المحليات

طيف الحدمي.. طالبة ثانوي ساهمت في تحويل الرياض إلى مدينة خضراء

حققت العديد من الجوائز العلمية العالمية

سامية البريدي

ظهرت مواهبها المتعددة منذ نعومة أظفارها.. حققت العديد من الجوائز العلمية العالمية.. أملها أن ترفع راية وطنها عالية خفاقة بين دول العالم، وقد نجحت في تقديم بحث علمي للمساهمة في تحويل الرياض إلى مدينة خضراء.. إنها الطالبة طيف الحدمي، التي لم تكن تعرف أن بحثها حول التشجير، سيتحول إلى واقع ملموس بفضل رؤية المملكة 2030.

وفي لقاء مع (عاجل)، قالت طيف: لديّ العديد من المواهب، اكتشفتها الأسرة وأنا في سن صغيرة؛ حيث أخبرتني والدتي وأنا بعمر عامين أنني أتمتع بموهبة التخيل، وأحرك يداي بعيني بناء على ما أراه في مخيلتي، وخلال رحلتي الدراسية، اكتشفت أنني محبه للمسائل الرياضية، وشاركت في جميع المسابقات المتعلقة بهذا الأمر، وقد اكتشفت هذه الموهبة سميه الحازمي، فأدخلتني برنامج "الخوارزمي الصغير"، وأشركتني بدورات تعلم العداد الصيني للحساب.

وأضافت طيف: أول مسابقة حضرتها كانت في الصف الرابع الابتدائي، وحصلت فيها على المركز الأول على مستوى مدينة الرياض، وفي الصف الخامس دخلت "أولمبياد الرياضيات" ومسابقة "الخوارزمي الصغير" على مستوى المملكة، وحصلت على المركز الثاني، وفي العام التالي شاركت في دورة "الحس والإدراك" ببرنامج "الصيفي الإثرائية" في مدارس "منارات الرياض".

وواصلت طيف، الحديث عن رحلة التفوق، قائلة: لقد كان العام 2017 نقطة تحول في حياتي؛ حيث فزت بـ"الخوارزمي الصغير"، وأصبحت بطلة المملكة، مما أهلني للمسابقات العالمية، حيث شاركت في مسابقة بجنوب أفريقيا؛ حصلت فيها على المركز الثاني على مستوى العالم، وأحسست بالفخر؛ حيث أمسكت وزملائي المشاركين في المسابقة بالعلم السعودي، وتجولنا بين أعلام الدول المشاركة، فخرًا بأنني مثلت المملكة عالميًا.

وتضيف: في العام 2018 تأهلت وحصلت على بطلة المملكة للمرة الثانية، وتأهلت لمسابقة ماليزيا، وحصلت على المركز الثاني على مستوى العالم للمرة الثانية، وفي العام التالي تأهلت للمرة الثالثة في تايلاند، وأصبح لديّ شهادات معتمده حول مهارة قوة الحسابات الذهنية في وقت قياسي.

عن داعمي مواهبها، قالت طيف: ما حققته جاء بفضل الله وتوفيقه، ودعم الحكومة الرشيدة، إلى جانب مساعدة والدي وتضحياتهم لاستمراري في تحقيق النجاحات، ولا يمكن أن أنسى فضل مدرستي عليّ؛ حيث إنها دعمتني معنويًّا وساعدتني في استكمال بحوثي العلمية ومسابقاتي واستكشاف مواهبي.
عن البحث الذي فازت به، في مسابقة "التشجير لمدينة الرياض"، قالت طيف:" لقد حصلت على المركز الثاني على مستوى شرق الرياض كأفضل بحث، والذي كان تحت عنوان "تأثير التشجير وزيادة المساحات الخضراء في مقدمة المباني السكنية بمدينة الرياض على السكان والبيئة".

ولفتت طيف إلى أن البحث استهدف "المساهمة في زيادة المسطحات الخضراء بجميع أحياء الرياض، وتخفيض درجات الحرارة المرتفعة في معظم شهور السنة، إلى جانب زيادة وعي المواطن بأهمية التشجير والاستفادة القصوى من بعض السلوكيات اليومية لبعض المواطنين.

وأكدت طيف، أن "هذا البحث ساهم بفعالية في تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تستهدف أن تكون المملكة وجهة سياحية للعالم"، قائلة: بتطبيق هذا البحث على أرض الواقع ستحقق مدينه الرياض قفزة نوعية لتكون محط أنظار العالم، بعد أن كانت منطقه صحراوية.

ولفتت طيف إلى أن البحث يحتاج للتعاون والتنسيق بين العديد من الجهات الحكومية والأفراد، موضحة أن "الفكرة العامة للبحث تقوم على أساس تشجير مقدمات المباني والوحدات السكنية، ومن ثم يجب عند منح تراخيص البناء أن يتم توعية صاحب العقار بأهمية التشجير، وإظهار أهمية ذلك على حياه الفرد والمجتمع، على أن يتم إلزام صاحب العقار بتخصيص مساحة للتشجير دون المساس تحت أي ظرف، وفي حال مخالفة ذلك يتم سحب الترخيص وتوقيع غرامات محددة.

وأضافت طيف: الأمر لا يتوقف عند ذلك، لكن على الجهات المعنية بمراقبة تنفيذ شروط البناء والتأكد من الالتزام بالمساحة الخضراء أمام المبنى؛ وفق المعايير المطلوبة، وتكون الرقابة ممتدة إلى أبعد من ذلك؛ بحيث لا يتم توفير الخدمات من مياه وكهرباء وخلافه إلى بعد التأكد من شرط المساحات الخضراء.

