من فرص العمل.
وثقافيًّا، لا زال للمملكة المكانة الأسمى لدى أشقائها العرب؛ ما يجعل تدخلها في حل الأزمات القائمة موافقًا لرصيد تاريخي وافر من حسن النوايا والحرص على تقدم الدول العربية كافة؛ وذلك بموجب معطيات الأمن القومي العربي الذي تعي الرياض ركائزه جيدًا بعد أن بات ما يمكن تسميته «المد التنموي السعودي» منهجًا قابلًا للانتشار في جميع التجارب التنموية الناجحة.