أكَّد رئيس نادي الصم بالمنطقة الشرقية ناصر بن وهق السهلي أنَّ النادي يعمل حاليًا بالتعاون مع عددٍ من الجهات الحكومية على تنظيم البرامج التدريبية المتعلقة بتعليم لغة الإشارة، وذلك في سبيل تسهيل تقديم جملة الخدمات للصم، بحيث تكون جميع الجهات الحكومية لديها موظفون يجيدون لغة الإشارة، ويستطيعون التواصل دون الحاجة لمترجمين .
وأضاف السهلي أثناء تنظيم برنامج المعايدة السنوي أمس بمقر النادي أنَّ العمل على برنامج الاستدامة في المبادرات التي تتعلَّق بالتنمية الاجتماعية وتطويرها يهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع، خاصة الأشخاص ذوي الإعاقة، ومنهم الصم وغيرهم من الفئات المتعددة في الإعاقة، مؤكدًا في ذات السياق أنهم شريحة لا تريد نظرة الشفقة من المجتمع؛ لأنهم مقتنعون بأنهم شركاء في تنميته، وطامحون بعزيمتهم تجاوز العوائق وبلوغ الصدارة، وأصبحوا نبراسًا يُشار لهم بالرِّيادة، فلهم مسار أفق من خلاله ينظرون لشغف الحياة ورونقها.
في المقابل، أشار المدير التنفيذي بنادي الصم بندر الغامدي إلى ما يقوم به النادي في هذا المضمار من جهودٍ تسعى إلى إعطاء مساحة لاحتواء فئة الصم من الرجال والنساء بمختلف الأعمار، قائلًا: إنه جرت المفاهمة مع عددٍ من اللجان في عددٍ من الجهات الحكومية في البدء في عملية تصميم حقائب التدريب المتعلقة بتعليم لغة الإشارة، والتي ستبنى عليها مذكرات تفاهم وشراكة لتحقيق مفهوم الديمومة منها.
وأشار الغامدي أنَّ النادي يمثِّل نواة حقيقية يهدف إلى خدمة أبناء المنطقة للرفع من مستواهم ثقافيًا واجتماعيًا ورياضيًا، وفي جميع المجالات، حيث يقدم عدة مناشط تشرف عليها الهيئة العامة للرياضة بالمنطقة الشرقية، والتي منها ثقافية واجتماعية إلى جانب الرياضية منها سواء داخليًا أو خارجيًا.
وبيَّن أن منها على سبيل المثال لا الحصر نشاط المكتبة العامة في مجال البحث والقراءة الحرة، والاطلاع، والمكتبة المرئية والمسموعة، والفن التشكيلي، والرسم الجمالي، والزخرفة، والتمثيل المسرحي، والمشاركات في الندوات وتنظيمها، والمسابقات الوصفية مع إعطاء جانب مهم لدورة لغة الإشارة، وكذلك إقامة أسبوع الأصم العربي بصفة سنوية.
وهناك بحسب الغامدي، الأنشطة النسائية التي تمَّ العمل على استحداث قسم خاص لهم مؤخرًا يقف على إدارته فتيات مؤهلات من الصم وجميعها تأتي متسقة مع احتياجات الصم للرجال والنساء، وذلك بعد أن أنهى النادي تأهيل مرافقه بما يتناسب مع إقامة البرامج واستحداث مسرح وقاعة تدريب فسيحة لإقامة مختلف البرامج، والفعاليات التي يقف الصم على تنظيمها وتنفيذها في مختلف المجالات.
وتهدف هذه الأنشطة إلى تحقيق الثقة بالنفس لدى الأصم، وإشراكه في المجتمع بصورة تليق بدوره الكبير ، وإظهاره عضوًا فاعلًا، وتسليط الضوء على دور الأصم في المجتمع وخلق الألفة بينه وبين أفراد المجتمع إيمانا بأحقية الأصم في المشاركة بالنهوض بالوطن إلى جانب توفير جميع الإمكانات المتاحة لتعليم الأصم، وإعداده لحياة كريمة، وإثراء المعلومات الثقافية لدى الأصم عن طريق اللقاءات والمسابقات والمهرجانات، واكتشاف المواهب الرياضية لديهم، وذلك عن طريق المساهمة والمشاركة في الرياضة السعودية المختلفة سواء محليًا أو عربيًا أو عالميًا.
أيضا، هناك الدورات المختلفة لإثراء الجانب العلمي لدى الأصم، وإقامة دورات في لغة الإشارة لأفراد المجتمع من المتحدثين لتحقيق التواصل مع الأصم وإشراكه في الإشراف على الأنشطة، وإكسابهم خبرات القيادات الناجحة.