قال الأخصائي الاجتماعي سعد العمري، أن تزايد أعداد المتقاعدين من موظفي التعليم، خلال العامين الماضيين؛ جاء نتيجة التخوف من صدور لائحة جديدة بشأن الوظائف التعليمية، منوهًا أن وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، تدارك الوضع من خلال المقترحات المقدمة بشأن العملية التعليمية، وهو ما لمسناه في اللائحة الجديدة، ولولا ذلك لازداد الموقف سوءًا، مشيرًا إلى أن أي عملية تطوير قد تواجهها مصاعب نتيجة الحاجز النفسي الذي يعترض أي تغيير.
وأضاف العمري، لـ«عاجل»، أن التقاعد من الوظائف التعليمية يرتبط لدى البعض بتحفظات بشأن طريقة تعامل الطالب مع المعلم، ومطالب بنشر ثقافة الاحترام بين الطلاب ومعلميهم، منوهًا بأن وزارة التعليم، سعت مؤخرًا لمحاولة وضع «حصانة للمعلم»، بينما تحدث وقائع اعتداء على المعلمين، بعد أن كان لهم هيبة كبيرة ومكانة اجتماعية كبيرة في الماضي.
وتابع، إن المعلمين يقومون بمهام خارج مهامهم التعليمية الأساسية أثناء العمل وأصبح شأنه شأن «الإداري والمدير والمشرف» تحت ضغوط يومية بمهام الإشراف والمتابعة، لافتًا إلى أن التعليم مهنة تحتاج لتوفير أجواء الإبداع والابتكار والاخلاص، واستبعاد عوامل الروتين والضغط، وتوفير مكانة اجتماعية تمنع شعور من يمارس رسالة التعليم بالإحباط، فضلًا عن أن المعلم ببداية تعيينه يواجه متاعب نتيجة التنقل لمناطق نائية، والحاجة للأمان الوظيفي.
وقال العمري، إن بيئة العمل بالمدرسة تحتاج توفير أجواء جاذبة بإنشاء المباني المؤهلة، دونًا عن المباني المستأجرة، وإعادة النظر في المميزات المستحقة للمعلمين عند تقاعدهم، وعند الترقيات التي تواجه بعض المعوقات فضلًا عن قلة الحوافز ووجود تامين صحي وأماكن رياضية في بيئة العمل، مجددًا التأكيد على أهمية المحفزات المادية لتقليل عزوف المعلمين الجدد عن العمل في مجالهم وتقليل لجوء المعلمين الحاليين للتقاعد المبكر.
يذكر أن معدلات تقاعد المعلمين، شهدت خلال العامين الماضيين، زيادة ملحوظة، لقلة الراغبين في العمل بمجال التعليم، وذلك بالتزامن مع إعلانات توظيف متكررة تنشرها المدارس الأهلية، فضلًا عن إحصائية سابقة للمؤسسة العامة للتقاعد، كشفت أن عدد المتقاعدين بالمملكة بلغ بنهاية عام 2018 نحو 876.7 ألف متقاعد، (مقارنة بـ 837.2 ألفًا بنهاية 2017)، بزيادة قدرها 39.5 ألف متقاعد، وتوقعت المؤسسة وصول عدد المتقاعدين إلى 1.8 مليون متقاعد بحلول عام 2027.
اقرأ أيضًا: