رحلة أمل ونجاح في مساعدة المتعافين من الإدمان 
المحليات

منزل منتصف الطريق بجازان.. رحلة أمل ونجاح في مساعدة المتعافين من الإدمان

علي الجريبي

 شهدت فعاليات وبرامج ملتقى التعافي من الإدمان التي نظمته جمعية التوعية بأضرار المخدرات وجمعية صواب لتأهيل المتعافين من المخدرات بمدينة الملك فيصل الرياضية بجازان، استعراض للنماذج والتجارب الملهمة للمتعافين، والذي من خلالها سلط الضوء على الجهود البارزة والمتميزة للبرامج التأهيلية التي يتم تنفيذها في منزل منتصف الطريق بجازان للمتعافين بعد المرحلة العلاجية وذلك من خلال تكوين بيئة مثالية لهم ودمجهم مع المجتمع .

واستعرض أحد المتعافين قصته المؤثرة، إذ ذكر كيف كان يتعاطى المواد المخدرة التي أفقدته عقله وأبعدته عن أسرته وجعلته معدوم الثقة بكل من حوله، وكان يعيش في عزلة عن الناس، بل ويقضي معظم وقته في زيارة المقابر، بعد سنوات من التعاطي، قرر الشاب أن يخضع للعلاج واتخذ القرار الشجاع بالتوجه إلى المستشفى، إذ بدأت رحلته العلاجية بسحب السموم، وبعد استكمال هذه المرحلة، وضع أمام خيارين: إكمال العلاج في منزله الخاص، أو الالتحاق ببرامج التأهيل في منزل منتصف الطريق. اختار الأخير، حيث تلقى العديد من البرامج التأهيلية التي ساعدته في استعادة ثقته بنفسه والانخراط مع أهله ومجتمعه، بل وأصبح هذا الشاب حكيم العقل، ملتف حوله أهله وأصدقاؤه، ومحافظا على صلاته، ويكمل دراسته العليا في إحدى الجامعات السعودية .

كما استعرض متعاف آخر قصته خلال مرحلة التعاطي التي أثرت في الحضور، إذ تحدث عن تعاطيه للمخدرات التي أفقدته عقله وجعلته يتصرف بشكل مجنون، حيث قال بأنه خلال هذه المرحلة قام ب استأجر سيارة وكان يقودها بشكل بتهور بالطرقات الرئيسية، مما تسبب في الوقوع بحادث مرور، إضافة إلى علاقته بأمه التي تدهورت وكان يتسبب في بكائها، بسبب تحدث الجيران عن تعاطيه للمخدرات، هذه المواقف دفعته إلى اتخاذ قرار العلاج، والتحق ببرنامج سحب السموم في مستشفى إرادة للصحة النفسية، ومن ثم انضم إلى برامج التأهيل في منزل منتصف الطريق، وبعد تماثله للشفاء عاد لعائلته التي تحتضنه بكل الود والحب، حيث أكمل نصف دينه بالزواج وأصبح شخص متعاف ومندمج في حياته مع أسرته ومجتمعه .

 هذه النماذج والتجارب تؤكد نجاح البرامج التأهيلية التي يتم تنفيذها في منزل منتصف الطريق بجازان للمتعافين من الإدمان، والتي من خلالها تمكن المتعافون من إعادة بناء حياتهم والانخراط بشكل إيجابي في المجتمع، وتقلل بشكل كبير فرص الانتكاسة، كما أن هذا المنزل يعد مثالا يحتذى به في تقديم الدعم والمساعدة للراغبين في التعافي من الإدمان، ويثبت أن الإرادة القوية والدعم المناسب يمكن أن يغيرا حياة الأفراد نحو الأفضل .

رحلة أمل ونجاح في مساعدة المتعافين من الإدمان
رحلة أمل ونجاح في مساعدة المتعافين من الإدمان
مرر للأسفل للمزيد