تجلّى قول الله تعالى: (وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا) من خلال سواعد الأبناء وهم يبذلون الغالي والنفيس لمساعدة آبائهم وأمهاتم لأداء حج هذا العام.
أعواماً طويلة كان الآباء والأمهات يحيطوننا بالعناية والاهتمام، ويبذلون من قوتهم وصحتهم ومالهم الشيء الكثير، حتى كبروا وأتعبتهم السنون تلو السنين، وأضحوا في حاجة ماسة لمساعدة أبنائهم، خصوصاً في رحلة حجهم وأدائهم مناسكهم، وهذا ما جعل الأبناء يسخرون طاقتهم كافة لمساعدة من سهروا على راحتهم سنين طويلة من غير كلل و لا ملل.
برزت خلال موسم الحج مشاهد عظيمة لمعاني البر بالوالدين، سطرتها سواعد العديد من الأبناء، عبر الاهتمام بهم والسهر على راحتهم، وإطعامهم وتقديم كل ما يحتاجونه وسط هذه الأجواء الروحانية، يبتغون رضا الله والخير والفلاح، وامتثالاً لقوله عز وجل: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا).
تحكي صور وثقتها عدسة ( واس ) في المسجد الحرام والمشاعر المقدسة، مواقف تعبر عن معاني عطف الأبناء على والديهم، وتيسير أمورهم، والقيام على شؤونهم، وذلك بخدمتهم ومعاونتهم؛ جبرًا لضعفهم، خاصة عند بلوغ أحدهما أو كلاهما الكبر، وإدخال السعادة والفرح إلى قلوبهم بإتمام نسك حجهم، لعلهم يردون ولو النزر اليسير لما قدمه والديهم إليهم على مدى عقود من الزمن.