المحليات

أكاديميون بالجامعة الإسلامية: نظام التقويم الدراسي الجديد نقلة نوعية ويحقق مستهدفات رؤية 2030

نوف العنزي

حظيت قرارات وزير التعليم، الدكتور حمد آل الشيخ، بشأن التقويم الدراسي الجديد بترحيب كبير و إشادة من قبل الأكاديميين في الجامعة الإسلامية، والذين اعتبروه نقلة نوعية في نظام التعليم العام والجامعي لمرحلة جديدة تواكب التطورات والتحديات التي طرأت في مجال التعليم خلال الأعوام الماضية.

يبدأ التقويم الجديد من العام الدراسي القادم 1443 هـ في التعليم العام، وللجامعات مهلة لمدة عام، والذي زادت فيه مدة الدراسة، فأصبحت 39 أسبوعا  مقسمة على ثلاثة فصول دراسية، تتخللها 12 إجازة رسمية، و9 إجازات فعاليات ومناسبات وطنية، وإجازة 8 أسابيع نهاية السنة بدلاً من 12-15 أسبوع وزيادة أيام الدراسة وتقليل فترات انقطاع الطلبة والمعلمين.

تعويض الفجوة التعليمية

أكد د. عمر مصلح الحسيني، عميد كلية الحديث الشريف والدراسات الإسلامية، أن تطوير التّقويم الدراسي بجعله ثلاثةَ فصول دراسية في العام سابقة لم تكن ضمن أجندة التطوير في المراحل السابقة؛ ومن الآثار الإيجابية المتوقعة لهذا التطوير أنه يسهم في الحفاظ على التراكم المعرفي ودعم المهارات الموجودة في المقرّرات الدراسية، والتي تتأثر بلا شك بفترات الانقطاع الطويلة، ويسهم في تعويض الفجوة التعليمية بين سنوات السّلّم التعليمي وسنوات الدراسة الفعليّة أثناء رحلة التعليم، ويَعزز من قدرات الطلاب وتمكينهم في المجالات المختلفة؛ بما يتواكب مع مهارات القرن الواحد والعشرين .

وأشار الحسيني أن من آثاره إبقاء الطالب في عمليات تعليم بنائي مستمر وفعّال لمعارفه، وصقل مهاراته، ويسهم كذلك في إضافة مواد جديدة، ووحدات دراسيّة للمواد القائمة وزيادة الإثراء للمواد الحالية، وأنّه يؤدي للاستثمار المناسب لأيّام العام الدراسي والموارد التعليميّة وتطوير المناهج، ويوظّف ويعزّز التعلّم الإلكتروني والتعليم عن بُعد ، وهذه بعض الثمار والآثار المتوقّعة من تطوير التقويم الدراسي .

المحافظة على التراكم المعرفي

و ذكر د.عمر بن عبدالعزيز السلومي عميد التطوير الأكاديمي والإداري بالجامعة الإسلامية : أن التعليم يمر بمرحلة جديدة بعد اعتماد وزارة التعليم التقويم الدراسي الجديد والذي يعكس حرص الوزارة على تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 وذلك من خلال العمل المستمر على رفع كفاءة مستوى المنظومة التعليمية وتطوير العملية التعليمية والاهتمام بتجويد المخرجات وإجراء مقارنات مرجعية لأفضل الممارسات الدولية واختيار الاكفأ والأفضل منها والتي من شأنها إتاحة الفرصة لتطوير المناهج والخطط الدراسية وإضافة مواد جديدة تُمكِّن الطالب والطالبة من اكتساب مهارات القرن الحادي والعشرين وتساهم في سد الفجوة التعليمية والمحافظة على التراكم المعرفي الذي كان يتأثر بسبب فترات الانقطاع الطويلة ومعالجة ذلك بتوفير إجازاتٍ قصيرة تبث النشاط والحيوية وتنعش العملية التعليمية.

استجابة لمتطلبات التنمية

أشار د. بندر بن خالد الذبياني عميد كلية الأنظمة والدراسات القضائية بالجامعة الإسلامية إلى أن وزارة التعليم بقيادة معالي الوزير قدمت خطة تطويرية، ونوعية للارتقاء بمنظومة التعليم في المملكة، واستجابة لمتطلبات التنمية ومتغيرات المستقبل؛ لتحقيق مستهدفات رؤية المملكة ٢٠٣٠، وشمل التطوير المناهج والخطط الدراسية والتحول لنظام الفصول الدراسية الثلاثة وفق أفضل الممارسات العالمية، بما يتناغم مع متطلبات العصر الحالي والمستقبلي من المعرفة والمهارات اللازمة لضمان مواءمة مخرجات التعليم مع متطلبات سوق العمل.

