أضحى التعلم الإلكتروني مطلبًا لمختلف المؤسسات؛ بالتزامن مع ظهور ظروف تحول دون تلقي المناهج التعليمية بالطريقة التقليدية، وكان آخرها فيروس كورونا الجديد، الذي تسبب في تعليق الدراسة بالمملكة وعدة دول أخرى، ضمن الإجراءات الاحترازية لمكافحة انتشاره.
وفى هذا الصدد، أوضحت «نجود عصام القرشي» المدير التنفيذي لشركة الفرسان الذكية للتعليم والمدربة المعتمدة من Google، في تصريحات لـ«عاجل»، أن المنصة التعليمية التي تقوم شركتها بالتدريب عليها، هي Google classroom أو فصول Google الافتراضية، وهي أحد تطبيقات حزمة Google للتعليم G suite، والتي تمنحها شركة Google كنوع من الخدمة المجتمعية لقطاع التعليم.
وقالت القرشي إن Google classroom منصة إلكترونية بسيطة وسهلة الاستخدام، وتساعد المعلمين على إدارة العملية التعليمية، والتواصل بسهولة بين المعلم والطالب، وتنظيم الواجبات الدراسية وزيادة التعاون بين الطلاب.
وتابعت القرشي، أنه عبر التوافق مع التطبيقات الأخرى من نفس الحزمة، تتوافر بيئة متميزة للطالب والمعلم؛ بحيث يمكن تطبيق استراتيجيات تعليمية مثل التعلم المدمج أو الفصل المقلوب، وتجعل التعليم ممتعًا غير محدود بجدران الفصول.
وقالت القرشي: «نحن كشريك معتمد لـGoogle for Education في الشرق الأوسط، نوفر التدريب اللازم للمعلمين على كيفية تفعيل مثل هذه التطبيقات وتبني التعلم الإلكتروني؛ كتوجه عام توافقًا مع رؤية المملكة في تطوير التعليم، بالإضافة إلى أننا نوفر الدعم الفني والتقني في إدارة التغيير الشاملة؛ نظرًا لأنه من أكبر المصاعب، التي يواجهها تطور التعليم هي مقاومة التغيير».
وأشارت، إلى أنه بسبب الأوضاع الصحية وتعليق الدراسة ولاستمرارية التعلم عن بُعد رغم الظروف، فإن المنصة التعليمية بها عدة مميزات رصدتها الشركة من خلال تجربة المستخدمين، كان أبرزها 3 أشياء وهي:
أولًا: سهولة استخدامها؛ بحيث لا يحتاج المستخدم إلا إيميل على Gmail وشبكة إنترنت، ويمكنه استخدام هذه المنصة على أي جهاز أو حتى على متصفح دون تحميل أي برامج، أو القلق من ضياع المعلومات، أو غيرها من المشاكل التي تواجه بعض المنصات الأخرى.
ثانيًا: كونها مجانية ومتوافرة ومتكاملة مع العديد من التطبيقات الأخرى من Google، مثل يوتيوب وGoogle Drive، ونظام اختبارات Google الإلكترونية، ومتوافقة مع عدد من التطبيقات والمواقع الخارجية، مثل منصة عين وأكاديمية خان وTEDx وKahoot، والعديد من التطبيقات والمواقع الأخرى، وهذا يمنح المعلمين مصادر وأدوات لا محدودة لإدارة العملية التعليمية، وتحقيق أهداف التعلم بكفاءة وسهولة كبيرة.
ثالثًا: اهتمام Google بتطوير هذه المنصة على الدوام وتوفير الدعم الفني الكامل، وأيضًا مجتمع الدعم بين المعلمين والمدربين المعتمدين للاستماع إلى تجاربهم والتطوير بناء عليها؛ مما يجعلها منصة مواكبة لاحتياجات المستخدم باستمرار.
وأوضحت القرشي، أن مستوى فهم الطالب يختلف حسب مرحلته العمرية والذكاء، فيحتاجون إلى طريقة خاصة للتعلم خاصه المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أن هذه المنصة توفر إمكانية تخصيص التعلم حسب احتياجات المتعلم؛ فعلى سبيل المثال يمكن للمعلم عند اختيار نشاط معين أو تكليف اختيار نشره لطالب واحد أو مجموعة طلاب في فصل افتراضي أو عدد معين من الفصول أو جميع الفصول، كما يمكن للمعلمين التواصل المستمر مع الطلاب ومتابعة أدائهم مباشرة، وتوفير التغذية الراجعة الفورية لهم.
ولفتت إلى وجود فرص لمراعاة الفروق الفردية؛ بحيث يمكن تسجيل الدروس والمواقف المختلفة، ورفعها على الشبكة ليقوم المتعلم باتباعها أو بتكرارها حسب سرعته، ويمكن للطلاب المتميزين الحصول على أنشطة أخرى إضافية خارج البيئة الصفية تتناسب مع تميزهم وميولهم.
وأكدت القرشي، أن المنصة التعليمية لا بد أن تتوافر فيها أمور مميزة تساعد في التعلم والتعليم، مضيفة: «فنحن لا نقول إن هذه المنصة هي أفضل منصة على الإطلاق، ولكن هناك سببًا لانتشارها ووجود أكثر من 40 ملايين مستخدم عليها اليوم ألا وهو المرونة وسهولة الاستخدام؛ ومن واقع تجربتنا نرى أن هذا أهم شرط يجب أن يتوافر للطالب والمعلم؛ حيث إنه ليس من المقبول أن يشكل تطبيق هذه الأدوات عبئًا إضافيًا على المستخدم؛ مما يتناقض مع أصل هدف استخدام هذه الأداة، بل ينبغي أن توافر الجهد والوقت لتسهيل التجربة التعليمية للمعلم والطالب، وتمكنهم من التركيز على المخرجات عوضًا عن التركيز على الأداة نفسها».
وأكَّدت أن توافر تنوع الأدوات والمصادر؛ بحيث تتيح تنوع طرق العرض مثل الصوت والصورة والفيديو إلى جانب تنوع مصدر المعرفة، مثل الموسوعات والمواقع المتخصصة وآراء الخبراء والتفاعل مع الأقران حول العالم، بخلاف تنوع التقنيات المستخدمة مثل وسائل العرض أو الشبكات يدفع المتعلم للاندماج أكثر في التجربة التعليمية، ويحد من الملل أو الرتابة التي قد تعتريه ويعمق الموقف التعلمي والأثر المتوقع منه.
واشارت القرشي، إلى أنه وبعد عودة الدراسة ستستمر هذه المنصة بالطبع، فهي من أكثر المنصات التعليمية استخدامًا حول العالم ويوجد عليها حاليًا أكثر من 40 ملايين طالب ومعلم كما ذكرنا سابقًا، ولدينا تجارب رائعة وناجحة في المملكة العربية السعودية مع شركاء النجاح من المدارس والمؤسسات التعليمية في تطبيقها داخل الفصول أو في الاختبارات؛ مما أدى إلى زيادة الرضا لدى الطلاب وأولياء الأمور وأيضًا المعلمين وكون أن هذا التوجه متوافقًا مع رؤية المملكة وتوجه وزارة التعليم؛ لذا نتوقع انتشار أكبر لمثل هذه التطبيقات مستقبلًا، خصوصًا لما توفره من وقت وجهد على المعلم وتجربة تعليمية متميزة وثرية للطلاب، وتوفير الكثير من التكاليف على المؤسسات التعليمية.
الجدير بالذكر، أن الطلاب اليوم يتحدثون لغة التكنولوجيات ويسهل عليهم فهم وتلقي المعلومات؛ باستخدام هذه اللغة عن غيرها من اللغات، وقد حان الوقت لدمجها بشكل جدي في العملية التعليمية اليومية، ولا أرى وقتًا أفضل من الوقت الحالي لهذه التجربة.
وقالت: «لدينا خطط مستقبلية تخدم التعليم والطلاب، ونركز في شركة الفرسان الذكية للتعليم على المتعلم، ونعلم جيدًا أن التكنولوجيا ما هي إلا وسيلة وليست غاية، ولكنها من أفضل الوسائل وأسهلها لتحقيق أهداف التعليم الحديث وتطوير العملية التعليمية، ونعمل بالتوافق مع رؤية المملكة على دعم المؤسسات التعليمية لمواكبة هذا التطوير، وتسخير جميع الأدوات والتقنيات، سواء كانت المنصة وتطبيقاتها أو مناهج STEM الإثرائية المساندة، والتي نقوم بتأليفها بناء على المنهج الوزاري، وتوافقًا معه أو التقنيات الحديثة مثل الروبوتات والطباعة ثلاثية الأبعاد وغيرها، بالإضافة إلى عملية التدريب والاستشارات وقيادة التغيير؛ بهدف دعم المتعلم والمساهمة في تطوير قطاع التعليم في المملكة العربية السعودية.
واستطردت: «لا يخفى تخوف بعض المعلمين وأولياء الأمور من التعلم الإلكتروني ووجود التقنية داخل الفصل الدراسي، ولكن عند إدراك أن هذه هي لغة المتعلم في عصرنا الحالي والذي يشاهد يوميًا مواقع وألعاب ثلاثية الأبعاد غاية في الإبداع والإبهار، ولن يرضي عينيه أن يرى وسائل تقليدية تمثل من وجهة نظره رجوعًا إلى الوراء عدة أجيال».
وِأشارت إلى سعيها إلى مواكبة طموحات جيل تربى على استخدام الجوال وترعرع على ألعاب الكمبيوتر والتواصل مع أصدقائه بالدردشة، ولا يتقن بأي حال من الأحوال غير مفردات هذه اللغة، ولذلك حتى لو فرضنا أن أثر التعلم يمكن إنجازه بالتساوي بإحدى الطريقتين (الإلكترونية أو الاعتيادية)، فالأفضل استخدام الإلكترونية كلغة مشتركة للمتعلمين.
اقرأ أيضًا: