المحليات

منتدى القيم الدينية بالرياض يدعو لمواجهة خطاب الكراهية ونبذ العنف والعنصرية

مشاركة 500 من القادة الدينيين يمثلون 45 دولة

فريق التحرير

انطلق أمس بالرياض منتدى القيم الدينية السابع الذي ينظمه مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتحالف الشركاء الدوليين الذي يتشكل من: (منتدى الأمم المتحدة لتحالف الحضارات وجمعية منتدى القيم الدينية، بالإضافة إلى اللجنة الوطنية لمتابعة مبادرة خادم الحرمين الشريفين للحوار بين أتباع الأديان والثقافات)، وذلك بمشاركة 500 من القادة الدينيين وصناع السياسات من 45 دولة.

ورحب الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، في بداية انطلاقة أعمال منتدى القيم الدينية السابع لقمة مجموعة العشرين بجميع المشاركين والمشاركات في هذا المنتدى العالمي.

وفي بداية الجلسة الافتتاحية للمنتدى شارك مجموعة من المتحدثين يشكلون عدة اتجاهات للرؤى الدينية والسياسية والعلمية في عالم اليوم، وضمت قائمة المتحدثين كلًّا من: وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، والأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين فيصل بن عبدالرحمن بن معمر، وميغيل أنجيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات، ورئيس جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين الدكتور كول درهام، والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، ورئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة الشيخ عبدالله بن بيه، ورئيس أساقفة القسطنطينية البطريرك المسكوني برثولوميوس الأول، والبطريرك المسكوني، وسيادة الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو، رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان، عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، وكبير الحاخامات بينخاس غولدشميت، رئيس مجلس الحاخامات الأوروبي، والموقرة كوشو نيوانو، مديرة مشاركة وعضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة الأديان من أجل السلام، عضو مجلس إدارة عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد، والدكتورة كيزيفينو آرام، مديرة شانتي أشرام، عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد، والدكتور يوسف بن أحمد العثيمين، الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، والدكتورة أمينة محمد، نائب الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، والدكتور أنثوني أبوت، رئيس وزراء أستراليا الأسبق والراعي لمؤسسة هاند.

ورفع الأستاذ فيصل بن عبدالرحمن بن معمر في بداية كلمته في المنتدى، خالص الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله على إتاحة الفرصة للمركز وشركائه لتنظيم هذا المنتدى العالمي للقيم الدينية، مشيرًا إلى أنه كانَ منْ المُخَطَّطِ عقده فِعليًا بمشاركةٍ رفيعةِ المستوى، ومتنوعةٍ مِنْ أتباعِ الأديانِ والثقافاتِ العالميةِ وصانعي السياساتِ منْ المؤسساتِ الدوليةِ، ولَكنْ شاءَ القَدرُ أنْ يُواجِهَ العَالمُ مِحْنةَ (كوفيد-19)، التي حَوَّلتْ مَسَارَهُ؛ ليعقدَ افتراضيًا.

وأعرب عن امتنان مركز الحوارِ العَالميِ لشركائهِ: تحالفُ الأممِ المتحدةِ للحضاراتِ وجمعيةِ القيمِ الدينيةِ لمجموعةِ العشرينَ واللجنةُ الوطنيةِ للحوارِ بينَ أتباعِ الأديانِ والثقافاتِ في المملكةِ لتنظيمِ هذا المنتدى، على مَا قَدَّمُوهُ منْ تَجَاربٍ وخبراتٍ والتزاماتٍ ودعمٍ متواصلٍ طوالَ فترةِ المشاوراتِ وإنجاحِ فعالياتِ هذا الحدثِ.

وتقدم ابن معمّر بالشكر والتقدير لكل الذين لبُّوا الدعوة للمشاركة في هذا المنتدى الدولي من قيادات ومنظمات دينية ومن مؤسسات عالمية ومن صانعي سياسات، الذين بلغ عددهم (800) مدعو ومدعوة من جميع أنحاء العالم، يشارك منهم (130) متحدثًا ومتحدثة؛ في جلسات المنتدى على مدار (5) أيام تتويجًا لـجهود انطلقت منذ شهر يوليو الماضي، حيث عقد مركز الحوار العالمي وتحالف الشركاء المنظم مسيرة:(الطريق إلى قمة الرياض)، التي تخللتها (6) لقاءات تشاورية وتحضيرية لهذا المنتدى في مختلف قارات العالم عبر مسارات (آسيا وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية وأوروبا والعالم العربي) بمشاركة(500) مشارك ومشاركة من المشتغلين بقضايا القيم الدينية والخبراء وصانعي السياسات من أتباع (10) ديانات وثقافات متنوعة ينتمون إلى (70) دولةً، موضحًا أن اللقاءات شهدت مشاورات غير مسبوقة بشأن التحديات الأشد إلحاحًا في مجال التنمية البشرية، وتكللت اللقاءات التحضيرية بالنجاح بالرغم من الكوارث والتحديات التي سبَّبها تفشي جائحة (كوفيد-19)، التي شكّلت تحديًا خطيرًا للمجتمعات والأنظمة الصحية والاقتصادية، وبرزت تداعياتها بقوة في المناقشات والمشاورات مع المشاركين والمشاركات كافَّة، وتُعَدُّ قضاياها المؤرقة، جزءًا رئيسًا من جدول أعمال هذا المنتدى العالمي.

