ملأت ألوان الفنون الشعبية بنجران احتفالات الأهالي فرحاً وسعادة بمناسبة اليوم الوطني الـ ٩٤، في تناغم فلكلوري وشعبي من الرقصات والأغاني والأناشيد الشعبية الوطنية التي تعبر عن الفخر والاعتزاز والانتماء للوطن وقيادته الرشيدة.
وتشتمل الفنون الشعبية النجرانية على ألوان شعبية عديدة؛ منها فن الزامل: وهو عبارة عن فن شعبي يتكوّن من صف طويل من الرجال المتشابكين الأيدي والمتراصّين بالأكتاف يسيرون بخطوات ثابتة وبشكل جماعي، بنفس النسق حتى يصلوا إلى المكان المخصص للاحتفال، وهم يردّدون أبياتًا شعرية تصف المناسبة، وكذلك لون الرزفة: وهو فنّ يعتمد على الإيقاعات الصوتية، وفيها ينقسم المؤدّون إلى صفين متوازيين بشكل متراصّ كتفًا إلى كتف، ويرددون أبياتًا شعرية بألحان عذبة، وبين الصفين في المنتصف تمامًا يقوم البعض بما يسمى "السعب"، وهم يحملون "الجنبية" أو الخنجر، وأحيانًا العصي، والبعض منهم يتميز بارتدائه الزي الشعبي النجراني المعروف بالمذيل، ويتحرك الراقصون بشكل متناغم مع الأهازيج واللحن.
كما يُعدّ فن المثلوثة أحد الفنون الشعبية النجرانية المنتشرة في محافظات نجران الشمالية، فهو فن يؤديه عدد من الرجال مشكلين نصف دائرة، يتقدمهم شخص منفرد عنهم يسمى "المزيف"، يتحركون تبعًا لخطواته في عدة أنماط متناسقة وذات إيقاع متناغم، مرددين أبياتًا شعرية معينة بألحان جميلة وعذبة، فيما ويسجل "فن المرافع" أو لعبة الطبول، حضورًا رائعًا خلال الاحتفالات في الأعياد والمناسبات الوطنية، وهو من أشهر الرقصات النجرانية وأبدعها: إذ أنها الرقصة الوحيدة التي تدخل فيه كل الفنون الصوتية والحركية، ويبدأ عازفو الطبول بشكل جماعي بصف واحد مستقيم، وهم يتحركون بصورة متناغمة على وقع الطبول والطيران والدفوف فيما يشبه الزامل، ولكن بألحان متناسقة مع العزف تحمل كلماتها طابعًا ترحيبيًّا بالحضور والتهنئة بالمناسبة، ومن ثَمَّ ينقسم الراقصون إلى صفين؛ أحدهما يضرب الدفوف، والآخر يضرب الطبول "المرافع"، ويتميّز هذا اللون بالخفة والرشاقة، ويشكل صورة فنية جميلة.