شارك الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور عبدالله الفوزان، يوم الثلاثاء 26 شعبان 1443هـ الموافق 29 مارس 2022م، في منتدى اللغة والترجمة والتواصل بين الثقافات الذي تنظمه جامعة الأمير سلطان، بمشاركة عدد من المتحدثين البارزين من الأكاديميين والعلماء والباحثين والمتخصصين.
وقدم الفوزان خلال مشاركته ورقة عمل بعنوان: «دور اللغة في تعزيز الحوار بين الثقافات»، سلط فيها الضوء على أهمية اللغة كأداة قوية للشعوب والأفراد في مختلف نواحي حياتهم، انطلاقًا من الدور الذي تلعبه في مساعدتهم، ليس فقط في التواصل مع بعضهم، لكن أيضًا في الفهم الأفضل لبعضهم البعض، وتعزيز التعايش والتسامح والتلاحم فيما بينهم، وفي موازاة اللغة تلعب الترجمة دورًا فعالًا في تعزيز الحوار والتواصل بين الثقافات، باعتبارها وسيلة لمعرفة الثقافات الأخرى، والاطلاع على أنماطها الاجتماعية، والإفادة من تجاربها وإبداعاتها على الصعد كافة.
واستعرض الفوزان جهود مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في توظيف اللغة لتعزيز التواصل بين الثقافات، مبينًا أن المركز وظف اللغتين العربية والإنجليزية في نشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم التعايش والتلاحم الوطني، إضافة إلى استثمارها في تعزيز وترسيخ قيم التسامح والوسطية والاعتدال على المستوى العالمي، من خلال صناعة حقائب تدريبية نوعية، وإصدار كتب علمية محكمة، فضلًا عن إطلاق مبادرات مبتكرة.
وسلط الفوزان الضوء على بعض الحقائب التدريبية التي قدمها المركز باللغتين العربية والإنجليزية ولغة برايل، ومنها حقيبة: «مهارات الاتصال والحوار« التي تهدف إلى إكساب المشاركين مهارات الاتصال والحوار مع الآخرين بكفاءة وفاعلية، إضافة إلى حقيبة بعنوان: «الحوار من أجل السلام» قدمها المركز بالتعاون مع منظمة اليونسكو، بهدف إكساب المشاركين مهارات الحوار والتواصل الفعال مع أبناء الحضارات الإنسانية لتحقيق التعايش والسلام.
كما تطرق الفوزان للحديث عن برنامج سفير للحوار الحضاري الذي يُعد إحدى المبادرات الوطنية التي يتبناها المركز وتضاف إلى جهوده في مجال نشر وترسيخ قيم التسامح، وتعزيز التواصل المباشر بين المشاركين من أبناء المجتمع وأبناء الثقافات والحضارات من الجنسيات الأخرى، ومد جسور التفاهم بينهم وفتح المجال للحوار الإيجابي البنّاء وإزالة المعوقات التي تعوق هذا التواصل.
كذلك سلط الضوء على مشروع سفراء حوار الإنسانية الذي تقوم فكرته على نشر ثقافة الحوار الحضاري البنّاء الذي يثمر بشكل إيجابي في تأسيس وعي حواري متميز ينعكس على أداء أبناء الطلاب وينعكس من جهة ثانية على مدى قدرتهم على مواجهة الاختلاف في الثقافات والحضارات بفكر معرفي حضاري مبني على تعزيز التواصل الإنساني الذي يركز على القواسم المشتركة ويمكّن من خلالها التلاقي حول سبل التعاون والتسامح ورسالة السلام، وهي العناصر التي تنبني عليها الحضارات المعاصرة وتؤدي إلى تقدم نوعي في مختلف المجالات.
كما تطرق الأمين العام إلى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني للحديث عن معرض الحوار التفاعلي كإحدى أدوات المركز لتعزيز التواصل بين الثقافات والحضارات، مبينًا أنه المعرض يقدم خدماته باللغتين العربية والإنجليزية، وهو متاح لجميع شرائح المجتمع وزوار المملكة، والسياح، ويهدف لإبراز أهمية الحوار والتواصل بين الناس، وتعميق الوعي بالمشتركات الإنسانية، من خلال سلسلة من المحطات العملية؛ حيث يتعرف الزائر في كل محطة على قيمة من قيم الحوار والتواصل.