المحليات

كيان البحر الأحمر.. السعودية تُطيح بـ"حلم العنكبوت" والصدى يدوّي في طهران

ضربة قاضية لمخطط التغلغل الإيراني

تركي الفهيد

لم تمهل المملكة طهران طويلًا، فمع التراجع الجليِّ لحلفاء إيران في اليمن، الذين أرادت منهم أن ينقلبوا على الشرعية ويكونوا عامل زعزعة في المنطقة، ومدخلًا للنظام الإيراني جنوب المملكة، وما مثله هذا التراجع من خسارة مؤلمة لإيران التي استثمرت في هذه الميليشيات المتطرفة الأموال والأسلحة بل والمقاتلين، جاءت الضربة الثانية من المملكة لإيران بإعلان إنشاء كيان البحر الأحمر وخليج عدن، والذي يضم المملكة ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن؛ ليمثل صفعة مؤلمة لإيران التي حاولت عبثًا ومنذ عدة سنوات السيطرة على البحر الأحمر الذي بقي يداعب خيالات قادتها وطموحاتهم في السيطرة حتى دفعهم للكذب على أنصارهم، بأنهم يملكون سلطة حقيقية فيه، وهو ما قاله علنًا نائب الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي مخاطبًا حشدًا من قوات التعبئة، "أنتم ترون كيف توسعت حدودنا وتخطت الحدود الإيرانية لتصل إلى البحر الأحمر وشرق البحر الأبيض المتوسط"، ملمحًا إلى سيطرة إيرانية على اليمن وتواجد في جيبوتي وإرتيرتيا ومحاولات تواجد في السودان.

لكن أحلام طهران تحطمت على صخرة الواقع الذي ترسمه المملكة بقيادتها الحكيمة والشابة، فبداية من قصقصة أجنحة حلفاء طهران من ميليشيات الحوثي المسلحة في اليمن، إلى نجاح المملكة في إنهاء الخلافات بين جيبوتي واريتريا التي سعت طهران دائمًا لزيادتها وتوسيع شقتها طمعًا يظهر أن إيران تخسر وبشكل حقيقي أي تواجد لها في البحر الأحمر.

وفيما وقفت مصر بوضوح مع المملكة ضد إيران وتمددها بل وواجهتها في اليمن تحت مظلة قوات التحالف لدعم الشرعية، قررت السودان التخلص من مراكز التشييع فيها وما تلاه من جمود للعلاقات مع طهران، ثم إعلان لقطع نهائي للعلاقات تضامنًا مع المملكة ضد التعديات الإيرانية على السفارة والقنصلية السعوديتين في إيران.

أما جيبوتي التي سعت إيران بشكل حثيث للاستفادة من موانئها في البحر الأحمر، فهي اليوم تنفض كل صلة مع طهران معلنةً انضمامها إلى كيان البحر الأحمر.

ليكون كيان البحر الأحمر تتويجًا لجهود طرد إيران من هذا البحر الذي سعت طهران بدأب لإيجاد موطئ قدم فيه عبر توقيع اتفاقيات، وتقديم منح وإرسال سفن بل وحتى غواصات؛ ليكون الرد السعودي حاسمًا بأن البحر الأحمر يخص الدول المطلة عليه، ولا أحد غيرها، وأن كل من سيحاول التسلل له سيجد المملكة بالمرصاد رافضة لأي توتير أو فوضى، وساعية إلى تحقيق تكامل اقتصادي لكل دول البحر ضمن مشاريع استراتيجية واقتصادية ستعود بالنفع على جميع الدول المشاطئة للبحر الأحمر، وهو ما بدأ يتحقق فعلًا، وكانت خطوته الأولى استكمال طرد إيران.

مرر للأسفل للمزيد