ولفتت طيف إلى أنه يمكن الاستفادة من الهدر اليومي للمياه في ري المسطحات الخضراء؛ بحيث يتم تجميع المياه الزائدة في منطقة معينة، واستخدامها في ري الأشجار بما يقلل التكلفة على المواطن.

وأكدت طيف، أن بعض الأشجار تعمل على امتصاص درجه الحرارة، خصوصًا في ظل المناخ الصحراوي الذي تتمتع به منطقة الرياض، مشيرة إلى أن بحثها استند على دراسات عالمية تؤكد أن الأشجار تخفف من حدة درجة الحرارة، الأمر الذي ينعكس إيجابًا على الفرد جسديًا ونفسيًا.
بشأن العلاقة بين حبها للرياضيات، وبحثها المتعلق بالتشجير، قالت طيف: إن إلمامها بالعلوم الرياضية ساعدها في إيجاد علاقة بين مساحات المباني والشوارع والمسطحات التي يتم تخصصيها للتشجير.

وعادت طيف لتقول: عندما وصلت للعالمية بفضل بحوثي العلمية، تغيرت شخصيتي إلى الأفضل، وأصبحت لديّ ثقة بالنفس، حتى أصبح منهجي في الحياة لا يوجد شيء مستحيل مع الإصرار والتعلم المستمر.

وأضافت: بما أنني أصبحت من طالبات "موهبة" بمدارس "منارات الرياض"، فإنني أعمل مع مجموعتي حاليًا على بحث حول تقويه المناعة لمحاربة مرض الانسداد الرئوي المزمن لدى لكبار السن؛ وذلك لمعرفة طرق تقوية المناعة وتأثيرها، وسأقدم العام القادم أيضًا، حول "تقويه الطاقة الصوتية لاستخدامها كبديل للطاقة المضرّة، ولدي العديد من الإنجازات المقبلة المؤثرة في الرؤية وفي المجتمع بشكل عام.

عن دراستها في المرحلة الثانوية، قالت: يمكنني في هذه المرحلة الربط بين دراساتي ونشاطاتي؛ بحيث أطبق ما أتعلمه في المدرسة على أراض الواقع ـ حتى تكون لديّ خليفة عن الأمور التي اكتشفها، ويجب أن أشير هنا إلى أن مدارس "منارات الرياض" ساعدتني على التنسيق بين المقررات الدراسية ومواهبي، وكذلك تنظيم واستغلال الوقت، كما أن إدارة المدرسة ساعدتني على المشاركة في المسابقات وإنجاز الأبحاث اللازمة.

وتحدثت طيف عن فترة كورونا، قائلة: إن فترة الحجر كان لها اثر كبير عليّ؛ حيث أعطتني مساحة أكبر حتى أدير وقتي وأرتب أفكاري، لقراءة المزيد من الأبحاث الجديدة، وقد استغليت فترة الحجر في تطبيق نظام خاص بحياتي الصحية؛ حيث أصبحت أنام واستيقظ مبكرًا، إلى جانب مواظبتي على ممارسه الرياضة، والابتعاد عن الطعام غير الصحي، كما استطعت تقوية لغتي الإنجليزية، وتعلمت لغة جديدة، والتحقت بدورة الهندسة الكهربائية.

وحول طموحاتها المستقبلية، قالت طيف: إنها بلا حدود، وأسعى لأن يرتبط اسم وطني بالعالمية من خلال البحوث التي أنجزها، وأسعى لأن تكون لي بصمة، وأن أصبح فردًا فعالًا بمجتمعي السعودي.

من جهته، أوضح المشرف العام على مدارس "منارات الرياض" ابراهيم الشمراني أن مدارس "منارات الرياض" تدعم الطلاب والطالبات، وتأخذ بأيديهم إلى مستقبل متميز، حيث توفر لهم بيئة جاذبه، وتساعدهم في الإبداع، تحت مظلة رؤيتنا لإعداد المبدعين الذين يسهمون في نهضة المجتمع وقوته؛ ضمن رسالة واضحة نعمل خلالها على "توفير بيئة غنية ومحفزة للتعلم؛ بيئة تقود إلى الإبداع بخدمات تعليمية عالية الجودة، مبنية على خبرات تلامس الخمسين عامًا، بما يضمن البناء المتكامل لشخصية الطلبة ووصولهم لأعلى مراحل الإبداع.

وأضاف: الدعم يأتي كذلك من قبل فرق عمل مؤهلة ومدربة تحقق أعلى النتائج والمخرجات على المستويين الوطني والدولي، مما أهل المدارس للحصول على الاعتماد الدولي، وبناء شراكات مع أكبر المؤسسات الوطنية والعالمية، وفوز طلابها وطالباتها سنويًّا في اغلب المحافل والمسابقات الدولية.

وأكد الشمراني، أن هذا يدل على أن المدارس تساعد وتدعم طلابها في بناء مستقبل واعد، وإعدادهم للحياة العملية، قائلًا: نثمّن أيضًا للأبوين دورهما الفاعل المتكامل مع المدرسة في رعاية موهبة أبنائهم، والتواصل الإيجابي مع المدارس في سبيل تحقيق الهدف لنا جميعًا تحت رؤية 2030.

مرر للأسفل للمزيد