المحليات

باحث اجتماعي: بعض النساء العاملات لا يفضِّلن العمل تحت قيادة امرأة

وفقًا لدراسات حديثة..

سامية البريدي

أثبتت دراسات اجتماعية حديثة أن بعض الموظفات يفضِّلن العمل تحت إدارة الرجال بسبب الغيرة؛ فبعض المسؤولات يحاربن نجاح الأخريات، ويتحوَّلن إلى ما يمكن وصفه بـ«الدكتاتورة» وفي بعض الأحيان يقضين على طموحات باقي الموظفات بدافع الغيرة؛ حتى لا ينافسنهن على المنصب بعكس الرجل.

وفي ذلك الإطار، قال الباحث الأكاديمي المتخصص بالقضايا الاجتماعية خالد الدوس: «منذ أن اقتحمت المرأة السعودية سوق العمل، لا يزال الجدل دائرًا وحائرًا حول تفضيل الموظفة العملَ تحت إشراف إداري رجالي أو نسائي؛ علمًا بأن هناك موظفات يرغبن في العمل تحت إدارة نسائية عندما تكون المديرة ذات كفاءة وتأهيل وقدرة قيادية محفزة وملهمة للعطاء والولاء والإنتاج الوظيفي».

وأضاف الدوس: «لو تحدثنا عن أسباب تفضيل بعض الموظفات، العملَ مع المديرين الرجال؛ يمكن القول إن ذلك قد يكون أفضل في حالات معينة وفي ظروف مختلفة. ومن ثم تختلف كل حالة على حدة، والفيصل في ذلك، أن كل مسؤول يفرض قيمته القيادية والإدارية، ويكسب احترام الموظفين من كلا الجنسين؛ وذلك بوعيه الإداري، وفكره القيادي المتزن، وقيامه في الوقت ذاته بدوره المطلوب منه على أكمل وجه، بجانب حرص القيادة على تحقيق مبدأ العدالة والمساواة، وبث روح الحماس وتحفيز العاملين وتحقيق مبدأ الشفافية والوضوح».

وأكد الدوس أن كل هذه المعطيات تجعل الإدارة تكسب ولاء وانتماء العاملين داخل المنظمة الإدارية، وتنمي روح الأسرة الواحدة وظيفيًّا وإنتاجيًّا فتتحقق أهداف المنظمة؛ لذلك قد تكون من أسباب رغبة وتفضيل الموظفة العملَ تحت إدارة من غير جنسها، أن الرجل يتعاطف كثيرًا مع المرأة، ويتفهم ظروفها، كما أن طريقة تعامل المرأة عندما يكون مديرها رجلًا تكون أسهل بالنسبة إلى بعضهن؛ فالمرأة عامةً تبحث عن الاستقرار في بيئة العمل، والبُعد عن كل ما يعيق العمل ويضمن استمراريته في أجواء صحية.

وتابع الدوس أن المرأة بطبيعتها لا تحتمل المنغصات والإشكالات التي تُمارس داخل مناخ العمل، بالذات في بعض البيئات الإدارية النسائية التي نجدها في معظم الحالات تبتعد عن المضمون، وتنشغل بالأمور البسيطة، فضلًا عما يشوب البيئة النسائية من غيرة وتنافس وخلافات وتسلط وممارسة سياسة الأوامر بدون وعي، كما أن بعض المديرات قد يكنَّ غير منصفات في كثير من الأحيان ولا يتمتعن بالعدالة المطلوبة عند إصدار بعض القرارات، التي قد تكون صادرة من عاطفة لا من عدل وإنصاف وحيادية.

وأردف الدوس، قائلًا: «معروفٌ عن المرأة من الناحية السيكولوجية والتركيبة الأنثوية، أنها شديدة الحساسية والغيرة، وتغلب عليها العواطف؛ لذلك نجد أن بيئة العمل مع الإدارة النسائية في بعض الحالات مليئةً بالمشاكل والتطرق إلى أشياء وجوانب خارج إطار صندوق العمل، وخلق مشاكل لا تنتهي.. ومع الأسف، تحمل بعض المديرات ضغينة وكراهية لبعض، وحب التسلط وفرض الرأي الأحادي، وهناك من المشرفات والمسؤولات من يردن الصعود على أكتاف الآخرين بأساليب تتنافى مع قواعد الضبط الأخلاقي والاجتماعي، فتنسب عمل ومجهود الآخرين إلى نفسها وإدارتها».

وأضاف الدوس أن «بعض المديرات متسلطات، ولا يتفهمن وضع المرأة وظروفها، بجانب أن المديرة دائمًا ما تتخذ القرارات بسهولة دون النظر إلى العواقب المترتبة عليها؛ وذلك بعكس الرجل الذي يتخذ القرارات بحكمة واتزان ووعي.. صحيح أن هناك إدارات نسائية في مجتمعنا السعودي متميزات بالدقة والإنتاج والانضباط وامتلاكهن قدرةً أكبر على حل المشكلات وتنمية الإبداع الإداري للعاملات وخلق بيئة عمل صحية تتميَّز بالذكاء الاجتماعي. وتستطيع تلك الإدارات العبور بسفينة المنظمة الإدارية إلى بر الأمان فكرًا ووعيًا واستنارةً. وفي المقابل، هناك شخصيات قيادية نسائية مزاجية ذات قرارات متسرعة ومزدوجة، يطغى عليهن حب الذات والأنانية وممارسة لغة التعالي على زميلاتها وتنغص عليهن عيشهن».

ولفت الدوس إلى أن الدراسة التي أعدتها مؤسسة «جالوب» الأمريكية، أظهرت معطياتها أن ٣٣٪ من الموظفين (من كلا الجنسين)، يعملون بجدية عندما تدير المرأة العمل، لكن النسبة تقل إلى ٢٥٪ عندما يكون المدير رجلًا، لكن الدوس عقب قائلًا: «في مجتمعنا السعودي الأمر حساس كثيرًا؛ لأن الظروف تختلف والآراء والأفكار تتباين بحسب بيئة العمل التي تفرض حوارات وتواصلًا ونقاشات تتراوح طريقتها والتعبيرات المستخدمة فيها طبقًا لوعي ورقيِّ وقيم القيادة الإدارية، سواء كانت رجلًا أو امرأة».

مرر للأسفل للمزيد