المحليات

متخصصان يوضحان شكل العملية التعليمية بعد عودة الحياة لطبيعتها في المملكة

هل يستمر الاعتماد على منظومة الدراسة «عن بُعد»؟..

سامية البريدي

أثيرت الكثير من التساؤلات حول شكل العملية التعليمية بعد الانتهاء أو التعايش مع أزمة «كورونا المستجد»، ومدى إمكانية الاعتماد على منظومة التعليم «عن بُعد»، بعد أن حققت نجاحًا ملموسًا في إنهاء الفصل الدراسي الثاني بدلاً من تأجيله أو إلغائه.

«عاجل» استطلعت آراء اثنين من الخبراء والمتخصصين، حول مستقبل العملية التعليمية، في ضوء ما صرح به الوزير الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، بأن «التعليم بعد كورونا لن يكون كما هو بعد انتهائه».     

من ناحيته، قال مدير عام التعليم الأهلي لشركة «المدارس المتقدمة» الدكتور  ناصر الخثلان: إن عودة الطلاب إلى المدارس يتوقف على تطور الفيروس، مشيرة  إلى أن «التعليم عن بُعد» لن يكون بقوة نظيره المباشر، بدليل أن هناك كثيرًا من الدول العالم فتحت مدارسها، وأقرت التباعد الاجتماعي داخل الصف.

وأضاف الخثلان: أعتقد أننا بحاجة إلى عمل ضخم جدًا في تجهيز‏ بنية تحتية قوية وتوفير كل متطلبات التعلم عن بٌعد، للطالب والمدرسة والمعلم.. من السهولة أن نقول إن هذا النظام جميل وصحي؛ لكن أن يكون هو خيارنا الوحيد مع إمكانية التعليم المباشر فهذا خطأ.

في السياق ذاته، قال أستاذ تقنيات التعليم المساعد، وكيل عمادة التعلم الإلكتروني للابتكار بجامعة الملك خالد، الدكتور نايف محمد جبلي:  لمست خلال فترة الفصل الثاني من العام الدراسي 1441هـ، مدى ما بذلته وزارة التعليم، لتوفير التعليم عبر المنصات الإلكترونية المختلفة.

وأضاف جبلي: في ضوء ما اطلعت عليه من تقارير لممارسات التعليم «عن بعد»، يمكن التأكيد على جاهزية المؤسسات التعليمية للاستمرار  في هذه المنظومة خلال المرحلة المقبلة، خاصة في ظل وجود ثقافة رقمية على مستوى المجتمع كافةً، يدعمها استعداد ودافعية لدى المستفيدين على المستوى الإداري، وعلى مستوى الأساتذة والطلاب.

وحدّد جبلي، رؤيته للدفع باتجاه التعليم «عن بُعد» في عدة نقاط لخصها في:

ـ اعتبار التعليم عن بعد خيارًا مستقبليًا واستراتيجية ضرورية في العملية التعليمية.

ـ تدريب الكوادر البشرية (طلاب - معلمين - دعم فني) على استخدام أدوات التعلم «عن بُعد».

ـ تأهيل مختصين في التعلم الإلكتروني والتعليم «عن بُعد».

ـ تفعيل أنظمة إدارة التعلم والأنظمة الإلكترونية المساندة.

ـ الاهتمام بتجربة المستخدم، من خلال تصميم مقررات إلكترونية ذات محتوى تفاعلي يلبي احتياجات المستفيدين.

ـ وضح خطة استراتيجية للتعليم «عن بُعد» والالتزام بتطبيقها.

ـ تجويد التعليم عن بعد من خلال تطبيق أفضل المعايير والسياسات.

ـ الدعم والتحفيز والاستفادة من التجارب الناجحة.

وبشأن البنية التحتية، ومدى قدرتها على تنفيذ استراتيجية التعليم «عن بُعد» بالشكل المأمول، قال الدكتور نايف محمد جبلي، يمكن تحقيق ذلك من خلال:

ـ إقامة بنية تحتية تقنية للإنترنت سريعة وعالية الجودة (Viber)

ـ تدريب وتطوير وتأهيل القوى البشرية من المعلمين والطلاب ومصممي المحتوى التعليمي، والفريق التنفيذي في الجامعات والمدارس على أنظمة وسياسات التعليم «عن بُعد».

ـ تصميم وبناء مقررات تعليمية إلكترونية جذابة، وتوفيرها كنمط تعليمي غير متزامن على مدار الساعة.

ـ توفير الأجهزة للطلاب والمعلمين حسب الاحتياج، كما حدث في العديد من المدارس الأمريكية.

ـ تصميم برنامج لإدارة عملية التعليم «عن بُعد» تتعلق بتسجيل الطلاب ومتابعتهم وتقييمهم عبر هذه المنظومة.

ـ إشراك الجامعات السعودية والجهات ذات العلاقة في إنجاح المنظومة، كوزارة الاتصالات والمعلومات، والمركز الوطني للتعليم الإلكتروني، وهيئة تقويم التعليم والتدريب، إلى جانب المعهد المهني للتطوير المهني التعليمي ونحوها. 

ولفت جبلي، إلى تصريح  وزير التعليم، الذي قال فيه «إن التعليم بعد كورونا لن يكون كما هو بعد انتهائه»، مشيرًا إلى أن هذا يدل على نجاح المنظومة، وأنها أصبحت خيارًا مستقبليًا، وليست مجرد بديلٍ للحالات الاستثنائية.

وأكد جبلي، أن استخدام التقنية في العملية التعليمية سيكون بشكل أوسع، ولن تكون مقتصرة على الترفيه كما كان يحدث قبل ظهور «كورونا».

مرر للأسفل للمزيد