وتحدث معاليه عن تميز مركزِ الحوارِ العالميِ (كايسيد)؛ كمنظمة حكومية دولية، يديرها مجلسُ إدارةِ متعددٍ الأديانِ ومنتدى استشاريٍ، بالإضافةِ إلى برامج وشراكات تجوبُ العالمَ بأسرهِ، مشيرًا إلى أن المركز تربطَه علاقة وطيدة ومثمرة مَعَ المملكةِ العربيةِ السعودية، صاحبة المبادرة العالمية للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وإحدَى دولِ مجلسِ الأطرافِ بجانبِ جمهوريةِ النمسا ومملكةِ إسبانيا والفاتيكان بصفتهِ عضوًا مؤسِّسًا مُراقبًا.

وختم ابن معمر كلمته بأن اللقاءات التشاورية لمنتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين التشاوريةُ، ستركز وما يليها خلال الأيامِ المقبلةِ، على المدخلاتِ التي ينبغي إدراجها في منتدياتِ صُنْعِ السِّيَاساتِ العَالميةِ، مثلٍ: قمةُ مجموعةِ العشرينَ المرتقبةِ. ولهذا السببِ؛ متطلعًا إلى أنْ يصبحَ منتدىَ القيمِ الدينيةِ لمجموعةِ العشرينَ، مجموعة تواصل رسمية ضِمنَ مجموعة العشرينَ ذاتها.

من جهته، عبر الممثل السامي لتحالف الأمم المتحدة للحضارات (UNOAC) ميغيل أنجيل موراتينوس، في جلسة افتتاح منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين، عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وللمملكة العربية السعودية رئيسة قمة مجموعة العشرين لعام 2020م لاستضافة هذا المنتدى الذي كان مقررًا عقده فعليًّا في الرياض لولا تحديات هذه الجائحة، مؤكداً أنهم يدينون بالفضل للتقنية الحديثة التي سهلت عقد هذا المنتدى العالمي افتراضيًّا.

وتحدث موراتينوس عن (وثيقة الأخوة الإنسانية)، التي وقعها العام الماضي في الإمارات العربية المتحدة، الإمام الأكبر شيخ الأزهر والبابا فرنسيس، وقال: "لقد ألهمتني هذه الوثيقة التي تعظم الإخاء والتفاهم المتبادل كجسر إنساني للتغلب على جميع خلافات الماضي "، مشيراً إلى الوثيقة التاريخية التي تم تطويرها من قبل الأمين العام للأمم المتحدة.. خطة العمل العالمية لحماية دُوْر العبادة، ومنح تفويضها إلى منتدى تحالف الحضارات.

من جانبه، تحدث البروفسور كول درهام، رئيس جمعية منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في كلمته عن بعض التحديات التي نعيشها، ويمكن لنا أن نحول التحديات إلى فرص للشراكة والحوار، مشيرًا إلى ان دول العالم تتجه لرياض التي تستضيف مجموعة قمة العشرين، ليعودا للبناء والعمل والتغلب على اثار جائحة كورونا "كوفيد – 19 ".

وأضاف درهام: "إن أهداف التنمية المستدامة موضوعة بلغة معولمة، وجمعية القيم الدينية يمكن أن توفر الصوت الديني لهذه التحديات، نحن نصبو لأن نكون الشريك الديني لهذه التوصيات مثلما أعطانا الأمين العام لكايسيد ".

فيما قالت مديرة مشاركة وعضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة الأديان من أجل السلام، عضو مجلس إدارة عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) كوشو نيوانو: "أرى أن الحاجة ماسة لعقد مثل هذه المنتديات لننسق مع أصحاب القرار لنقدم عالمًا مستقرًّا وآمنًا، وقد أثرت كورونا على كل المجالات، فالمطلوب منا أن نتواصل مع هؤلاء الذين لم يتعصبوا، إن العالم ما يزال يعاني من الأزمات مثل العنف والفقر والجوع وعلينا ألا نسمح بمثل هذه الفاشيات ونقلها للآخرين، إن كورونا تؤثر على العالم بما يثبت أن جميع المخلوقات مرتبطة ببعضها البعض".