وأكد الذبياني : أن المناهج والخطط الدراسية الجديدة ارتكزت على زيادة الإثراء المعرفي للطلاب والطالبات، وتعزيز قدراتهم وتنمية مهاراتهم، بزيادة عدد من المقررات التي تلبي احتياجات القرن الواحد والعشرين من المهارات، إضافةً إلى زيادة أيام وساعات التعلم الفعلية في التقويم الدراسي الجديد مما يُسهم بشكل فعّال في رفع مستوى الكفاءة التعليمية، ويحقق استمرارية البناء المعرفي لدى الطالب، والذي يعود بالأثر الإيجابي على صقل مهاراته، كما أولت الخطط الدراسية الجديدة اهتمامها بالتعلم الإلكتروني والتعليم عن بعد كأحد المكونات الأساسية للخطط الدراسية المطورة.

يخفف الضغوط النفسية

بدوره اعتبر أ.د. أحمد العواجي أن تقسيم المنهج الدراسي على ثلاثة فصول دراسية يخفف الضغوط النفسية على الطالب، ويمنح التقويم الدراسي الجديد الطالب فرصة ثمينة لتعويض ما فاته من درجات وبالتالي إمكانية الحصول على معدلات مرتفعة ، لافتًا إلى أن قافلة إصلاح التعليم ماضية في طريق مواكبة التغيرات المتسارعة في العالم وإعداد جيل منافس عالميا.

علاج للفاقد التعليمي

و قال أ.د. سليمان بن عبدالله الرومي أستاذ كرسي دراسات المسجد النبوي بالجامعة الإسلامية أن تطوير المناهج والخطط الدراسية مرتبط برؤية المملكة 2030، ومواكباً لتعزيز القيم الإسلامية والهوية الوطنية والانتماء الوطني والتنافسية العالمية ، وللنظام المطور مكتسبات مباشرة على مستوى التعليم، كمعالجة أسباب الضعف والقصور المؤثرة على نتائج الاختبارات الدولية التي تعد من مؤشرات قياس أداء النظام التعليمي، حيث اتضح من خلالها انخفاض مستوى الطلاب السعوديين في القراءة والرياضيات والعلوم بشكل واضح ، ومن أهداف تطوير المناهج أيضاً معالجة الفاقد التعليمي، وتحسين نواتج التعلم المعرفية والمهارية، و تعديل السلوك وتعزيز تعلم التقنية الرقمية في التعليم ، كما أن هذا التطوير يأتي مواكباً لمتطلبات الثورة الصناعية الرابعة، ويؤهل الطلاب لوظائف المستقبل، ويساعدهم في امتلاك مقومات الاقتصاد المعرفي، والمساهمة في زيادة معدلات التوظيف ورفع كفاءة الانفاق.

وأضاف الرومي : أن رحلة التطوير لم تكن قصيرة سريعة، بل كانت متأنيةً واضحة الهدف، ورؤية 2030 ومستهدفاتها أساسٌ لها ، يقودها فريق متخصص في تطوير المناهج والخطط الدراسية، همها الإثراء وتطوير المهارات لمواكبة سوق العمل، مستفيدةً من أفضل الممارسات العالمية، وساعية لرفع نتائج الطلاب والطالبات في الاختبارات الدولية، معززة لمهارات الفهم القرائي والكتابي .

وتابع : الرحلة عمرها عامان، أخرجت تقويماً دراسياً جديداً من ثلاثة فصول، أثْرَت محتوى العلوم والرياضيات، وضمنت موادً جديدة كالمهارات الرقمية والتفكير الناقد والتربية البدنية والدفاع عن النفس والمهارات الحياتية والأسرية، كما طورت مناهج قائمة كالدراسات الإسلامية والدراسات الاجتماعية والتربية الفنية، وقدمت تدريس مواد أخرى بناءً على احتياج كل مرحلة وفصل دراسي ومازالت الرحلة مستمرة في عمليات التطوير.

مرر للأسفل للمزيد