ونوه الدكتور عبدالله بن بيه: بدور مركز كايسيد لتعزيز التسامح والتعارف في العالم، وقيم التعايش بدلًا من التنابذ والتهاوش.

وقال: "إن الدين يعطي طاقة هائلة وجسر بين الناس، وأحب أن أرى القيادات الدينية في العالم فدورهم يتمثل في سؤال: كيف نطفئ الحريق؟.. إن القيادات الدينية وما تتمتع به من مسؤولية يمكن أن تكون ملهمة ومساعدة للقيادات السياسية لتجاوز الأزمات الكبرى، خاصة هذه الأزمة التي تمر بالعالم اليوم"؟. مضيفًا: "بالإيمان والثقة بالله يمكن بث الأمل والعمل لصناعة المستقبل لبناء عالم جديد".

وقال رئيس المجلس البابوي للحوار بين أتباع الأديان، عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد) الكاردينال ميغيل أنخيل أيوسو: "إن الأسس التي نحتاجها في الحوار، هذه المنتديات التي تسمح لنا كمشاركين أن نتعرف على الآخر، ولا يمكننا أن نقبل أن يكون هناك رأي للأقوياء فقط بل يجب أن تكون هناك آراء دينية مختلفة تجمع الخبرة والحكمة".

فيما ثمَّن قداسة البطريرك المسكوني برثولوميوس الأول، رئيس أساقفة القسطنطينية، جهود السعودية لتوفيرها فضاءات واسعة ملحوظة ومرصودة لنشر ثقافة الحوار العالمي بين أتباع الأديان والثقافات، وعلى استضافة فعاليات منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين، الذي اعتبره فرصة استثنائية لصانعي السياسات للتباحث حول ما يؤرق العالم من تحديات كونية وبيئية واجتماعية، والاستفادة من مخرجاتها مشيدًا بالاهتمام الشديد الذي أولاه جدول أعمال المنتدى للبرامج البيئية خاصة في الجلسات العامة وحلقات النقاش المتزامنة.

وأوضح البطريرك المسكوني، رئيس أساقفة القسطنطينية إلى ضرورة الإعلاء من كرامة الإنسان والقيم الإنسانية، مشيرًا إلى أن الأديان في حقيقتها داعية إلى السلام والعدالة والتضامن وتحقيق التفاهم والتواصل المشترك.

وقال رئيس وزراء أستراليا الأسبق: "في أستراليا واليابان تجنبنا هذه الجائحة، لكن كان لدينا إصابات كثيرة هذه الجائحة لم نشهدها إلا في الخمسينيات والستينيات، لكنها أثرت على تصرفات الأشخاص بسبب الخوف من الأزمة، ونحن نواجه أكبر أزمة اقتصادية وصحية في العالم "، معرباً عن أمله بإيجاد لقاح لهذا الفيروس.

أما مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي إبراهيم علام فقال: "نشارك في هذا المنتدى الذي يرتكز على قضايا عالمية لها تأثيرها، في أرجاء المعمورة، هذا العالم بات قرية صغيرة فأي حادثة تؤثر في كل مكان ولعل جائحة كورونا دليل على ذلك. هذه الجائحة وغيرها من الأوبئة تمثل تحديات مشتركة تحتم علينا إجراء حوار فيما بيننا ولا ينقلب لحديث أحادي بل يبني جسورًا للتفاهم، لقد خلقنا الله شعوبًا وقبائل ليتعارف كل منا على الآخر، وإن ثبات القيم الأخلاقية كفيل بحفظ الأمن والأمان في مختلف المجتمعات ونحن في حاجة لتحقيق هذه القيم في مجتمعنا المعاصر".

وشدد مفتي الديار المصرية على مواجهة التطرف والإرهاب، قائلًا: "نحن أحوج لترسيخ القيم والأخلاق من خلال المؤسسات الدينية والتعليمية والأخلاقية لنحيي المحبة والسلام، وأن يتعاون إعلامنا على الحب والإخاء لا إذكاء الكراهية، في حاجة أن يكون دعاة حقوق الإنسان برعاية الإنسان، والنظر بعين الاعتبار بالنظر الإنساني للتعاون واحترام الآراء ونشر الحوار.

أمّا أمينة محمد، فأكدت أهمية التركيز على التلاحم الاجتماعي لمواجهة جائحة كرونا، حيث تعرض النسيج الاجتماعيّ لتحديات كبيرة، منها عدم المساواة وفقد الملايين، وهناك أزمات المناخ وحقوق الإنسان ومعادة السامية ومعادة الإسلام، إن جائحة كورونا تعني جميع المشاركين في هذا المنتدى العالمي، مؤكدة أن هذا الاجتماع جاء من أجل تشكيل أفكار جديدة تؤثر على الأذهان والقلوب لعالم أفضل نحتاج إليه.

مرر للأسفل للمزيد